خفضت وكالة »موديز» التصنيف السيادي للحكومة اللبنانية من B2 الى B3
فيما حسنت النظرة المستقبلية من «سلبية» الى «مستقرة» في انعكاس لاستعادة العمل الحكومي لنشاطه، والسجل الممتاز للدولة لجهة التزاماتها بخدمة الدين العام حتى في اصعب الاوضاع فضلاً عن احتياطات الدولة الخارجية التي تساهم في تقويتها قاعدة الودائع الكبيرة والهندسات المالية لمصرف لبنان المركزي.
واعتبرت الوكالة في تقريرها الاخير منذ اسبوع ان المصرف المركزي نجح في تكوين احتياطات ضخمة بالعملة الاجنبية وتأمين سيولة محلية وفيرة، ما يشكل حاجزاً ضد الصدمات ودرعاً للودائع المصرفية.
كما اعتبرت ان لبنان حاز اخيراً نتيجة «متوسط» (ايجابي) في معيار مواجهة اخطار الاحداث، اذ على الرغم من تعرضه لصعوبات وتحديات سياسية وجيوسياسية تشكل تهديداً لاستقراره، استطاع ان يحد من التأثيرات السلبية في النمو الاقتصادي والقطاع المصرفي، وان يحافظ على سعر صرف الليرة.
– اجواء سلبية مصدرها جهات محلية
لكن في وقت تصدر اهم وكالة للتصنيف الائتماني في العالم واكثرها صدقية تقييماً ايجابياً للوضع المالي الاقتصادي في لبنان رغم كل الازمات والتحديات تنبري جهات محلية معروفة الاهداف الى اشاعة المخاوف واجواء سلبية والى شن حملة ضد مصرف لبنان اقل ما يقال فيها انها مشبوهة وكاذبة في خلفياتها واهدافها وموجهة في الدرجة الاولى ضد مصلحة لبنان العليا، شعباً واقتصاداً.
– سمعة لبنان ستتأثر بالدرجة الاولى
اصحاب هذه الحملة والواقفون وراءها ماذا يريدون ؟! اذا كانوا يريدون تشويه صورة مصرف لبنان وانجازاته والحاق الاذى به، نطمئنهم ان مصرف لبنان لديه من القوة والمناعة ما يمكنه من دحر كل الحملات والتهجمات وردها على اعقابها من دون ان يتأثر بها قيد انملة.
واما التشويه فإنه يستهدف صورة لبنان وسمعته في الخارج واما الضرر فإنه واقع على الشعب اللبناني كل الشعب اللبناني اولاً واخيراً لأن تضرر سمعة لبنان سيؤثر سلباً في النظرة الدولية له وبرامج المساعدات والاتفاقات والمشاريع. من هنا على القيمين على هذه الحملة ان يعرفوا ان الامعان في التشكيك بالاوضاع والسياسات النقدية والمالية والمصرفية وزرع الهواجس والمخاوف وفبركة الاخبار الكاذبة من شأنه ان يؤدي الى افتعال اجواء بلبلة واضطراب لا تستند الى اساس ولكنها كافية لالحاق الاذى بالدورة الاقتصادية ومصالح المواطنين الفقراء ومدخراتهم قبل الاغنياء.
اما اذا كان اصحاب هذه الحملة المبرمجة هدفهم استهداف حاكم مصرف لبنان رياض سلامة للنيل منه وضرب صورته ومصداقيته ودق اسفين في علاقة الثقة القائمة بينه وبين اللبنانيين، فإننا نطمئن هؤلاء ونؤكد لهم ان لا شيء يمكن ان يؤثر وان يبدل في نظرة اللبنانيين بكل شرائحهم واحزابهم وطوائفهم الى هذا الرجل وفي ثقتهم المطلقة به وفي النظرة الثابتة اليه والقائمة على الاحترام والتقدير.
هذا الاحترام والثقة لا يأتيان من فراغ ولا يرتبطان بظرف او مزاج وانما يستمدان ثباتهما وديمومتهما من تجارب واختبارات واستحقاقات خاضها رياض سلامه على مر سنوات وخرج منها ناجحاً ورابحاً ومثبتاً صوابية السياسات التي انتهجها والقرارات التي اتخذها.
فمن تثبيت سعر صرف الليرة وحماية العملة الوطنية الى تطوير وتحسين اداء القطاع المصرفي وانتاجيته وخدماته، الى درء تداعيات استشهاد الرئيس الحريري عام 2005 الى حرب تموز عام 2006 الى الازمة العالمية عام 2008، الى حماية لبنان من نتائج ومضاعفات الازمات والحروب الاقليمية في حقبة ما سمي «الربيع العربي» والزمن الصعب الرديء الى احتواء العقوبات الاميركية ضد «حزب الله» والحد من مساوئها واخطارها، الى احتواء ازمة الدين العام وتحفيز النمو وتنشيط القطاعات والمرافق الانتاجية والخدماتية عبر سياسات وهندسات مالية هادفة… كمية كبيرة من الانجازات والوقائع جعلت من رياض سلامة حاكماً استثنائياً وجعلت الثقة به قائمة على ارض صلبة لا تقوى عليها حملات الافتراء والتجني.
الى هؤلاء نقول … ليس هناك ما يمكن ان يؤدي الى زعزعة هذه الثقة الراسخة مهما تحامل المتحاملون وافترى المفترون واشتدت سواعد الشر والسوء.
والناس الذين يرون افعال رياض سلامة ويحكمون من خلالها وعلى اساسها لن يتوقفوا عند افتراءاتكم واقوالكم ولا ولن يتأثرون بها ولا ولن يلتفتون اليها لأنهم وبكل صراحة وبساطة غير مهتمين بكل ما يصدر من كلام فارغ وكاذب يطلق في الهواء وغير مكترثين الا بمن يتحقق على ارض الواقع.
اما اذا كان القائمون بهذه الحملة، تخطيطاً وتحريضاً وتنفيذاً، يهدفون من ورائها الى ابتزاز حاكم مصرف لبنان بأي شكل من الاشكال ووضعه تحت ضغوط لتغيير موقف او تقديم تنازل او لأي امر آخر، فإننا لسنا بحاجة الى التأكيد ان هؤلاء يقرعون الباب والعنوان الخطأ ولن يصلوا الى اي نتيجة وكان عليهم ان يعرفوا حق المعرفة من هو رياض سلامة الذي ما خضع يوماً لابتزاز وما رضخ لضغوط.
ولا مجال هنا للخوض في تجربة جديدة ولاعطاء امثلة لا تعد ولا تحصى، ولكن نكتفي بما حصل قبل اشهر عندما حاول البعض اخضاع مسألة التجديد لحاكم مصرف لبنان للابتزاز بسبب مطامع بمنصب الحاكم عبر تصاريح «خنفشارية» ومقابلات تلفزيونية مدفوعة الثمن لبعض ما يسمى بخبراء ماليين واقتصاديين، ولابتزاز اعلامي من بعض الاقلام الى ان ادركوا اخيراً ان رياض سلامة لا يخضع لابتزاز وهو متمسك بقناعاته وسياساته «وهندساته» المبنية على خبرة وتجربة والمنطلقة من واقع ومعطيات والتي هدفها حماية لبنان وشعبه ونقده من اي اهتزاز .
ومع حصول التجديد لحاكم مصرف لبنان لولاية جديدة، ومع الثقة التي اولاها فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وكذلك مجلس الوزراء مجتمعاً الى هذا الرجل تأكد للجميع ان رياض سلامة يحظى بما لم يحظ به اي مسؤول في اي موقع بثقة عارمة وتقدير واحترام كبيرين واجماع وطني وأثبت مرة جديدة ان سياساته النقدية لا بديل ولا غنى عنها لا سيما في الوضع الراهن والحساس الذي تعيشه المنطقة…
فليصمت هؤلاء الطامحون وابواقهم والسيئو النية واللسان وليخجل المتطاولون على هذا الرجل الشريف… فالشمس شارقة والناس قاشعة مهما حاول هؤلاء فبركة الاكاذيب.
دافيد عيسى
سياسي لبناني



