| نهلا ناصر الدين -سنة كاملة مرّت على معركة عبرا التي قادها الأسير المختفي. الأسير الذي عجزت الأجهزة الأمنية أو تعاجزت عن أسره، أسر نفسه في صفحةٍ على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، لا يطل إلا من خلالها عبر تسجيل صوتي أو عبر تغريداتٍ تحمل في طياتها ما تحمله من تحريض وفتنة.فأين هو أحمد الأسير وماذا فعلت القوى الأمنية لأسره حتى اليوم، وهل ما زال للحالة الأسيرية صداها في الشارع السني أم أنه بات يغرّد خارج السرب السني بعد حملته العنيفة التي شنها على تيار المستقبل وزعيمه سعد الحريري في تغريداته الأخيرة.إلى 26 آب المقبلأرجأت المحكمة العسكرية الدائمة متابعة محاكمة الموقوفين في أحداث عبرا، إلى 26 آب المقبل، وذلك من أجل إتمام التبليغات، هذا وقررت المحكمة ابلاغ الشيخ احمد اﻻسير والفنان فضل شاكر وآخرين لصقاً لعدم العثور، وتعيين محامين للذين ﻻ محامي دفاع عنهم، بينما تتحسب جهات أمنية لاحتمال قيام منظمات أصولية يرتبط بها الأسير بمحاولات إرهابية للضغط على المحاكمات.أين هو الأسير؟هل هو موجود في أحد المنازل في حي حطين في مخيم عين الحلوة، حيث يتردد لزيارته أحد أبنائه بشكل دائم، ويحظى بحماية المطلوب توفيق طه، أحد قياديي تنظيم "كتائب عبدالله عزام"، كما أشارت معلومات استخبارات الجيش وفرع المعلومات في الجنوب.حيث أكدت مصادر أمنية لـ"البلد" بأن هناك آراء متضاربة حول احتمالات تواجد الأسير، وهناك رأي يقول بأن الأسير غادر عقب انتهاء معركة عبرا إلى سورية مع سيارات من نوع "رانج" جاءت من الشمال واصطحبته معها بعد مرورها على ثكنة الجيش بهدف طرح تسوية ما لم يقبل بها الجيش اللبناني.ويستبعد المصدر أن يكون الأسير قد ذهب إلى سورية ويرجّح وجوده في مخيم عين الحلوة. كما ويؤكد تواجد الفنان فضل شاكر في المخيم عند هيثم الشعبي أحد رموز جند الشام، حيث تم نقله إلى المخيم بواسطة الإسعاف بعد أن تصاوب في معدته.وعن التدابير التي تتخذها القوى الامنية تجاه ذلك، يقول المصدر "القوى الأمنية تتحاشى التصادم مع جند الشام الأمر الذي سيؤدي إلى التصادم مع الحركة الإسلامية المجاهدة وعصبة الأنصار، القوتين الأساسيتين في مخيم عين الحلوة، والذي من المؤكد بأن مقاتليهما لن يقفوا مكتوفي الأيدي وسيهبّون لمساندة جند الشام في وجه الجيش الصليبي أو الكافر كما ينعتونه. وأكبر دليل على ذلك ما قاله أبو شريف عقل عن جماعة جند الشام أثناء تشكيل اللجنة الأمنية في المخيم، وصفها بأنها جزء لا يتجزأ من هذه اللجنة، ومنحها بذلك الغطاء الشرعي".الشارع السنيهل ما زال الأسير مؤثراً في الشارع السني اللبناني، أم أنه تحوّل من ظاهرةٍ "توتريّة" حقيقية إلى حالة "تويترية"، ومن صوتٍ منبريٍّ له صداه في الشارع اللبناني إلى صورةٍ باهتة لم تجد سبيلاً للظهور إلا عبر مواقع التواصل الاجتماعي.فأكدت مصادر الشارع الصيداوي لـ"البلد" بأن الأسير دخل مرحلة الموت السريري من بعد أحداث عبرا التي كشفته على حقيقته وحولته إلى مجرّد صفحة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" تبث الفتنة من بعيد دون أن يكون لها أي صدى حقيقي.يقول أحمد من صيدا "كان الأسير ظاهرةً قوية ولها دورها الفاعل في الطائفة السنية إلا أنه انتحر عندما قرر الوقوف وجهاً لوجه أمام المؤسسة العسكرية، الأمر الذي أدى إلى نزع الغطاء السياسي عنه من الأطراف السياسية التي كانت تدعمه".ولفت الحاج محمد إلى أن "الناس عرفوا نوايا الأسير وتأكدوا بأنه كان مُستعملاً لتوريط صيدا والجنوب".ويؤكد سعيد انعدام ثقة الشارع السني، بغض النظر عن بعض الاستثناءات، بالأسير قائلاً "مين بعد بدو يوثق فيه وهو تخلّى حتى عن الأشخاص اللي توقفو بسبب أحداث عبرا".تراجع الحالة الأسيريةفي الوقت الذي رأى رئيس جمعية "السكينة الإسلامية" وخبير الجماعات الاسلامية أحمد الأيوبي أن "حضور الشيخ أحمد الأسير ما زال مستمراً في الشارع السني، لكن هذا الحضور تأثر إلى حد كبير بنتائج معركة عبرا التي أدت إلى خروجه من الواجهة المباشرة للأحداث، ولكن اتضاح تورط حزب الله في معركة عبرا واستمرار الخلل في عمل بعض المؤسسات الأمنية يعطيان لمنطق وخطاب الشيخ الاسير مكاناً في الوجدان السني، بخاصة في صيدا، بالإضافة إلى استمرار تعطيل محاكمة الموقوفين في ملفات متعاقبة يصل بعضها إلى حدود العشر سنوات".ويتابع الأيوبي "أما من الناحية العملية فلا شك أن حالة الشيخ احمد الاسير تراجعت ومن الناحية التنظيمية، فليست هناك هيكلية تنظيمية لا في مرحلة عمله العلني المباشر ولا في مرحلة غيابه بعد احداث عبرا".وعن إمكانية تواجد الاسير في أحد المخيمات الفلسطينية في لبنان قال الأيوبي "لا أعتقد أن الأسير موجود في مخيمات لبنان، وقد سرت شائعات قوية حول هذا الأمر لكن الواضح أن هذا الامر ثبت عدم صحته بعد كل هذه المدة التي مرّت على أحداث عبرا، ولا أعتقد أن هناك من يستطيع تحديد مكانه لأن هذا أمر تعجز عنه حتى اليوم الأجهزة الامنية". |



