لبنان يعتزم التقدم بشكوى ضد إسرائيل. مطلقو الصواريخ يطورون عملهم ومعداتهم

11:052014/07/16
A
|
A
|







حسين سعد -عمليات إطلاق صواريخ «الكاتيوشا» تجاه فلسطين المحتلة، ليست جديدة على المنطقة الساحلية في صور، فهي لم تتوقف منذ انتهاء حرب تموز العام 2006 بالرغم من التواجد المعزز لقوات «اليونيفيل» والجيش اللبناني، حيث كانت تتم في غالبيتها على وقع التطورات الامنية في الاراضي الفلسطينية المحتلة أو بهدف إيصال رسائل إقليمية محددة. أما المتهم الرئيسي فكان «الجماعات الأصولية»، وهذا ما أظهرته بعض الوقائع من خلال توقيف بعض الأشخاص الذين هم على صلة بإطلاق الصواريخ، خصوصا مطلقي الصواريخ من منطقة الحوش قبل سنة تقريبا، واعتقال مخطط ومنفذ عملية إطلاق «الكاتيوشا» على الجليل نهاية الأسبوع الماضي، الشيخ حسين عطوي.واللافت للانتباه في مسلسل إطلاق الصواريخ من الساحل الجنوبي لمدينة صور، هو التوقيت المتقارب لعمليات الإطلاق، فضلا عن اعتماد الجهات المسؤولة عن هذه الحوادث بقعة جغرافية معينة لا يتعدى قطرها كيلومترا مربعا واحدا، وهي تحاذي بلدات: الحنّية، رأس العين، القليلة ومنطقة المعلّية.الجديد في هذا المسلسل، هو عنصر الإتقان الذي اتبع، سواء من حيث التحديث الذي طرأ على منصات إطلاق الصواريخ التي لم توضع في المكان المحدد على عجل كما كان يحصل في المرات السابقة، إذ جرى تصنيع المنصات من الحديد، أو من حيث التعديل الذي ادخل على مدى الصواريخ، كما تحدثت بعض المصادر الأمنية، والتي بلغ عددها لغاية الآن سبعة، أطلقت على ثلاث دفعات.المصادر الأمنية استبعدت النظرية القائلة بأن نصب الصواريخ تم في وقت واحد قبل أيام بعد ان ربطت بجهاز توقيت لتطلق تباعا على دفعات يومية في التوقيت نفسه، كون هذه الصواريخ وضعت في مناطق مأهولة بالعمال في البساتين ويمكن أن يتم اكتشافها بسهولة. لذ رجحت هذه المصادر ان تكون الصواريخ قد وضعت كل دفعة على حدة، لتطلق في اليوم نفسه. وهذا ما زاد من ارباك القوى الامنية والجهات الحزبية و«اليونيفيل» التي لم تلتقط راداراتها اي أشارت في منطقة تشهد دوريات دائمة ومكثفة لها على مدار الساعة. والأمر المحير هو ان احدى الدفعات انطلقت من بستان لا يبعد عن الشارع العام اكثر من ثلاثين مترا.أما السؤال الأبرز بحسب هذه المصادر فهو، لماذا ردت اسرائيل على مدى ثلاثة ايام باطلاق بحوالي خمسين قذيفة من العيار الثقيل على مناطق لم تنطلق منها الصواريخ، ولا سيما أطراف مجدل زون وتخوم مخيم الرشيدية للاجئين الفلسطينيين، حيث كانت شظايا القذائف أصابت عددا من المنازل داخله؟وكانت قيادة الجيش ـ مديرية التوجيه أعلنت في بيان انه «عند الساعة 22,30 من ليل امس، اقدم مجهولون على اطلاق صاروخين من جنوب مدينة صور باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، وعلى الفور سيرت قوى الجيش دوريات في المنطقة المذكورة، وفرضت طوقا امنيا حولها، بينما قام العدو الإسرائيلي باستهداف خراج بلدتي القليلة والمعلية بـ 31 قذيفة و6 قذائف مضيئة من دون الإبلاغ عن إصابات في الأرواح». وأوضحت ان «الجيش يستمر بعمليات التفتيش والتقصي عن الفاعلين، وإجراء التحقيقات اللازمة بالتنسيق مع قوات «اليونيفيل».العدوان الإسرائيلي المتمادي على الجنوب كان محور متابعة رسمية من قبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي تلقى اتصالا هاتفيا من رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني، تناول فيه التطورات الخطيرة في غزة في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر عليها.كما تابع وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، الذي عاد الى بيروت آتيا من البرازيل، تطورات الوضع في الجنوب وقضية الاعتداءات الاسرائيليه. وقال في تصريح في المطار ردا على سؤال عما اذا كان لبنان سيتقدم بشكوى الى الامم المتحدة ضد العدوان: «بالطبع سنقوم بهذا الاجراء بانتظار ورود كل المعطيات لاكتمال الملف، وإرسال شكوى الى مجلس الامن».وأضاف: «لكننا لن نسمح بجر لبنان الى دهاليز من الظلامية والحروب من دون طائل، بالتأكيد سنقوم بالاجراءات اللازمة». واكد ان «لبنان عنده ما يكفي من القوة لردع اسرائيل عن قيامها باعتداءات عليه، وهناك من يحاول استعمال ارض لبنان كمنصة للرد على إسرائيل وعلى ما يجري في غزة». وقال «هذه ليست سياسة الدولة، ولا الدولة تريد هذا الشيء، لذلك هي تتخذ الاجراءات الامنية اللازمة بهذا الخصوص، فهذه عناصر متفلتة، لكن بنفس الوقت هذا لا يعني لاسرائيل ان تعتدي على لبنان، ومن هنا باب الشكوى».وفي المواقف: اعتبر النائب هاني قبيسي في حفل افطار في بلدة حبوش الجنوبية، أن «إطلاق الصواريخ من الساحة اللبنانية يشكل تهديدا لأمن لبنان»، مشيرا الى ان «من قام بهذا العمل المشبوه يريد ايقاع لبنان في فتنة داخلية ويريد توريطه في مشاكل لا مكان لها في دعم القضية الأساس قضية فلسطين».ورأى الأمين العام لـ«الحزب الشيوعي اللبناني» خالد حدادة، في حديث لـ«صوت الشعب»، أنه «ليس من مسؤولية المقاومة ضبط الوضع، وإنما الذين صنعوا القرار 1701». وأوضح أن «صمود الوضع الداخلي ناتج من تقاطعات إقليمية ودولية بعدم توجيه ضربة قاضية للكيان الوطني اللبناني بعدما أعلنت السلطة السياسية نفسها سلطة عاجزة وفاشلة».www.assafir.com


على مدار الساعة
على مدار الساعة
اشترك بالنشرة الاخبارية للموقع عبر البريد الالكتروني