محمود الزيات – الديار
ثمة من يجزم ان معركتي جرود السلسلة الشرقية عند الحدود اللبنانية ـ السورية ستُحسمان، وسيعلن الجيش اللبناني الانتصار في «فجر الجرود»، وعند الضفة الاخرى من الحدود سيعلن الجيش السوري و«حزب الله» الانتصار في «وان عُدتم عُدنا»، ويبقى التوتر الامني في مخيم عين الحلوة على حاله.
والاشتباكات التي سجلت على مدى اليومين الماضيين، والتي حصدت 4 قتلى واكثر من عشرة جرحى، فضلا عن حالة نزوح لسكان المخيم واضرار لحقت بالمنازل والمتاجر، وان توقفت بعد 70 ساعة من اطلاق النار والقذائف الصاروخية، الا انها لم تطوِ صفحة البؤر الامنية التي اقامتها الجماعات الاسلامية المتطرفة في حي الطيرة وبعض الاحياء، وما يعزز خطورة ابقاء الملف الامني للمخيم على حاله، وجود عشرات المطلوبين اللبنانيين والفلسطينيين وجنسيات اخرى، على خلفية ارتباطهم بالتنظيمات الارهابية التي تورطت في عمليات ارهابية في الداخل اللبناني، وهو ملف تم تأجيله خلال السنوات الماضية، ليتنامى ولتكون مخاطره مضاعفة على امن المخيم والامن اللبناني.
ويجزم قيادي فلسطيني بارز، ان ملف الجماعات الارهابية داخل المخيم، ومصير المطلوبين اللبنانيين والفلسطينيين الذين لجأوا الى بعض احياء المخيم، سيُفتح على مصراعيه، بعد الانتهاء من معارك الجرود ضد التنظيمات الارهابية، انطلاقا من مصلحة الامن الوطني اللبناني وامن المخيمات الفلسطينية، ويلفت الى ان كل المعارك التي جرت وتجري لـ «تنظيف» لبنان من الارهاب، لن تكتمل الا بـ «تنظيف» مخيم عين الحلوة، وازالة كل البؤر الامنية داخله، والمسؤولية تقع على عاتق القيادات الفلسطينية، وهو مصلحة كبرى للفلسطينيين قبل اللبنانيين، لان ما يجري مع كل اشتباك هو استباحة للدم الفلسطيني، ما يعني ان اي توتر او تفجير امني في المخيم هو مصلحة حقيقية للعدو الاسرائيلي.
ووفق متابعين، فان ما جري في مخيم عين الحلوة الذي «رشح» دما وتدميرا ونزوحا ورعبا، في جولة تعود سكان المخيم ان يعيشوا جولات مماثلة، وبصورة اعنف، لم تكن وليد ساعة ارتأت خلالها احدى الجماعات الوثيقة الارتباط بالتنظيمات الارهابية التي تتم محاربتها على الحدود مع سوريا، ان تفتح النار على القوة الامنية المشتركة الموكلة باجماع الفصائل والهيئات الفلسطينية، حفظ الامن في احياء المخيم، ولا هو جولة جاءت بعد اشكال فردي او جماعي يمكن معالجته، بل ان اخطر ما فسرته الاشتباكات ان جولة الاشتباكات الاخيرة، انها مبرمجة وفق اجندة ارهابية، تزامنت رصاصاتها الاولى، مع بدء الهجوم المزدوج على جرود الحدود، وفي ساعة صفر واحدة» جمعت الجيش اللبناني، على المناطق التي تسيطر عليها التنظيمات الارهابية.
امس طُوِيَت جولة الاشتباكات في المخيم، من دون ان يُطوى الملف الامني للمجموعات الارهابية التي تقيم «ولاياتها» في الزواريب والاحياء، فيما الرهانات تكبر على ان تفرض مرحلة ما بعد معارك الجرود والانتهاء من استئصال «عاصمة» امارات الارهاب، استكمال المهمة، وهذا ما يضع القيادات الفلسطينية امام مسؤولياتها.
بالامس، تنفس سكان مخيم عين الحلوة الصعداء، ولو بمرارة، بعد توقف الاشتباكات التي دارت على مدى اليومين الماضيين، بين القوة الامنية الفلسطينية وحركة «فتح» من جهة، والجماعات الاسلامية المتطرفة التي يقودها المدعوان بلال بدر وبلال العرقوب، والتوصل الى وقف لاطلاق النار وسحب المسلحين وعودة النازحين الذين هربوا من منازلهم الواقعة في ساحات الاشتباكات، وذلك بعد سلسلة اجتماعات واتصالات اجرتها القيادات الفلسطينية.
وقد نزل سكان المخيم، سيما في الاحياء التي تحولت الى مسرح للاشتباكات في احياء جبل الحليب والطيرة والصحون والشارع الفوقاني ومحلة سوق الخضر، لتفقد الاضرار التي لحقت بالمنازل والممتلكات وازالة الركام الذي خلفته الاشتباكات، فيما قام فريق من القوة الفلسطينية بإزالة القنابل اليدوية والقذائف الصاروخية التي لم تنفجر من طرقات الاحياء.
وكان سُجل خرق لوقف النار، من قبل احد عناصر الجماعات المتطرفة الذي اطلق رشقات نارية في الهواء، وقد سارعت القيادات الفلسطينية الى العمل لتطويق الحادث.



