| - ليلي جرجس -"توجد لدينا فتيات لاجئات في جميع انحاء الوطن العربي ومن جميع الاعمار والاديان، كل ما يرغبن به هو الستر فقط" هذا ليس اعلانا دعائياً وانما صفحة على الفايسبوك بعنوان "لاجئات سوريات للزواج" قِيل انها تهدف لمساعدة النازحات على الزواج لكنها في الحقيقة إهانة واستغلال للمرأة بشكل عام وللاجئات السوريات بشكل خاص. أثارت هذه الصفحة امتعاض الجمعيات النسائية المدافعة عن حقوق المرأة التي تحركت سريعا وطالبت إدارة الفايسبوك بإلغاء هذه الصفحة كونها تشكّل اساءة الى المرأة وتصويرها على انها سلعة وليست كائنا بشريا حرا. ألا يكفي اللاجئات السوريات ما يتعرضن له من استغلال وعنف وحروب لتأتي هذه الصفحة وتُساوم على شرفهن وحرمتهن وكرامتهن بأبشع تبادل تجاري مباشر تحت قناع "الخدمات الاجتماعية".... المرأة ليست سلعة ، أوقفوا الاتجار بالبشر !"توجد لدينا لاجئات سوريات من جميع الدول العربية للزواج السري او العرفي او الشرعي" ، هي صفحة اشبه بساحة عرض وطلب حيث اللاجئة السورية تعتبر سلعة تجارية للبيع غب الطلب. هكذا ارتأت الصفحة ان تصوّر المرأة على انها شيء، لم تتكرم عليها حتى لرفعها الى مستوى كائن بشري لديه كرامة وقرار حر. امتعاض الجمعيات من هذه الاساءة ليس كافيا، نحن بحاجة الى تدخل رسمي للحدّ من الانتهاكات الفاضحة التي تطاول المرأة لاسيما اللاجئات منهن، فهل من يوقف هذا الاتجار البشري بحق النساء بكل اشكاله ؟المرأة ليست سلعة"هيدي إهانة للمرأة واللاجئة السورية ولن نرضى بها" بهذه الكلمات استهلت رئيسة شبكة حقوق الاسرة اقبال دوغان حديثها تعليقا على صفحة "لاجئات سوريات للزواج". برأيها أثارت هذه الصفحة حفيظة الكثيرين دون ان ينجح احد في الغائها او اعادة النظر بما تنشره، "لذلك ادعو الامم المتحدة التحرك سريعا لدعم اللاجئات خصوصا الموجودات في المخيمات وفي الغرف المكتظة سكنياً". تعرف دوغان جيدا ما يجري مع تلك اللاجئات وما يتعرضن له من استغلال وعنف حتى وصلت الامور كما تقول الى وجود سماسرة في زواج السوريات. يكفي ما يعشنه من حروب وغربة حتى يأتي من يُنكبهن بشرفهن وكأننا في عصر الجواري والعبيد. من هنا الدعوة الى التحرك بقوة لوقف هذه المأساة لأن ما يجري مهزلة بحق المرأة واللاجئة السورية، "عيب يلي عم بصير ، مش مسموح".تشجع الصفحة على "الاستغلال الجنسي" للنازحات السوريات من خلال عرض صورهن على الموقع والبحث عن رجل "يستر المرأة ويحميها" حسبما كتب منشئ الصفحة الذي أضاف مؤكدا ان "الموقع الجغرافي للرجل لا يشكل عائقا فنحن نقدم الخدمات في عدد من الدول العربية منها مصر، تونس، المغرب، الجزائر، السعودية، الاردن، اليمن، البحرين، قطر، الامارات". علما ان عدد معجبي الصفحة تعدى السبعة آلاف شخص بعد شهر فقط على انشائها. لم يكن القائم على هذه الصفحة يُدرك انه سيتعرض لموجة شتائم واعتراضات ، ربما اعتقد انه سيلقى الترحيب الكامل في زمن يعيش النكبات والفلتان بأفظع الاشكال. لكن جرت الامور عكس ما يشتهيه حيث انهالت عليه التعليقات واصفة ما يجري بـ "على اساس السورية بتقبل بأشباه الرجال اللي متلكن"، " صفحتكن وسخة وحقيرة متلكن ومتل أسيادكن"، " شو هالصفحة التافهة ... ياعيب عليكم شو عم ترخصوا بعرض السوريات"، عيب عليكم البنات السوريات اشرف وانقه من هيك وساخه..." وغيرها من التعليقات والشتائم التي تعارض هذه الصفحة وتعتبرها اهانة لأعراض الناس. حتى صفحة "كفى" على الفايسبوك فشهدت حربا كلاميا وغضبا من هذه الصفحة ودعت الكل الى التحرك والمطالبة بإزالتها. فالمسألة لا تتوقف على السوريات فقط وانما على المرأة بشكل عام، لم يعد مقبولا استغلال مآسي النساء لتحقيرهن واستغلالهن وكأنهن سلعة بيد الرجال والسماسرة.كفى استغلالامن جهتها اعتبرت المنسقة الاعلامية في جمعية "كفى" مايا عمار ان "هذه الصفحة على الفايسبوك استفزتنا بأبشع طريقة ودفعتنا الى اطلاق نداء الى ادارة الفايسبوك لإلغاء هذه الصفحة كونها مسيئة للمرأة بشكل عام وللاجئات السوريات بشكل خاص. لم يعد مسموحا ما تتعرض له السوريات من مضايقات واساءات لغوية وجسدية، يكفي ما يعشنه من اضطهاد وغربة وحروب حتى قرر البعض التلاعب بمصيرهن واتخاذ القرارات عنهن وكأنهن مسلوبات الارادة. لم يعد جائزا ان يتم تصوير المرأة على انها سلعة وبهذه الصورة المباشرة والمستفزة، فالقائم على الصفحة يؤمن حاجاته وليس حاجات السوريات".لا تُخفي عمار صعوبة معالجة الموضوع على صعيد المجتمع المدني وانما نحن بحاجة الى تدخل الدولة للحدّ من جرائم الاتجار بالبشر. إذ يعمد بعض السماسرة وكبار الرجال الى استغلال اللاجئات السوريات من خلال تزويجهن بسن مبكرة حتى يتمّ توظفيهن في بيوت للدعارة. لم يعد مسموحا السكوت عما يتعرضن له من استغلال جنسي ، فمتى يتحرك المعنيون للحفاظ على حقوق المرأة وكرامتها واسقاط الصورة النمطية التي حددها لها المجتمع على انها مجرد سلعة دعائية ؟ |



