سماء عكار "مشرقطة"

14:482014/05/23
A
|
A
|







مايز عبيد -عندما تستشري الفوضى في بلد ما أو مكان ما فإنها تستشري في كل المجالات وعلى كافة المستويات ولا يعود أي أمر بعيداً عن مرماها، حتى حياة الناس وممتلكات الناس وحق الناس في حياة لا تنغّصها الشوائب، لا تعد قائمة.وفي بلد كلبنان لا شيء فيه بعيداً عن الفوضى. فلكأني أمام بلد تركيبته قائمة على الفوضى في كل شيء. وعينة على سبيل المثال في موضوع الفوضى، مشكلة الأسلاك الكهربائية في الأحياء والشوارع لا سيما الشعبية الفقيرة منها. في بعض أحياء مدينة طرابلس وفي بعض قرى عكار تمر الأسلاك بجوار المنازل والشرفات وبعضها فوق الأسطح وبعضها الآخر معلق على جدران البيوت بطريقة عشوائية ليس لها مثيل حتى في مجاهل إفريقيا. أما الأعمدة التي تنقل هذه الأسلاك وتحملها عبر الشوارع والأحياء فهي أعمدة مهترئة بمعظمها وأكل عليها الدهر وشرب.في هذه الأحياء تمتد أسلاك الكهرباء عبر الشوارع وبطريقة فوضوية تبعث على الدهشة. مئات الأسلاك المهترئة تحملها أعمدة واهنة لتوصل التيار الكهربائي الى المنازل. هذا الأمر يضاعف معاناة الكثير من الأسر في هذه المناطق. فالذي اخترع ضوء الكهرباء أي أديسون، كانت غايته أن يجعل من نور الكهرباء عاملاً رئيسياً للسعادة والراحة في كل منزل تتواجد فيه... ولكن بِهِمة الدولة اللبنانية، أصبحت الكهرباء ظلاماً دامساً يملأ قلب تلك الأم أو ذلك الأب الذي يسعى لتوفير لقمة العيش الحلال له ولعائلته بسبب العشوائية المستفحلة في الآونة الأخيرة في تمرير أسلاك الكهرباء والذي يدفع ثمنها المواطن البسيط.معاناة سكان الأحياءوتستمر معاناة السكان من عشوائية امتداد أسلاك الكهرباء التي لا تخفى عن الأعين حيث لا يمر وقت طويل حتى نسمع ونرى إزهاق أنفس بريئة، هذا بالإضافة إلى تلف العديد من الأجهزة الإلكترونية، نظراً للقانون الثابت (طفي، ضوي)..وفي الأوقات التي تهب فيها العواصف، تلمح العشرات من الأسلاك الممتدة على الأرض بسبب قوة تيارات الهواء التي تسببت في انقطاعها، بل إن مرور السيارات المرتفعة نسبياً يتسبب في بعض الأحيان بحوادث خطيرة على صحة الإنسان والمجتمع حين تلامس سقوف السيارات الأسلاك، معرضة السكان والمارة على السواء الى الخطر.يتحدث المواطن عبدالحليم المصري وهو يسكن في أحد أحياء التبانة في طرابلس عن الخطر الذي يهدد حياة السكان بسبب ملامسة الأسلاك الكهربائية للمنازل ومداخل البنايات ويتعاظم هذا الخطر في فترة الشتاء حيث يؤدي احتكاك الأسلاك بعضها ببعض بسبب العواصف إلى إحداث حرائق كهربائية. ويضيف المصري: منذ فترة ليست ببعيدة كانت تمر من حيّنا سيارة (بيك أب) محملة بالعفش على سطحها وقد علق حديد صندوق البيك أب بشبكة أشرطة مترامية فرماها أرضاً ولولا (ستر الله) كانت حدثت الكارثة لو تواجد مارة في هذه الفترة. وختم المصري كلامه موجهاً رسالة للجهات المعنية في مؤسسة الكهرباء ووزارة الطاقة بأن تلفت نظرها إلى مثل هذه الأمور التي لا تحتاج إلى بذل جهد أكبر بينما مشكلتها وخطورتها أعظم.في الدول المتقدمة التي تحترم شعوبها وتهتم بحياتهم وبمصيرهم، تعمد الدولة الى تمديد الاسلاك المختلفة لا سيما الكهرباء منها تحت الأرض حفاظاً منها على حياة المواطنين ومنعاً أيضاً لعملية سرقة الأسلاك من قبل العابثين. أما عندنا في لبنان فإن الكهرباء وهي الأكثر خطراً على حياة الناس، أسلاكها الخطرة تجاور الناس وتعيش معهم في منازلهم في مشهدية عجيبة للحياة والموت معاً في ذات الصورة.القنبلة الموقوتةإن هذه الأسلاك تشكل خطراً كبيراً على حياة المواطنين؛ لأنها دائماً ما تكون من التوتر المتوسط ومعظم الأطفال يلعبون بالقرب منها أو تحتها متجاهلين مدى خطورتها عليهم من هنا يجب على مؤسسة الكهرباء التدخل الفوري ووضع وسائل السلامة وتجنيب المواطنين المصائب كما إن في ذلك حفاظاً على منظر المدن والقرى بأحيائها وشوارعها.من سوء طالع اللبنانيين أن دولتهم غير معنية بحياتهم، فكتب عليهم القدر أن يسكنوا بجوار الخطر الذي يهدد حياتهم يومياً وهم يعرفون أن حياتهم تحت رحمة جنون عاصفة أو تمرد شريط كهرباء مجنون في ليلة ظلماء ويتنوع الخطر أشكالاً فيما المواطن هو الذي يدفع الثمن من حياته وراحته.


على مدار الساعة
على مدار الساعة
اشترك بالنشرة الاخبارية للموقع عبر البريد الالكتروني