هل اقتربت معركة تحديد المصير في سوريا؟

18:582015/12/27
A
|
A
|


تتسابق الأحداث الأمنية والعسكرية في سوريا، بموازاة الإجراءات السياسية التي تقلب الطاولة رأساً على عقب في ليلة وضحاها، ولعل المكون الرئيسي لإنقلاب الأوضاع السياسية والعسكرية على حدٍ سواء، هو دخول الحلفاء على خط الأزمة السورية بشكلٍ مباشرٍ وعلني. هذا التدخل دفع بالأحداث بإتجاه الحسم الذي يصبو اليه كل طرف من الأزمة على حساب الآخر.

وفي هذا الصدد، ترى مصادر مراقبة للأوضاع الميدانية على الأرض ان "دخول روسيا الحرب ضد الإرهاب ساهم بشكل كبير في تراجع قوة التنظيمات الإرهابية التي ساهمت بتفاقم الأزمة بين النظام السوري ومعارضيه"، فالمسألة بحد تعبيره "لم تعد تقتصر على ثورة شعبٍ على السلطة، وانما تنازع فيما بين الدول لإنتزاع السلطة السورية التي تعتبر مركز وحدة محور سوريا - ايران - حزب الله". ويرى المصدر ان الأوان قد حان لتحديد مصير سوريا ولاسيما ان كافة القوى استهلكت اوراقها النهائية في المسألة السورية، فالأدوار تبدلت حيث لجأت السعودية الى استخدام السياسة والحوار في محاولة لتوحيد صفوف "المعارضة" المفترضة، فتكسب من خلالها سوريا سياسياً حيث فشلت عسكرياً عبر "النصرة" و"الجيش الحر" وغيرها من الفصائل المسلحة بعد سنوات من الحرب. 

كل تلك المعطيات تشير الى اقتراب الأزمة السورية من الزوال بفشل محور وانتصار آخر، ومن فشل عسكرياً، لن يفلح سياسياً دون موافقة الأسد، اي ان ميزان القوة يميل الآن لصالح الرئيس السوري الذي طرح الحل السياسي قبل الخيار العسكري بعكس ما لجأت اليه الفصائل المسلحة التي رفضت اي حل سياسي في ظل بقاء الأسد. وبما ان الخيار العسكري هو الأول على الأراضي السورية حالياً، يرجح المصدر ان يقوم محور الأسد والحلفاء بعملية عسكرية قد تبدأ بالسيطرة على الحدود اللبنانية السورية، والسورية التركية اولاً وحصر المسلحين في الداخل السوري حيث يقاتلهم الجيش السوري وحزب الله برياً بغطاءٍ جوي روسي. ويرى المصدر ان الأولوية هي لدحر التنظيمات الإرهابية المتمثلة بـ "داعش" و"النصرة" ومن ثم التفرغ للمعارضة الحقيقية السورية التي يكون الجزم معها عبر مفاوضات سياسية برعاية دولية، او عسكرياً حيث يفوز الأقوى في الميدان. والخيار الثاني مستبعدٌ بقوه، فرعاة المعارضة لن يقبلوا ان ينتزع الأسد السلطة بالقوة حفاظاً على ماء الوجه.

يقول مراقبون ان "الحسم العسكري في سوريا بات مسألة أشهر، فالتركيز الآن على ضرب مراكز الإرهابيين وتفكيك قياداتهم، سيساهم بشكل كبير في تراجع قوة هذه التنظيمات وزوالها"، كما ان المعركة الكبرى التي ترسم مستقبل سوريا قد تنطلق في غضون اسابيع وتمتد لأشهر مترافقة بمفاوضات دولية برعاية روسية - ايرانية من جهة، وقطرية - سعودية - تركية بمشاركة الولايات المتحدة من جهة اخرى، وذلك لإنهاء الأزمة بعد اقتراب الأسد مدعوماً بروسيا والحلفاء من الحسم. ولا يستبعد المصدر اعادة فتح قنوات العلاقات الإقتصادية والدبلوماسية مع سوريا من قبل الدول المعارضة للأسد بعد التماس خطر الهزيمة و فوز الأسد.

يقول محللون آخرون، ان التسوية في حال حصلت، سيكون للأسد دور كبير فيها في المرحلة الأولى، على ان يسلم السلطة لرئيس من حلفه وصلبه في المرحلة الثانية، كما تشير المعلومات ان الدول المعارضة لسوريا ستسعى الى فرض ثغرة في الحكم حيث ستشكل قوة معارضة سورية - بعيداً عن القوى الإرهابية - تشارك في الحكم عبر مجلس الشعب. وبتعبير آخر سيبقى للأسد دور في سوريا عبر رئيس يكون بمثابة خلف له، وبمشاركة "المعارضة" الوطنية السورية.

خاص - لبنان الآن

على مدار الساعة
على مدار الساعة
اشترك بالنشرة الاخبارية للموقع عبر البريد الالكتروني