| هل ينجح زعيم المختارة في وساطته لترميم العلاقة بين بري والحريري؟ - منار صباغ - لا يصعب على المتابع لمسار مواقف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط الاسبوعية، اكتشاف حقيقة ما يدور في فكر الرجل هذه الايام. التحذير من الآتي في ظل ظروف امنية تتخطى الجغرافيا اللبنانية الى الاقليم الاكبر، يبقى الهم الاول لدى زعيم المختارة.والسعي لتحصين الساحة الداخلية هو الاساس بالنسبة لابي تيمور، لان الكباش الدولي القائم بين معسكرين لن يأتي الا بالويلات على وطن بات الشقاق لا الوفاق الوطني حاله منذ سنوات...انطلاقاً من هذه المسلمات، يكرر جنبلاط مخاوفه من الفتنة السنية الشيعية في المنطقة وانعكاسها على لبنان، بل انه يبرر خطواته السياسية وانتقاله من معسكر الى اخر، وصولاً الى المساعدة في اطلاق رصاصة الرحمة على حكومة النائب سعد الحريري واستيلاد الحكومة الميقاتية، بالحرص على منع وقوع هذه الفتنة...من وجهة نظره، هو دفع اثماناً سياسية باهظة نتيجة لهذه المواقف، القطيعة مع السعودية وآل الحريري ابرزها، لكن الرجل لم يتوقف عن السعي لاعادة وصل ما انقطع، والجهد لم يكلل بالنجاح مع الحريري الا مؤخراً في ظل اختراقات جزئية سعودياً لم تتوج بلقاء جنبلاط الملك الصديق كما يصفه، برغم المساعي المستمرة.لقاء بين جنبلاط والحريريوعليه، منتصف حزيران الماضي، تم اللقاء المباشر بين جنبلاط والحريري في باريس، بعد تصعيد بلغ اوجه في نيسان الماضي، عندما استفز صديق آل الحريري الصدوق النائب فريد مكاري جنبلاط بموقف قال فيه: ان الحسنة الوحيدة لتقارب عون الحريري هي الغاء دور جنبلاط كبيضة قبان في الحياة السياسية اللبنانية...وهنا ينقل مقربون من زعيم المختارة استياءه الكبير من هذا الموقف الذي يعني عملياً سعي الحريري لالغاء جنبلاط ودوره من الحياة السياسية اللبنانية، هذا ما يبرر الرد العنيف للوزير وائل ابو فاعور وقتها على مكاري...لكن الانزعاج الكبير سرع من وتيرة الاتصالات التي توجت بلقاء المصارحة في باريس، فكان القرار بقلب الصفحة، والعمل سوياً لانجاز الملفات العالقة.العلاقة بين بري والحريري ففي السياسة لا صداقات دائمة ولا عداوات دائمة، بل مصالح تحكم كل شيء، وجنبلاط كان على قناعة بأن الحريري لا يمكن ان يرتاح لعلاقة تحالف سياسي مع العماد عون، فهي علاقة مستحيلة بفعل الاختلاف الذي يمنع اختلاط الزيت بالماء.في باريس، مباحثات الحريري- جنبلاط، تصدرها الملف الرئاسي، وهنا كان لجنبلاط رأي صريح: لا رئيس مواجهة في لبنان، ولاجل تحقيق التسوية المنشودة التي لا يفترض ان يخرج احد منها رابحاً او خاسراً بالمطلق، لا بد من تواصل مباشر بين الحريري والشيعة في لبنان، وتحديداً في هذه المرحلة مع الرئيس نبيه بري، اذا ان القناة الامنية بين حزب الله والمستقبل استطاعت منذ تشكيل الحكومة ان تؤدي المطلوب منها داخلياً برأيه.وبحسب المعلومات، اقترح جنبلاط على الحريري ضرورة قيام حوار فعال مع الرئيس بري، حوار كان الحريري مقنتعاً بأنه قائم، بفعل اللقاءات مع رئيس كتلته النيابية فؤاد السنيورة.اجابة لم تقنع جنبلاط، فالرئيس بري لم يرتح يوماً للحوار مع السنيورة وهذا من ابرز اسباب الفشل في التواصل، وهنا لا بد من التذكير بالجلسة الاخيرة بين بري والسنيورة على هامش جلسة انتخاب الرئيس في الثامن عشر من حزيران الماضي، والتي انتهت بانقلاب السنيورة على تعهداته في بقضية السلسلة...وما جرى في قضية السلسلة سبق وان حصل في موضوعات اخرى، فهذا نمط السنيورة في الحوار او الخصام.في المحصلة تم الاتفاق على ان يكون مدير مكتب رئيس حزب المستقبل، اي ابن عمته نادر الحريري، هو القناة الجديدة للحوار مع بري، وهنا يسجل حرص الحريري على عدم قطع شعرة معاوية مع رئيس المجلس النيابي، ولو عبر برقية تهنئة ببداية شهر رمضان المبارك....جنبلاط وفور عودته من باريس اوفد معاونه السياسي الوزير وائل ابو فاعور الى عين التينة بتاريخ الثالث والعشرين من حزيران. ولان الرئيس بري عراب الحوار الوطني كما يوصف، لم يمانع فتح قناة حوارية جديدة مع الحريري، عهد بمفتاحها الى معاونه الوزير علي حسن خليل...الاتصالات تمت بالفعل، وهي توجت منذ فترة ليست بطويلة بلقاء جمع الخليل ونادر الحريري بحضور ابو فاعور، على اعتبار ان رئيس الحزب الاشتراكي هو العراب لهذه القناة الحوارية الجديدة، والتي ينقل متابعون عدم رضى السنيورة عنها.ثلاثة عناوينوبحسب المصادر، عناوين ثلاثة حكمت حوار الحريري – بري: الانتخابات الرئاسية، الانتخابات النيابية، سلسلة الرتب والرواتب ودور المجلس التشريعي.النقاش فيهذه الموضوعات الثلاثة اكثر من هام بحسب المصادر، فالمرحلة المقبلة تحتاج الى تنسيق كبير، فالانتخابات النيابية اذا تمت، الحكومة دستورياً ستصبح مستقيلة، في ظل شغور مستمر الى حين نضوج ظروف لا تبدو معالمها واضحة حتى اللحظة، اي ان البلد سيكون بلا حكومة وبلا رئيس جمهورية...النائب جنبلاط يؤكد لمن يتواصل معه، انه مرتاح لهذا التواصل الضروري، وباختصار يجيب: كيف سننتخب رئيساً اذا لم يتواصل الحريري مع الشيعة في البلد؟وهنا يقول سياسي مخضرم بقليل من الخبث: في السياسية لا شيء مجانياً، والرهان على ان حوار الحريري – بري، قد يحقق ما يعاكس اهداف الحوار مع الجنرال، رهان خاسر، فالرئيس بري ليس بوارد التضحية بتحالفاته السياسية كرمى الحوار مع الحريري، وعليه كان تواصله المباشر والاستباقي لسيد عين التينة مع عون. |



