| طرابلس خائفة من ان يطالها جنون ’داعش’. -محمد ملص-يعود المشهد الطرابلسي الى الواجهة اللبنانية مجددا ومن باب الامن ليتصدر بالتزامن مع الانجازات التي يحققها جهاز الامن العام اللبناني في ملاحقة الارهابيين والانتحاريين في فنادق العاصمة بيروت.لا يخفى على اي مواطن لبناني اهمية تلك العمليات الاستباقية التي تجنب لبنان العديد من الاضرار في المناطق اللبنانية والكثير من الشهداء والجرحى في حال وقوعها.في طرابلس، كما بيروت، يعيش الاهالي هاجس ان يوجه مشغل هؤلاء الانتحاريين او صانع السيارات المفخخة بوصلته صوب طرابلس لاستمراره في مخططه الارهابي الذي يهدف الى زعزعة امن المدينة وامان اهلها ويدفع بالعديد من المتشددين السلفيين في المدينة الى التسارع في توجيه التهم حسبما يهوى الفكر الداعشي اليوم . لا شيء يمنع من ان يكتب هذا السيناريو فالحرب مع الانتحاريين التكفيريين باتت مفتوحة على كل الاحتمالات والوقائع، فما يجري اليوم من اعادة تحريك للقوى السلفية القريبة جدا من الفكر الداعشي ، سيدفع الى ما لا تحمد عقباه في طرابلس.في العودة الى الوضع الامني الذي يعيشه ابناء المدينة، شكلت انطلاقة مونديال البرازيل لكرة القدم حركة كثيفة حرمت منها طرابلس على مر اربع سنوات ماضية. الا ان الوضع سرعان ما تغير فقد عاد النشاط لينخفض بشكل كبير وملحوظ خصوصا في الليل حيث تشهد المدينة تحركات ومظاهرات للقوى السلفية في معظم الشوارع تحت شعار اعادة اطلاق سراح الموقوفين الاسلاميين من السجون، بالرغم من ان هذا الموضوع تتم متابعته بحسب مصدر مقرب من احد المشايخ في هيئة العلماء المسلمين، بين وزير الداخلية ووزير العدل وعدد من المشايخ المكلفين بمتابعة الملف. الا ان ذلك لم يمنع عشرات الشبان من الخروج بمظاهرات ليلية يتقدمهم العديد من المشايخ والقادة السلفيين، وهو ما اعتبر خطوة غير مفهومة منهم او هي خطة يراد منها مبتغى اخر.الطرابلسيون يعيشون هاجس وصول العمليات الانتحارية الى مدينتهمالخوف المسيطر على مجمل المدينة من اي عملية استهداف محتملة اضفى على طرابلس نوعا من السواد النفسي الذي يشير اليه احد تجار شارع عزمي الذي يتحدث عن "الملل والخوف والاستياء في المدينة فلا نعرف اين وكيف ومتى ستزول هذه الغيمة السوداء عن قلوبنا وعن قلب طرابلس" ويتابع التاجر الطرابلسي كلامه "استبشرنا خيراً بتزامن نجاح الخطة الامنية في طرابلس مع بدء الموسم الصيفي وكنا نعول كثيرا على اعادة ولو شيء بسيط مما خسرناه في السنوات الماضية، لكن للاسف ان بقيت تلك التحركات المضرة بالمدينة وبقضية الاسلاميين مستمرة فلن نستبشر خيرا ابدا".تحركات الجيشالجيش اللبناني كثف من تحركاته ودورياته بالاضافة الى الحواجز الامنية في مختلف شوارع طرابلس التي امتدت على طول الطريق الدولية التي تربط طرابلس بعكار وعلى مختلف مفارق القرى ومن عمليات تفتيش للسيارات وتدقيق في هويات المواطنين، وهو ما اعتبر استنفاراً للمؤسسة العسكرية لتفادي اي عمل امني ارهابي في الشمال. بالاضافة الى جهود المؤسسة العسكرية التي تبذلها لتفادي الاحتقان في المناطق فهي عمدت منذ ايام في منطقة المنكوبين الى ازالة اعلام القاعدة وداعش من على الطرقات والاعمدة في الشوارع لكن سرعان ما اعيدت اعلام جديدة مكانها من قبل شبان .هذا المشهد الذي خطت الوانه ريشة واحدة ممتدة من الفكر الداعشي الذي يعبث بامن سوريا والعراق وصولا الى البدء بالعبث بلبنان بدءاً من العاصمة بيروت، لا شك ان الوانه وادواته ستمتد الى طرابلس في حال بقي من يؤيد فكرا وعقيدة من يقتل ويدمر ويذبح ويعدم ويعتدي على العلماء ودور العبادة والامنين في بيوتهم في مختلف انحاء العراق والشام تحت مسمى ديني لا يمت الى الاسلام ولا الى المسلمين بصلة.كل ما يملكه اهالي طرابلس اليوم هو اولاً دعوة المؤسسات الامنية الى الاستمرار بجهودها ونجاحاتها في مكافحة هذه الحالات الشاذة، وثانياً التضرع الى الله لتجنيب هذه المدينة الفكر الداعشي واثاره. |



