لبنان ليس الموصل (بقلم ايلي لحُّود)

21:492014/06/22
A
|
A
|







مدد الوحش الإرهابي من الفناء الخلفي لسوريا الى العراق. القوة العسكرية المتنامية للدولة الإسلامية في العراق والشام باتت اليوم تهدد أمن المنطقة برمتها، لا بالتفجيرات فحسب بل بالدخول الميداني المباشر. الوحش الذي ولد في العراق وتنامى في سوريا.. هل يهدد لبنان؟القوة الإرهابية الأكثر تمويلا، والحائزة بدون منازع على لقب الأكثر بطشًا وإجرامًا في العالم، تمهد لدخول لبنان. تارة يقوم التنظيم بنشر مقاطع مرئية ومسموعة يتحدث فيها الإرهابيون عن نقل المعركة الى بيروت، وطورًا نسمع بالهمس أن الخلايا النائمة تتحضر لضرب العمق اللبناني. وبعد تفجير ضهر البيدر واليوم الأمني نهار الجمعة المنصرم، أخذت الروايات تتفاعل حول مدى قدرة "داعش" و"كتائب عبدالله عزام" والقوى الإرهابية الأخرى على تنفيذ عمليات إرهابية.سطع نجم "داعش" بعيد إحتلالها الموصل، بعد أن كانت قد حُجمت في الرقة ومناطق أخرى من سوريا. لكن وبعيدًا عن القدرة العسكرية للتنظيم والتي يشهد لها كل من شارك بالمعارك ضده، فإن "داعش" لم تدخل بقوتها الى العراق، بل بضعف الجيش العراقي وبعد خيانة بعض الضباط لبزاتهم العسكرية. لم يخف على العالم أن تركيا التي غطت دخول المسلحين الى كسب بالمدفعية الثقيلة، هي التي ساهمت الى حد بعيد في سقوط الموصل.أما اليوم، فالساحة اللبنانية مهددة من تنظيم فرض نفسه خطرًا على المنطقة والإقليم. لكن الوقائع في لبنان مغايرة كليًا للوقائع في العراق، والحسابات تظهر ثلاث نقاط قوة لا يستهان بها تمنع "داعش" من المضي قدما بما ترسمه للبنان.أولًا أظهرت القوى الأمنية قدرة على ضبط الوضع سريعًا وبدون شوائب وثغرات فاضحة. فمنذ البدء بتنفيذ الخطة الأمنية من الشمال مرورًا بالبقاع وصولًا الى بيروت وضواحيها تمكنت القوى الأمنية من إعادة شيء من هيبة الدولة الى أذهان المواطنين. هنا لا بد من التنويه بجهود فرع المعلومات التي أفضت الى لملمة الوضع الأمني.ثانيًا، لقد ظهر للجميع أن إغلاق الحدود اللبنانية السورية، والتكاتف بين الجيش والمقاومة لإنهاء ظاهرة معابر الموت أثمرا إستقرارا نسبيا كان ليكون مستحيلا لولا معارك القصير ويبرود والقلمون بصورة عامة. والمقاومة الساهرة أبدًا بجنب الجيش وجهت أكثر من رسالة ميدانية الى الجماعات التكفيرية مفادها أن جهاز أمن المقاومة إنتقل من الدفاع الى الهجوم ليصل الى مرحلة الأمن الإستباقي. فقد وجه الجهاز المذكور ضربات موجعة وبل قاصمة الى الجماعات التكفيرية، منها ما ظهر الى العلن، كعملية الكومندوس التي نفذتها إحدى فرق النخبة في يبرود والتي قتل فيها خمسة من قادة الإرهابيين وخبراء المتفجرات. هذه المقاومة التي حمت لبنان جاهزة اليوم ومتيقظة وفي أعلى درجات التأهب.أما ثالثًا فحامي الوطن، وصاحب شعار شرف – تضحية – وفاء جاهز كل الجهوزية بذراعيه الأمنية المتمثلة بمديرية مخابرات الجيش والعسكرية المتمثلة بكل الألوية والأفواج لمواجهة الإرهاب وأي إعتداء محتمل.في المحصلة الكل يعلم من "داعش" الى "النصرة" الى "كتائب عبدالله عزام" أن لبنان لحمه مرّ، وأن كأس دماء اللبنانيين، سيكون حتمًا الكأس الأخير، وأن جهنم لناظرها قريبة.


على مدار الساعة
على مدار الساعة
اشترك بالنشرة الاخبارية للموقع عبر البريد الالكتروني