المخيمات تواجه الإرهاب بـ"العض على الجرح"

11:032014/07/02
A
|
A
|







زينب زعيتر -تتصدر المخيمات الفلسطينية واجهة الاحداث الامنية من جديد، فيعود أمن المخيمات ليشكل هاجساً يفرض تحدياً على كل لبنان في ظل تطورات الاحداث في كل من سورية والعراق.لازمت الحوادث الامنية المتنقلة عدداً من المخيمات مؤخراً، ما بين تحولّها الى ملجأ للاهواء المتطرفة ما يفرض تنسيقاً أمنياً مشتركاً بين الفصائل الفلسطينية والاجهزة الامنية اللبنانية من جهة وتصدع على مستوى الفصائل نفسها ما يكشف مستوى الاحتقان السائد سيما انّ عددا كبيراً من المسؤولين عن امن المخيمات يعزون التوترات الحاصلة ضمن المخيمات الى ما بعد مرحلة زيارة القيادي في حركة "فتح" رئيس ملف المصالحة الفلسطينية عزام الاحمد لبنان ما أدى بالعودة الى نقطة الصفر فيما يختص بالتنسيق المشترك لما يُسمى القوة الامنية المشتركة التي يُفترض أن تنوط بمهام حفظ أمن المخيمات من جهة اخرى.التزام أمنيالى العلن تؤكد الفصائل الفلسطينية التزامها الحفاظ على الامن، ولكن الخروقات المقابلة كثيرة ما يفرض تحدياً أمنياً داخل المخيمات وخارجها حيث النتائج الاخيرة كانت مزيداً من الاغتيالات على مستوى القادة الفلسطينيين وتخوفا من تحرك الخلايا النائمة التابعة للمجموعات الاصولية في ضوء التطورات الاخيرة، وبخاصة انّ تلك المجموعات تشكل فزاعة يصعب على الفلسطينيين مواجهتها وكذلك القوى الامنية اللبنانية نظراً الى خطورة الموقف مع احتمالية فتح معركة جديدة داخل المخيمات من شأنها أن تؤدي بلبنان الى مرحلة جديدة من حرب المخيمات، الجميع يعلم عواقبها.اذا انّه الاقتراب من وكر الدبابير، وكر أُضيفت عليه اعلام "داعش" تسعى معه القوى الفلسطينية الى ازالتها كما ازالة كل مناظر التطرف التي باتت تتغلغل في المخيمات فتجد لها مكاناً عصياً على الاقتحام. على الارض داخل معظم المخيمات مجموعات متنقلة أحد لا يستطيع ضبطها بالرغم من التنسيق الامني اللبناني- الفلسطيني المشترك الذي لم يعطِ بعد اشارة التصفية، وبالرغم من كل الصرخات الفلسطينية التي تعلن جهاراً بأنّ المخيمات لم ولن تكون بيئة حاضنة للتطرف الاسلامي الارهابي. الوجهة لم تعد عين الحلوة فقط، مخيما البرج وشاتيلا باتا يشكلان حالة تخوف أكبر كما تنقل معلومات أمنية تتحدث عن انّه بالرغم من انّ الجميع يتحدث عن تحرك خلايا نائمة في عين الحلوة الاّ انّ مخيمي البرج وشاتيلا باتا يشكلان ملاذاً للمجموعات الارهابية. امّا الحالة الفلسطينية المتطرفة داخل المخيمات فتتجسد بمبدأ الوقوف مع الاقوى، حيث تنقل البارودة من كتف "جند الشام" الى كتف "جبهة النصرة" فـ"القاعدة" واليوم "داعش"، وهذه المجموعات هي نفسها التي تشكل خطراً على المخيمات وجوارها، "ضبط هؤلاء ليس بالعملية السهلة"، يشدد مصدر أمني داخل مخيم عين الحلوة، فكيف تتحرك تلك المجموعات؟، "هؤلاء لا يأتمرون بأجندات فلسطينية، بل يتحركون بطريقة أمنية بناءً على كلمة سر تعلن ضرورة احداث توتر في بيئة ما وفي توقيت محدد"، ومن يعطي اشارة التخريب التنظيمات الاسلامية المتشددة الموجودة داخل وخارج المخيمات.إشكال وقتلىواليوم يتم ربط الاحداث الامنية المتنقلة داخل المخيمات ببعضها مع توقيت زمني واهداف واحدة، وان كانت الاسباب التي أدت الى الاشكالات اجتماعية أمنية غير سياسية، مخيما شاتيلا وعين الحلوة الى الواجهة مجدداً، وأكثر من اشكال أدى الى وقوع قتلى وجرحى، في شاتيلا نموذجاً، حيث شهد المخيم اشكالاً أدى الى مقتل ثلاثة اشخاص وجرح آخرين أمس الاول. تتحدث مصادر من داخل المخيم لـ"البلد" عن انّه لا خلفية سياسية للحادث، وانّما خلاف على بقعة جغرافية من أجل وضع عربات البسطات بين مجموعة تابعة لشخص يُدعى بلال الزير ومجموعة من القوة الامنية التابعة للفصائل الفلسطينية، ما أدى الى وقوع قتلى وجرحى. في هذا الاطار لا يخفِي امين سر اللجان الشعبية ابو اياد شعلان وجود خلايا نائمة ضمن المخيمات الفلسطينية، وتحديداً عين الحلوة، "هناك مجموعات متمكنة في جغرافيا المخيم تقوم باعمال قتل وارهاب، وفي المقابل هناك لجنة أمنية مهمتها تشكيل القوة الامنية وقط قطعت الامور شوطاً كبيراً حيث لا تزال تصطدم بعائق واحد وهو الدعم المالي". يتحدث شعلان لـ"البلد" عن نهوض جديد للحركات المتطرفة على وقع الاحداث الاخيرة في العراق، ولهؤلاء اهداف كثيرة داخل المخيمات من بينها تصفية كوادر هامة داخل المخيم والتخريب، و"لكننا نعض على الجرح". هكذا تواجه القوى الفلسطينية "نحن لا نستطيع احصاءهم ولكننا قادرون على تحجيمهم ووضعهم تحت الرقابة بالتعاون مع الاجهزة اللبنانية ومن بينهم مجموعتا اسامة الشهابي وبلال بدر"، تتبادل القوى الامنية اللبنانية والفصائل الفلسطينية المعلومات والتنسيق المشترك من أجل الحد من قدرة تلك المجموعات على التحرك "أقلّه في المرحلة الحالية، فنحن لا نريد ان نخلق حالة حرب، والقوى اللبنانية تعلم ذلك تماماً وتطالبنا بتسليم هؤلاء الاشخاص تخوفاً من عواقب اي عمل عسكري".القوة الأمنية المشتركةوالى العلن ايضاً تبرز الفصائل الفلسطينية تنسيقاً غير مسبوق في ما بينها لتأمين امن المخيمات، ولكن العقبات كثيرة ابرزها الخلافات العمودية المتجذرة بين الفصائل، ودخول عدد كبير من النازحين السوريين الفلسطينيين الى المخيمات، اضافة الى فشل تلك الفصائل في وضع الحجر الاساس للقوة الامنية المشتركة. كلها عوامل مشتركة تُترجم ظواهر سلبية باحداث امنية بين الحين والآخر. عين الحلوة اضحى نموذجاً، فلماذا وصل الحديث عن القوة المشتركة الى نقطة الصفر؟، يتحدث مسؤول فلسطيني عن السبب لـ"البلد" محملا عزام الاحمد المسؤولية، "كنا نتحدث عن تشكيل قوة امنية مشتركة، لتجنيب المخيمات الدخول في الصراع وللحفاظ على الامن ومواجهة الخطر الارهابي، ولكن المشكلة تجسدت في حركة "فتح" وتجلّت مع زيارة عزام الاحمد ...


على مدار الساعة
على مدار الساعة
اشترك بالنشرة الاخبارية للموقع عبر البريد الالكتروني