هل تشهد طرابلس مواجهة بين "المستقبل" و"الإسلاميين"؟ ميقاتي "يأخذ بالثأر" والسنيورة مستفيد

05:322014/06/26
A
|
A
|







حسان الحسن- حتى الساعة ما تزال التحرُّكات "الإسلامية" التي تشهدها المناطق الشعبية في طرابلس منذ أيام احتجاجاً على التوقيفات التي تنفذها الأجهزة المختصة، تحت سيطرة القوى الأمنية، وفي إطار ردود الفعل، ولم تنتقل إلى مرحلة الفعل، ومعلوم أن ذلك يتطلب قراراً سياسياً، على ما يبدو لم تحن ساعة صدوره حتى الساعة.لكن هناك محاولات جدية لإعادة تسخين الساحة الطرابلسية، في ضوء المستجدات الإقليمية، بعد تمدد تنظيم "داعش" في العراق، الذي يحظى بتأييد واسع لدى الشارع السُّني في لبنان، الأمر الذي يسهم في تشكيل بيئة حاضنة للتيارات التكفيرية في الشارع المذكور، من خلال استغلال شعار "رفع المظلومية عن أهل السُّنة والجماعة" في العراق وسورية، وصولاً إلى لبنان، لا سيما بعد التوقيفات المذكورة آنفاً، بحسب مرجع إسلامي.ويحذر المرجع من محاولة زجّ "الإسلاميين" في مواجهة مع تيار "المستقبل"، الذي يشكّل اليوم مكوّناً أساسياً من الحكومة، خصوصاً أنه يتولى وزارتي الداخلية والعدل، اللتين تُعنايا بالشؤون الأمنية والقضائية، الأمر الذي يشكّل حافزاً لتأجيج الخلاف بين الطرفين المذكورين، ولا مصلحة "للمستقبل" بعودة دوامة العنف إلى طرابلس وسواها بعد عودته إلى السلطة، يؤكد المرجع.لا شك أن أي مواجهة محتمَلة بين "التيار الأزرق" و"المتشددين" يستفيد منها الرئيس نجيب ميقاتي، بعد خروجه خاسراً من الحكومة، فلم يُعَد تكليفه بتشكيل حكومة جديدة كما كان يتوقع، وكذلك نجح "التيار" في تأليب الشارع السُّني على رئيس الحكومة السابق، بذريعة أنه يتولى رئاسة "حكومة حزب الله"، التي أقصت "رموز أهل السُّنة" عن المشاركة في الحكم، ويبدو أن الأخير وجد في المرحلة الراهنة فرصة سانحة للثأر من الحريريين، بعد مشاركتهم في إدارة دفة الحكم في حكومة واحدة مع "أعداء الأمس"، وفي ضوء التوقيفات التي تطاول "الإسلاميين" في الفيحاء، وبالتالي لا يألو جهداً لتحريض "الإسلاميين" على "المستقبل"، بحسب مصادر عليمة.وفي سياق متصل، قد يشكّل أي تأزيم للأوضاع الأمنية في لبنان تقاطعاً بين ميقاتي والرئيس فؤاد السنيورة، الطامح بالعودة إلى "السرايا الكبيرة"، وبالتالي فإن فشل "الحكومة السلامية" قد يؤهّله إلى إعادة تكليفه تشكيل حكومة أخرى، وكذلك قد يتمكّن من إقصاء بعض الوزراء "المستقبليين" غير المرغوبين لديه، كنهاد المشنوق.الخطورة التي تستدعي حذر المكوّنات اللبنانية المتمسكة بضرورة الحفاظ على الاستقرار، هي محاولة "التيار الأزرق" إبعاد الخلاف بينه وبين "المتشددين"، من خلال سعيه إلى زجهم في مواجهة مع الجيش والأجهزة الأمنية إذا لم يتمكن من ضبطهم، وذلك تلافياً لتحمُّله مسؤولية أي صراع داخل "الساحة السُّنية"، لأنها حكماً سترتد على "الحريريين" سلباً في الاستحقاقات الانتخابية في حال حصولها، ولتحقيق هذه الغاية وإبعاد "الكأس المُرّة"، يحاولون إيهام الشارع الطرابلسي بأن قيادة الجيش هي المسؤولة الوحيدة عن حملة التوقيفات والدهم التي طاولت "الإسلاميين" مؤخراً في طرابلس وسواها.لكن رغم كل حملات التحريض المذكوة آنفاً، ومحاولات إعادة تأجيج الخلاف الطرابلسي - الطرابلسي، لا يزال الوضع الأمني تحت السيطرة، فالجيش ممسك بزمام المبادرة في الشارع حتى الساعة، حسب ما تؤكد مصادر متابعة لا تستبعد حصول هزات أمنية محدودة، لكن لن تصل إلى حدود الانفجار الكامل في المدى النظور، إلا في حال صدور قرار إقليمي بذلك.


على مدار الساعة
على مدار الساعة
اشترك بالنشرة الاخبارية للموقع عبر البريد الالكتروني