مطالبة بمصالحة سنية- سنية تشمل الأصوليين

09:182014/07/26
A
|
A
|







زينب زعيتر -"الشارع السني" عبارة أصبحت واقعاً، معها لزاماً يتوجب الحديث عن ضبطه اثر تعرضه الى أكثر من خضة أمنية في ظل عدم التعاطي بحزم ومسؤولية مع تداعيات الاحداث الامنية التي تشهدها مناطق البقاع والشمال.لم تنفك منذ ما يقارب زمن الاحداث الامنية في سورية الدعوات من أكثر من جهة مطالبة الضباط والجنود السنة بالانشقاق عن الجيش اللبناني، وقبلها خلفية للدعوات منذ احداث السابع من ايار عندما ترددت معلومات عن انشقاق مجموعة من الضباط المعروفين بالاسماء عن المؤسسة العسكرية، وما تلاها من تحريض على المؤسسة تزامناً مع كل حادثة امنية أتت بتواقيع وتصاريح حزبية، بعض نواب تيار "المستقبل" كانوا عرابيها. لتعود بعدها الحالة الاسيرية وتشكل وجوداً على الساحة السنية ما أضاف مزيداً من الارتدادات السلبية على كيفية تعاطي الشارع السني مع المؤسسة العسكرية من منطلق المناطقية والمذهبية ما أسفر عن مجموعة المعارك التي تصدى لها الجيش في وجه الفكر المتطرف. لتضاف اليها نزعة "داعشية" أبرزت في ادبياتها و"جبهة النصرة" وغيرهما من الفصائل المتطرفة فكراً تخطى اسلوب التحدي الى المواجهة الجدية ودعوات عبر بيانات وتسجيلات صوتية الضباط والجنود السنة للانشقاق عن الجيش لا سيما من ابناء عكار والبقاع.حملات التحريضليس في ذلك عرض سريع لحملات التحريض التي طاولت الجيش منذ سنوات، ولا للربط مع حادثة فرار العريف في الجيش عاطف سعد الدين والتحاقه بصفوف "جبهة النصرة" قبل اربعة ايام في جرود عرسال، وبخاصة انّ قيادة الجيش وضعت الحادثة في الاطار الفردي الذي لا يؤثر على الجيش اللبناني الذي مر في احداث على قدر اكبر من الخطورة ولم يتزعزع وضعه الداخلي، وانما ذلك يستحضر اكثر من سؤال ونقاش حول كيفية عدم التعاطي مع التحريض السياسي والامني بمسؤولية، وعن كيفية تعاطي الشارع السني بتنوعه مع ما حصل ويحصل بخاصة في ظل وجود معلومات مصدرها أكثر من جهة تتحدث عن مزيد من حالات الفرار المشابهة لفرار سعد الدين عن الجيش وذلك في ظل استمرار حالات التحريض والحديث الذي لا يخرج عن دائرة الكيل بمكيالين وما يتبعه من عبارات نارية تستهدف "الظلم اللاحق بحق الطائفة السنية"، وكيفية التعاطي مع الشباب المسلم بـ"اسلوب كيدي" في مناطق الشمال والبقاع.نواب "المستقبل"من قلب المؤسسة الامنية الى اقصى حالات التطرف، ومزيد من الشائعات التي تطاول الجيش اثر الحديث عن حالات فرار كثيرة وتحديداً الى جرود عرسال، معلومات تصر المصادر الامنية على نفيها على الرغم من انّها تُقابل بشيء من التصديق على الارض، وذلك ليس مستغرباً ولا يشكل حالة جديدة مع كل حالات الترحيب الحالية والتحريضية القديمة المستجدة، ما دفع ببعض المشايخ السنة الى التأكيد على ايمان كثيرين بما قام به الجندي الفار، وما كان أحد لم يتجرأ على قوله امام العلن أصبح سيرة على كل لسان.لعلّ بعض من ينطق باسم "السنة" على غير دراية بخطورة الوضع، والاّ ما نطقت بعض السنتهم "كفراً" ولما انتفضت في وجه الجميع لتعلن حالة مواجهة وتحد مع الآخرين، ليست في ذلك خطابات نظرية وانما حالة واقعة شتت عن الصواب والنماذج على ذلك كثيرة، اولها الخطاب التحريضي الديني والسياسي.ومن احداث جبل محسن- باب التبانة الى عرسال فالتوقيفات والمواجهات الامنية مع الجيش اضافة الى تورط عدد كبير من الاشخاص في اعمال ارهابية مع المجموعات الاصولية، لغة واحدة يتحدث بها كثيرون في الشارع السني لا تعبر بالمطلق عن حالة فردية، لغة لا تجد رادعا وانعطافة على طريق عيش مشترك وانصهار ضمن مشروع الدولة، لغة اراحت نواب المستقبل وعلى رأسهم خالد الضاهر الذي لم ينفك يوجه سهامه كافة تجاه المؤسسة العسكرية، فتضامن هو وبعض من زملائه على التحريض، ومعهم مجموعة من المشايخ الذين سخّروا منابرهم الدينية خدمة للتطرف، فنضح الاناء بكثير من الممارسات الشاذة التي لم تُقابل بحزم جنب كل لبنان أكثر من خضة أمنية.طرابلس نموذجاًطرابلس نموذجاً، تحركات احتجاجية يومية، معارك لم تُدفن ونفوس لم تهدأ، وخطابات لم تستطع توحيد الصفوف الاسلامية. هناك لا يتعاطون مع الحوادث الامنية ايا كانت وكذلك انشقاق العريف في الجيش عاطف سعد الدين كحالة فردية. كثيرون يؤيدون ما قام به الاخير، يعتبرون انّه تحدث بلسانهم، هنا ينتقل النقاش الى منحى اخطر، عما يخفيه كثيرون في اذهانهم، ومن بين الذين خرجوا عن صمتهم الشيخ بلال دقماق رئيس جمعية "اقرأ"، حيث اشار الى انّ كل ما قاله سعد الدين "نعرفه ونؤمن به"، ولكن أحدا لم يكن يتجرأ على قول هذا الكلام امام وسائل الاعلام، "واذا بقيت الحال كذلك فستكون هناك عرقنة في لبنان وانتفاضة"، ومشايخ آخرون لم ينفكوا عن مواجهة الجيش وبقية الافرقاء متهمين اياهم بالتعامل بمذهبية ومناطقية مع ابناء السنة ليس آخرهم الشيخ سالم الرفعي مع كل ما يحمله هؤلاء وآخرون من حيثية سياسية ومرجعية من قبل عدد كبير من ابناء الطائفة السنية، ومزيد من الخطابات التي تترك اثرها على شارع بات غير منضبط بكثير من التحركات الاحتجاجية. يضع هؤلاء المشايخ كلامهم في اطار تصويب الاخطاء، دون الاعتراف باثر الخطابات النارية التي يطلقونها، وفي هذا الاطار يشير دقماق الى انهم لا يؤيدون ما صدر عن سعد الدين ولكنها "لغة يتحدث بها كثيرون"، هي لغة الشارع تُحكى في كل مناسبة وحادثة، "فما يحدث ليس بحالة فردية والارتدادات ستكون اكبر من ذلك بكثير تخوفاً من انفجار امني على مستوى كل لبنان"، يتابع في حديث لـ"البلد".يعتبر دقماق انّ الدولة تتعاطى مع كثيرين على اساس "ارهابي بسمنة وارهابي بلا زيت"، محملا فريق تيار "المستقبل" مسؤولية التعاطي مع "ارهاب حزب الله، في الوقت الذي لا يوجد فيه من يدافع ويغطي عن هذه الطائفة، وعدم توفر خلفية مشتركة لادارة هذه الازمة"، وعليه يصبح لزا ...


على مدار الساعة
على مدار الساعة
اشترك بالنشرة الاخبارية للموقع عبر البريد الالكتروني