| يحيى دبوق -أعلنت إسرائيل، بعد تأخير ساعات، إصابة ستة إسرائيليين جراء سقوط ثلاثة صواريخ انطلاقاً من الأراضي اللبنانية في اتجاه مستوطنات الجليل الغربي، أصاب أحدها باحة منزل في «إحدى المستوطنات» القريبة من نهاريا، فيما سقط الصاروخان الآخران في منطقة مفتوحة. وفيما أكدت مصادر في الجيش الإسرائيلي أن سلاح المدفعية رد بإطلاق قذائف على المنطقة التي أطلقت منها الصواريخ داخل الأراضي اللبنانية، أشار الى أن الرد جاء سريعاً وبشدة شبيهة بالرد على إطلاق الصواريخ يوم الجمعة الماضي. وبحسب المصادر نفسها، فإن الحادثين كانا موضعيين وغير مفاجئين، إذ إن الاستخبارات الإسرائيلية كانت تقدر مسبقاً أن جهات مسلحة في لبنان تتعاطف مع حركة «حماس» في قطاع غزة، قد تقدم على شن هجمات كهذه.مصدر عسكري إسرائيلي أكد للقناة العاشرة العبرية أمس أن الجيش يبذل جهده كي يمنع تصعيداً أمنياً في الشمال، سواء باتجاه لبنان أو سوريا، لكنه شدد في المقابل على أن «عيون الجيش مفتوحة جيداً، وهو جاهز للتعامل مع أربع جبهات إذا تطلب الأمر ذلك».المراسل العسكري للقناة العاشرة نقل عن مصادر أمنية إسرائيلية أن التقديرات السائدة لدى الجيش ترى أن حزب الله، هذه المرة أيضاً، ليس الجهة المسؤولة عن إطلاق الصواريخ، مشيراً الى أن «منظمة سنية ما، أو جهة من المخيمات الفلسطينية في لبنان، هي المسؤولة عن ذلك». إلا أن مصادر عسكرية أخرى أكدت لصحيفة هآرتس أن «التقديرات تشير الى جهات فلسطينية، لكنهم في الجيش يحققون في ما إذا كانت هذه الخطوة منسقة مسبقاً مع حزب الله».وأشارت القناة العاشرة الى أن الجيش الإسرائيلي لم يفاجأ بإطلاق الصواريخ من لبنان، و«هناك إيحاء» بأن في حوزته معلومات استخبارية قوية جداً «حول هذه القصة»، وعن المنظمات الفلسطينية هناك. وأضاف مراسل القناة إن الجانب اللبناني «ساعد كثيراً في التحقيقات، وقد سلمونا أدلة علمنا من خلالها الجهة المسؤولة عن إطلاق الصواريخ»، ورجح أن تستمر الهجمات، إذ إنها فرضية واقعية جداً، لكن اللبنانيين يعملون على ملاحقة المنفذين، إذ إن من مصلحتهم المحافظة على الهدوء وأن لا تنزلق المواجهة (في غزة) الى الساحة اللبنانية.وفيما أكد ناطق باسم قيادة المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي أن لا تغيير في التعليمات والإجراءات المتبعة في ما خص سكان الجليل الغربي والشمال عموماً، بادر عدد من رؤساء البلديات في مستوطنات الجليل الى فتح الملاجئ العمومية، والإعلان أنها ستبقى مفتوحة ربطاً بالتطورات الأمنية المتسارعة على الحدود مع لبنان. وبحسب رئيس بلدية مستوطنة شلومي المتاخمة للحدود، غابي نعمان، فإن قرار فتح الملاجئ لم يأت بناءً على توجيه من قيادة الجبهة الداخلية، بل بناء على قرار اتخذته البلديات، ذلك أننا «الآن في حالة من الطوارئ» على خلفية حادثتي إطلاق الصواريخ في الأيام الماضية.الى ذلك، دوت صافرات الإنذار في الرابعة والنصف من بعد ظهر أمس في الجليل الغربي، إنذاراً بسقوط صواريخ، وذكرت وسائل إعلام عبرية أن صلية جديدة أطلقت من الأراضي اللبنانية باتجاه مستوطنة نهاريا، ليصحح الخبر لاحقاً بأن مصدر الصواريخ هو قطاع غزة وليس لبنان، الأمر الذي يعدّ تطوراً لافتاً جداً لجهة القدرة الصاروخية الفلسطينية بالوصول الى أقصى المناطق الشمالية لفلسطين المحتلة، الى ما يزيد على 170 كيلومتراً. |



