SUN, 16-3-2025

«سيد الوقت».. صراع التفكير والتجديد المحارب على مر العصور

13:062016/01/14
A
|
A
|


خلود أبوالمجد-

 

قدمت فرقة مسرح الغد المصرية التابعة لبيت المسرح الفني في القاهرة مساء أمس الأول عرض «سيد الوقت» عن نص «ليلة السهروردي الأخيرة» للشاعر والكاتب المسرحي محمد فريد أبوسعدة، الذي أعده وأخرجه للمسرح ناصر عبدالمنعم، وبطولة: وائل إبراهيم وسامية عاطف وتامر نبيل ومعتز السويفي ومحمود الزيات وصلاح السيسي وحسن عبدالله وحازم عبدالقادر وزياد إيهاب وغناء: فارس، رقص تعبيري رشا الوكيل، رقص مولوية محمد شبراوي، ديكور وأزياء نادية المليجي، رؤية موسيقية شريف الوسيمي، تصميم حركي رجوى حامد، بحضور السفير المصري ياسر عاطف والقنصل الثقافي د.نبيل بهجت والأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب م.علي اليوحة والفنانة سعاد عبدالله والفنان محمد المنصور وعدد كبير من الضيوف والنقاد على مسرح التحرير في كيفان ضمن العروض المشاركة في مهرجان المسرح العربي في دورته الثامنة.

اجواء العرض كانت صوفية، وحملت الجمهور لعوالم مختلفة من التفكير وإعمال العقل وبروحانية جميلة، حيث تناول العرض حالة اللغط الشديدة، التي أحيط بها «السهروردي»، خاصة فيما يتعلق بفكره وفلسفته عن الدين، ومدى اعتراض المشايخ والفقهاء الرسميين للدولة عليه، وعلى ما يطرحه من أفكار فلسفية، وبالطبع اتهموه بالكفر والإلحاد.

وتعرض السهروردي في عصره لنفس الأزمة، التي يتعرض لها أي مجدد أو مفكر ديني، على مر عصور التاريخ، فلم يغفل العمل الإشارة، في بدايته على لسان الشاب الراوي للحكاية، ذكر ما يتعلق باضطهاد المفكر الأشهر، نصر حامد أبوزيد، بطرده خارج مصر، وكذلك قتل الراحل فرج فودة، وهكذا تستمر المعارك الفكرية دائما، بين المفكرين الروحانيين المجددين، وعلماء الدين، الذين لا يتقبلون أي فكر جديد مناقض لما اعتادوا واعتاد الناس عليه، خشية أن يتسبب إعمال عقل الناس وبدء تفكيرهم وتفكرهم بخسارتهم لمناصبهم ومكانتهم في المجتمع التي جاءت من تمسكهم بما فهموه من صحيح الدين الذي يتوافق في نفس الوقت مع رؤية الحاكم الذي يحاولون التماشي مع ما يريده لكسب مرضاته، حتى وإن كان على حساب الدين.

الحكم: تقديم «السهروردي» في «سيد الوقت» شكل حلقة في إنارة الوعي

عقب تقديم مسرح الغد المصري مسرحية «سيد الوقت»، تأليف فريد أبو سعدة وإخراج ناصر عبدالمنعم.

اقيمت ندوة تطبيقية حول العرض بمشاركة المخرج والمؤلف وعقب عليها د.حسين علي الحكم، وأدارها بسام الجزاف، حيث عبر الناقد حسين علي الحكم عن إعجابه الشخصي بهذه المسرحية وخصوصا من الناحية الفكرية، وقال: «النص اتكأ على الوعي التاريخي، الذي هو المفتاح الأول لحل مشكلات الإنسان العربي، فالكاتب والمخرج صنعا مسرحيتهما لتطوير عقلية المتلقي، هذا التطوير الذي لا يتم إلا عبر الوعي الجمعي للحقيقة التاريخية، وتأمل الماضي لوعي الواقع الراهن».

ومضى الحكم يقول: «في هذه المسرحية يعيش المتلقي، حالة من الحوار الجدلي بين الماضي والحاضر فمن اجل أن نفهم الحاضر الذي نحن بين يديه علينا معاودة قراءة التاريخ كما فعل كاتب العمل»، مستطردا: «أنا شخصيا استفدت من هذا العمل وغصت فيه، بل وانغمست فيه - من حيث الثيمة تحديدا - واستمتعت بالحوار الفكري علاوة على الحوار المسرحي – إذا جاز التعبير».

وأوضح الحكم أن العودة إلى التاريخ ظاهرة ‏مسرحية معروفة عالميا، لكن الجديد في «سيد الوقت» كان الاستخدام للوعي التاريخي، مذكرا بالمسرح الأثيني، وأهل اثينا، الذين كانوا ‏يحضرون إلى المسرح لمشاهدة وسماع القراءة الجديدة للقصص القديمة ولكن من زاوية مختلفة.

وأردف: إن استسقاء ‏مادة من الماضي أو التاريخ لبناء عمل مسرحي لا يشكل حدثا في سياق فن المسرح، وما يشكل حدثا في «سيد الوقت» هو استثمار الماضي لإنارة الحاضر من وجهة نظري كما في حالتنا ها هنا مع شخصية «السهروردي».

من جانبه، قال المخرج ناصر عبدالمنعم: «لقد لجأت لشخصية السهروردي لأنها أكثر درامية من شخصية الحلاج التي تربينا عليها في مصر، مضيفا: «نحن في معركة فكرية مع الافكار المتطرفة ولا نملك رفاهية تفكيك النص فأمامنا تحديات وأسئلة تاريخية وجدل مجتمعي»، لافتا الى أن العرض قدم لنا إشكاليات وجدلية مفتوحة تستوعب تأويلات مختلفة.


5amsat
على مدار الساعة
على مدار الساعة
mostaqel
mostaqel
mostaqel
Mostaqel
اشترك بالنشرة الاخبارية للموقع عبر البريد الالكتروني