خاص – بين التسوية الرئاسية وزيارة السعودية…هل يزور عون سوريا؟؟

10:512017/01/12
A
|
A
|

ملحق – مهدي كريّم

 

“وصلنا من عدة مراجع أن وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل هو من أوقف الانتخابات الرئاسية بعدم الموافقة على اسمي”، بعد 26 شهرا من هذا التصريح للعماد ميشال عون تغييرت أمور كثيرة وتبدلت، فمرشح “المحور السوري – الايراني الذي أوقف حزب الله البلد سنتين كرمى لعيونه” حسب تصريحات سابقة لرموز فريق 14 أذار، إختار ان يفتتح عهده الرئاسي بزيارة المملكة العربية السعودية وقطر، أي رئسا الحربة في مواجهة محوره “السابق”. فهل جاءت هذه الزيارة استكمالا للتسوية الرئاسية -الحكومية ؟ أم أنها مقدمة لزيارة سوريا؟

 

اعتبر النائب في تكتل الاصلاح والتغيير الان عون عبر “ملحق” أن ” التسوية المذكورة تضمنت كل النقاط العامة الداخلية والخارجية، ومن الطبيعي أن يكون في مقدمها موقع لبنان وعلاقاته الخارجية، ولكن هذا لا يعني أن هذه الزيارة حصلت بناءا على شرط من التسوية، وانما كتجسيد لخطاب القسم”، ففي رأي عون أن التكتل الذي كان يتزعمه رئيس الجمهورية ” لم يكن يريد أي علاقة سيئة مع المملكة، الا أن الأزمة السياسية اللبنانية دفعت المملكة لاتخاذ مواقف حادة معنا”، ولا ينفي عون امكانية زيارة رئيس الجمهورية الى سوريا مشددا أن “الرئيس يحدد أولاوياته ويتحرك وفق معيار واحد هو المصلحة اللبنانية”. وفي السياق نفسه، يتوافق زميل النائب عون في التكتل النائب سيمون أبي رميا معه حول نفي أن تكون التسوية الرئاسية مشترطة على الرئيس زيارة السعودية “بل هي جزء من واجباته بحكم موقعه الجديد كرئيس لكل اللبنانيين” معتبرا أن “التفاهم الرئاسي تضمن الاتفاق على سياسة العهد القائمة على الايجابية مع البلدان التي تربطنا بها علاقات مميزة”، لافتا في هذا الاطار الى تصريح رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي رحب بأي هبة عسكرية ايرانية للجيش اللبناني. وحول امكانية زيارة سوريا يجيب أبي رميا لـ”ملحق” بـ”لا جواب” معتبرا أن ” الملف السوري حساس ويرتبط بقرارات صادرة عن مجلس الأمن”.

ومن جهة أخرى، يؤكد الكاتب السياسي نبيل بو منصف لـ”ملحق” ان زيارة عون الى سوريا “أكيد أكيد واردة”  مشيرا الى أن “الرئيس يحاول أن يكون وسطي بالموقف الاقليمي وأن يكون له سياسات منفتحة ومستقلة في اّن، فلا نستبعد أن يكون جزء من سياسة عون هي امكانية الذهاب الى أي دولة بما فيها سوريا”، ولكن يشير بو منصف لبعض العقبات التي قد تعترض هكذا زيارة وفي مقدمها الوضع السوري “المقعد جدا”، فعلى الرغم من العلاقة الدافئة بين عون و “النظام السوري”، الا أن ذلك لا يعني أن الأخير “سيحشر ويحرج” الجنرال، على قاعدة أن “زيارة دولة ليست شرط لزيارة دولة أخرى”.

ويعيد بو منصف زيارة عون الى ” التوجهات العامة والخطوط العريضة التي تبناها العهد والتي كانت قد بحثت بين عون والحريري قبل انتخابه”، رافضا أن تصنف الزيارة “كتنفيذ لشرط وصوله للرئاسة”.

وفي الإطار عينه، يوصف عميد كلية الحقوق والعلوم السياسية في الجامعة اللبنانية الدكتور كميل حبيب مشهد الزيارة بقوله لـ”ملحق” هي “عودة لبنان الى الحضن العربي” نافيا أن تكون على حساب المحور الاّخر. فسياسة لبنان الخارجية تقوم على “الحياد في أي صراع عربي-عربي، حيث لا مصلحة له أن يقترب من أي محور لمواجهة المحور الاخر”، ويكمل حبيبي حديثه معتبرا ” أن الدور الوطني الذي يلعبه رئيس الجمهورية يجعل مصلحة لبنان العليا معيارا لتحركه” لذا لا يستبعد حبيب زيارة عون لسوريا اذا “تتطلبت المصلحة الوطنية ذلك”.

 

سواء كانت زيارة رئيس الجمهورية الى السعودية مبنية على اتفاق مسبق مع الحريري أم أنها تمهيد لزيارة الى سوريا في وقت ليس ببعيد، فإن التاريخ السياسي اللبناني سيسجل أن رئيس الجمهورية الذي دعمه محور اقليمي وداخلي وتمسك به على مدى سنتين بإعتباره مرشحه الأول والوحيد، إختار أن يفتتح عهده بزيارة الدولة التي تشكل العمود الفقري في مواجهته، لذا لا يسعنا سوى ترداد ما قاله أحد الخبثاء “ليست مصادفة أن يشكوا السفراء الأجانب المعتمدين في لبنان عدم قدرتهم على فهم التحالفات اللبنانية الداخلية”.


على مدار الساعة
على مدار الساعة
اشترك بالنشرة الاخبارية للموقع عبر البريد الالكتروني