السعودية تبتز«الميادين».. تضامن واسع بإنتظار موقف لبنان الرسمي

21:422015/11/05
A
|
A
|

 مروة الشامي - بيروت برس

تستمر السلطات السعودية إيغالًا في سياساتها القمعية التعسّفية، لا سيّما عبر محاولاتها كمّ أفواه الوسائل الإعلامية التي تعرّي حقيقة صفحاتها السوداوية. أمّا آخر ما توصّل إليه آل سعود، فهو الضغط على السلطات اللبنانية لإقفال قناة «الميادين»، وذلك عبر شركة القمر الصناعي «عرب سات» ومقرّها الرياض، والتي تمتلك المملكة العربية السعودية 36 في المئة من أسهمها.

وفي التفاصيل، أفادت صحيفة السفير أنّ «عرب سات» تتّجه إلى فسخ تعاقدها مع الدولة اللبنانيّة، ونقل محطّة بثّها من منطقة جورة البلوط في المتن، إلى عمان في الأردن، وهو ما يُعدُّ مسًّا بالسيادة اللبنانيّة، لأنّ بثّ القنوات اللبنانيّة كافة عبر هذه الشركة سيصبح خاضعًا حكمًا لسلطة الحكومة الأردنيّة وقوانينها، وسيخرج بالكامل عن سيطرة الدولة اللبنانيّة. كما أنّ الخطوة إن تمّت ستؤدّي إلى خسارة وزارة الاتصالات مكتسبات ماليّة تحقّقها من رسوم البثّ الفضائي.

ويأتي هذا القرار الجائر في سياق توجّهٍ جدّيٍّ يقضي باتخاذ «إجراءٍ عقابي» بحقّ لبنان، لسماحه ببثّ «مواد إعلاميّة معارضة للسعوديّة ودول خليجية أخرى» من أراضيه، خاصةً أنّ الشركة أرسلت أكثر من كتاب لوزارة الاتصالات، تطالبها باتخاذ إجراءات عقابية بحق قناة «الميادين»، على خلفية اتهامها بالإساءة الى الدول العربية، لكن الدولة اللبنانية كانت تتريث، خصوصا أن «الميادين» ليست محطة مرخصة لبنانياً بل هي «محطة إعادة بث» وفق القانون اللبناني.

كما أنّ الشركة، وبعد عدم تجاوب وزارة الاتصالات مع الرسائل المطالبة بإلغاء بثّ «الميادين»، ألغت بثّ القناة عن قمر C5، الذي يغطّي إفريقيا ودول المغرب العربي، ليبقى بثّها عبر مدار «بدر 4» المطالب بتوقيفه من لبنان، حسبما أفاد مصدرٌ مسؤولٌ في قناة «الميادين» للصحيفة.

كما أضاف المصدر إنّ القناة تلقّت كتاب إنذار من إدارة «عرب سات» على خلفيّة تعليق لضيف إيراني حول كارثة التدافع في منى، وذلك خلال حلقة تلفزيونيّة بثّت في أيلول الماضي، مؤكّدًا أنّ القناة تحتفظ بحقّ الردّ القانوني، لتعويض حقوقها الماديّة والمعنويّة.

واعتبرت السفير أنّ الضغط على قناة «الميادين» يندرج في إطار العمل السعودي الحثيث لتقليص هامش الحريّة المتاح للأصوات المعارضة للحرب على اليمن. ويرى معنيّون بالملفّ أنّ الحديث عن نقل البثّ من لبنان إلى الأردن، «قد يكون مجرّد تهويل سياسي، أو تحذير، لدفع السلطات اللبنانية الى اتخاذ اجراءات بحقّ «الميادين»، أو غيرها من القنوات البعيدة عن الخطاب المصفّق للحرب السعوديّة على اليمن».

هذه الهستيريا السعودية استتبعت ردود فعلٍ واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث سارع الناشطون الى إطلاق هاشتاغ «#متضامن_مع_الميادين»، معبّرين عن سخطهم لهذه الانتهاكات العلنية التي ينتهجها آل سعود المتورّطين بحروبٍ في غير مكان، والذين يحاولون دومًا بسط أيديهم على وسائل الإعلام ترغيبًا أو ترهيبًا.

واعتبر الناشطون أنّ التضامن مع «الميادين» يصب في إطار الحرب المستمرّة على إجرام آل سعود وتعسّفهم وسياساتهم الهمجيّة، موجّهين التحية الى القناة التي دأبت على نقل الحقيقة وفضح جرائم السلطات السعودية، القناة التي تنقل «الواقع كما هو» من كافة «الميادين»، غير آبهةٍ بدولارات الترغيب، ولا بسياط الترهيب.

وفي نفس السياق، أعلن ناشطون لبنانيون عن وقفةٍ تضامنيةٍ مع «الميادين» تحت عنوان «لا لكمّ الأفواه»، وذلك نهار الجمعة القادم، في تمام الساعة الخامسة عصرًا، أمام مبنى القناة في بئر حسن.

هو فصلٌ جديدٌ من فصول العربدة السعودية، والاستهتار بالحريّات عبر العالم، لا يختلف عمّا سبقه من تهويلٍ وترهيبٍ تلجأ إليه سلطات آل سعود حينما تفشل أساليبها الترغيبية في تطويع إراداتٍ انتهجت طريق الحق الذي لا يتلاقى مع النهج السعودي الهمجي.

والأهم الآن، هو ما سيكون موقف السلطات اللبنانية التي رفضت حتى الآن تعليق بث قناة «الميادين»، من قرار نقل محطة بثّ «عرب سات»؟

«خيارنا استراتيجي ونحن لا نسقط في الانفعال»، يقول رئيس مجلس إدارة «الميادين»، غسان بن جدو، في حديثٍ لصحيفة الأخبار، ردًّا على الابتزاز السعودي للقناة وللسلطات اللبنانية، مؤكدًا أنّ لدى القناة بدائل أخرى وبوسعها المناورة حتى مع «عرب سات»، إلّا أنّ «المسألة مبدئية!».

ان موقع "لبنان الآن" غير مسؤؤل عن الآراء الواردة في المقال فهي تعبر عن رأي كاتبها ولا تعبر عن وجهة نظر الموقع



على مدار الساعة
على مدار الساعة
اشترك بالنشرة الاخبارية للموقع عبر البريد الالكتروني