عندما أوجعنا أيمن زيدان بعزلته الطارئة

15:182016/06/24
A
|
A
|


خليل صويلح
 

ضاع مسلسل «أيام لا تنسى» بتوقيع أيمن زيدان، وسط أطباق شهر رمضان. لم يلتفت المشاهد بما يكفي إلى وجبة نوعية مشغولة بنولٍ آخر لا يتواءم مع وصفات طهاة الدراما. التراجيديا السورية هنا تعمل في أقصى حالاتها، وهو ما لا يرغبه الطهاة الآخرون، فالجغرافيا السورية بأمكنتها ورائحتها وخصوصيتها ينبغي محوها تحت ضربات التضاريس السائلة التي ما انفكت المحطات الخليجية تفكّك الجغرافيا والتاريخ بمعولٍ واحد.

توقّع الفنان السوري أن يعيد قطار الدراما إلى سكته، لكن زارعي الألغام لم يسمحوا بعبور القطار، فانطفأت مؤقتاً «ألف شمس مشرقة» وفقاً للعنوان الأصلي للحكاية المقتبسة عن رواية الأفغاني خالد الحسيني، ذلك أن ما جرى في أفغانستان الأمس، يحدث في سوريا اليوم. حصار المسلسل عربياً أصاب الفنان المرهف بإحباط كبير عبّر عنه بألم منذ أيام «شعور كبير بالوحشة، كأنني خارج كل معادلات المحيط. أحس أنني في هذه السنوات أسير على أرض لزجة لا أدري كيف تدفعني إلى زوايا لا أشتهيها. رغبة عارمة تعتريني أن ألوّح بيدي لهذه المهنة، أهجرها فما عادت تفاصيلها تشبه أحلامي. الفكرة تراودني بشدة، ترهقني لا أدري أين أقف الآن، لكنني ألمح بجواري تخوم العزلة». وسوف يزيد الجرعة لاحقاً على صفحته في الفايسبوك بوجع أكبر «أيتها الريح الحمقاء إلى أين تحملين أحلامنا وذكرياتنا، إلى أين تأخذين ما تبقى من صدقنا ودفئنا؟ قاسية أيامنا الغريبة، ما عدنا نرى في مرآة الزمن صورة تشبهنا، وما عادت تربة الزمن الضحلة تتسع لأغصان تطلعاتنا الوارفة. كل ما آمنا به وحلمنا به أضحى غريباً، وما أوجع أن تعيش زمناً لا يشبه ما كنت تصبو إليه. العبث هو العنوان الذي يليق بما نعيش». وكان أيمن زيدان قد أصدر قبل أشهر مجموعة قصصية بعنوان «أوجاع». كأن الوجع يطارده في الكتابة والعيش، لكننا واثقون من صلابة هذا الفنان في مواجهة هشاشة هذه اللحظة السائلة، والعبور نحو حلمٍ آخر.


على مدار الساعة
على مدار الساعة
اشترك بالنشرة الاخبارية للموقع عبر البريد الالكتروني