| دموع الأسمر - عاشت طرابلس فجر امس الاحد ساعات حرجة من التطورات الدراماتيكية بحيث يمكن القول انها اجتازت قطوعا خطيرا للغاية كاد أن يهدد الخطة الامنية بالانهيار الكلي بل كان القطوع بمثابة امتحان حصل بالصدفة لهذه الخطة التي اثبتت نجاحها بفعل مواصلة الحزم في تطبيقها ومنع الانفلات الامني والعودة الى الوراء ذلك لان الخطة الامنية تلقى احتضانا شعبيا منقطع النظير من جميع الطرابلسيين الذين سئموا الفوضى في مدينتهم لا سيما عشية عيد الفطر والاسبوع الاخير لشهر رمضان.فالقطوع الذي اجتازته المدينة تجسد بحدثين تزامنا في وقت واحد هما مداهمة مخبأ الارهابي منذر الحسن وتوقيف ابرز الرموز السلفية في طرابلس الحاج حسام الصباغ الذي اثار ردود فعل سلبية من انصاره جرى تطويقها بحزم وحسم شديدين.فقد رأت الاوساط الطرابلسية المتابعة ان اكتشاف مخبأ الارهابي منذر الحسن في طرابلس تأكيد جديد على نجاح التنسيق العالي بين الاجهزة الامنية التي حققت انجازا كبيرا في اكتشاف مكانه من جهة وفي انقاذ طرابلس ولبنان كله من ارهاب الحسن المتخصص بالاحزمة الناسفة والذي يدير شبكات الانتحاريين.واشارت مصادر مطلعة الى ان وحدة النخبة من مكافحة الارهاب والتجسس تمكنت من محاصرة الحسن الذي كان يتواجد في شقة عائدة لابن عمه المهاجر في الطبقة العاشرة من مبنى سيتي كومبلكس مع ارهابي آخر تكتمت عليه الاجهزة الامنية جدا حيث اعتقلته ونقلته فورا الى بيروت دون الافصاح عن هويته او جنسيته.ماذا حصل فجر امس؟الطرابلسيون ـ لا سيما في محيط مبنى «سيتي كومبلكس» ـ وفي احياء عدة من المدينة عاشوا ساعات من القلق والرعب جراء ما شهدته الشوارع والاحياء من عودة مسلسل القنابل والظهور المسلح ومحاولة قطع الطرقات التي جوبهت بالشدة والحسم وابلاغ الجميع ان قطع اي طريق خط احمر وغير مسموح بالاخلال بالامن.فبعيد منتصف الليل كانت وحدات من مكافحة الارهاب والتجسس تداهم المبنى بعد اغلاق الشارع المؤدي الى المبنى من كل الجهات وانتشار الاجهزة الامنية وخلال عملية المداهمة تعرضت عناصر المكافحة الى القاء قنبلتين عليهما من مسلحين لاذا بالفرار الى شقة تحصنا فيها في الطبقة العاشرة وعلى الفور طلب من سكان المبنى عدم الخروج الى الشرفات فيما رسمت علامات استفهام لديهم ولم يتمكنوا من معرفة اية تفاصيل عما يجري في الخارج خاصة حين اشتد الاشتباك بين المسلحين والعناصر الامنية ترافق مع قنابل دخانية .حاولت الاجهزة الامنية القاء القبض على الحسن حيا نظرا لما في جعبته من مخزون معلومات ولخطورته الارهابية وطلب اليه تسليم نفسه فهدد بتفجير نفسه والمبنى رافضا الاستسلام.. وراهنت الاجهزة على اقناعه بتسليم نفسه عبر عمته التي استدعيت لاقناعه ففشلت بالمهمة وبدا انه اتخذ قراره برفض الاستسلام خاصة انه اجرى اتصالا بزملاء له في التبانة ودعهم قبيل لحظات من تفجير الحزام الناسف الذي كان يرتديه.اشارت المصادر الى ان تفجير الحزام ادى الى تمزيق احشائه واحتراق الجزء الوسطي من جسده واندلاع حريق في الشقة وانتهت العملية عند حوالى الساعة الثالثة والنصف فجر امس.وتعتقد الاوساط ان زميله الذي نجحت الاجهزة باعتقاله قد يشكل كنزا ثمينا في المعلومات حول الخلايا الارهابية.. وتوقفت الاوساط عند خطورة الحسن وزميله وبراعتهما في التنكر وتغيير شكلهما وتمكنهما من التجوال في مناطق الشمال واقامتهما في طرابلس الامر الذي يثير تساؤلات حول المخطط الذي كانا بصدده.في الوقت الذي كانت عملية المداهمة تبدأ في مبنى السيتي كومبلكس كان الحاج حسام الصباغ ومرافقه محمد اسماعيل يصلان الى حاجز للجيش عند طلعة المنار في ابي سمراء وبعد التدقيق في الهويتين جرى توقيفهما ونقلا مباشرة الى بيروت خاصة ان عدة مذكرات صادرة بحق الصباغ منها تهم مواجهات مع الجيش وتشكيل خلية قاعدية كانت تخطط لاعمال ارهابية على الساحة اللبنانية.توقيف الصباغ اعتبرته القوى السلفية تجاوزا للخطوط الحمر حسب رأيهم حتى ان البعض منهم اعتبر ان الصباغ يتمتع بحصانة سياسية من قوى محلية كانت تردد في كل مرة ان توقيف الصباغ من شأنه ان يؤدي الى ثورة شعبية نظرا لرمزيته في المدينة ومشاركته في كل الاجتماعات التي حصلت في طرابلس.برأي المصادر ان اوراق القوى الاصولية سقطت في طرابلس وان الاشارة جاءت في مضمون كلمة الرئيس الحريري في الافطار المركزي حيث رفع الغطاء الكلي ومؤكدا عدم حماية التطرف والارهاب في طرابلس وكانت هذه الاشارة كافية لتبدأ الاجهزة الامنية مرحلة جديدة من الخطة الامنية تطال القادة الاوائل في هذه القوى خاصة ان الرئيس الحريري وتياره بدآ مؤخرا يتعرضان لانتقادات شديدة اللهجة من الموقوفين واهاليهم جراء التخلي عنهم فجأة بعد ان احتضنهم ودعمهم واستهلكهم في مشاريعه السياسية الى حين الانتهاء من وظيفتهم فادركت هذه القوى انها لم يعد فوق رؤوسهم خيمة واحدة وباتوا معرضين للملاحقات في ظل الظروف الخطيرة التي تحيط بلبنان والمنطقة فكان ـ حسب المصادر ـ من الضروري توجيه ضربات استباقية قبل تفاقم اعداد الخلايا الارهابية وما يشاع عن مخططات لخلايا داعشية تستهدف اقتحام قرى وبلدات في الشمال للسيطرة عليها واقامة امارة وخطف سياسيين وعسكريين لمبادلتهم مع سجناء رومية.شيوع خبر توقيف الصباغ ادى الى بلبلة واضطرابات في صفوف انصاره والقيادات السلفية التي بدأت تتلمس حالتها بل ابلغت هذه القيادات ان لا مزاح ولا تهاون في امن المدينة وانه لن يستثنى احد من التوقيف في حال ارتكاب اي جرم امني وحاولت بعض العناصر من نشر الارباكات الامنية بالقاء قنابل واطلاق رصاص ومحاولات الاعتداء على مراكز للجيش في اكثر من موقع فجاءهم الرد الحاسم من الجيش الذي كثف من انتشاره ومن ملا حقاته للمسلحين ومنعهم من قطع الطرقات مبلغا الجميع ان الطرقات خط احمر وا ... |



