صحيفة الديار
تطرق الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله في كلمته خلال احياء ليلة العاشر من محرم في الضاحية الجنوبية الى القضايا المحلية والاقليمية والدولية، وحدد مواقف حزب الله وحلفائه ومحور المقاومة بوضوح مؤكداً اننا لن نغادر الساحات طالما في عروقنا دم يجري وقبضات يمكن ان ترتفع الى قيام الساعة.
وحذر من المخططات الأميركية – الاسرائيلية لوضع المنطقة أمام مرحلة خطيرة جداً وهي مرحلة تقسيم والعودة الى الشرق الاوسط الجديد الذي تم اسقاطه في حرب تموز 2006. مؤكداً انهم يدخلون في مشروع جديد وهو اعادة تقسيم المنطقة الى دويلات ضعيفة والبداية من كردستان، وان التقسيم سيصل الى السعودية وهي اكثر دولة معرضة للتقسيم.
ودعا السيد حسن نصرالله القوى السياسية في لبنان الى الوعي، خصوصاً وان السعودية تدفع لبنان نحو مواجهات داخلية، وشدد على ان حزب الله ليس في موقع ضعف ولا قلق ولا خوف، مؤكداً ان مصلحة لبنان الحقيقية هي تجنب الوصول الى مواجهة داخلية تحت اي عنوان من العناوين، خصوصاً ان هناك انهيار محاور في المنطقة، والاميركيون يبدو انهم يحضرون لعداوات جديدة وصراعات جديدة في المنطقة.
ودعا الى الحفاظ على الاستقرار العام مؤكدا ان حزب الله هو الحريص الاكبر على الاستقرار الداخلي، لكن ادارة شؤون البلد لا يمكن معالجتها بذهنية التحدي والمكابرة بل بالحوار واعلن رفض الحزب تأجيل الانتخابات النيابية ولو ليوم واحد، وجدد التأكيد ان الحزب مع استمرار الحكومة الى اخر يوم من حقها الدستوري.
تقسيم كردستان يأخذ المنطقة الى حروب لا تنتهي واسرائيل وحدها مع الانفصال
السيد نصرالله : لن نخلي الساحات ولن نتعب وهيهات منا الذلة
«داعش» في مراحله العسكرية الأخيرة وذهنية التحدي والمكاسرة لا تبني بلداً
أطل الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله، متحدثا في مراسم احياء ليلة العاشر من محرم، في حفل اقامه «حزب الله» في الضاحية الجنوبية مساء أمس بمشاركة حاشدة.
بداية أشار نصرالله الى «نمو هذا الإحياء عاما بعد عام»، متوجها بالشكر الى «الجيش اللبناني والقوى الامنية لبذلهما الجهود في حماية هذه المناسبة».
وحث على «العمل للحفاظ على الاستقرار السياسي في البلد»، معتبرا ان «ذهنية التحدي والمكاسرة لا تبني بلدا، وانما نحتاج الى الحوار».
وكرر «تأييد هذه الحكومة الى اخر يوم من حقها الدستوري، اي الى يوم اجراء الانتخابات»، مشددا على ان «لا حزب الله ولا حلفاؤه لديهم نية تعطيل الحكومة»، مؤكدا «التعاون الايجابي في كل الملفات».
ونطرق الى مسألة الانتخابات وما اثير عن احتمال تمديد جديد او تأجيل، مؤكدا «قطعا لا تأجيل ولا تمديد والانتخابات ستجري ولا سبب للتمديد».
ودعا السعودية الى «أخذ العبرة مما جرى في سوريا، التي عملتم على تدميرها، لكن مشروعكم السياسي فشل فيها، وقبلها في العراق وحاليا في اليمن».
وقال: «أيا يكن التهديد الإسرائيلي فإننا لن نترك ما قاله لنا الحسين بأننا لن نخلي الساحات. كنا نعرف أن تحرير الأرض لا يحصل بالخطابات ولا بالشعارات، وإنما بالحضور الميداني الجهادي المباشر في ساحات القتال، فكنا حيث يجب أن نكون، وسنحسم المعركة مع داعش والتكفيريين، ولن نتعب مهما كانت أعداد الشهداء، ولأولئك الذين يخططون لإضعافنا، نقول: لقد خرجنا أكثر قوة لأننا نحمل الروح، التي لا يمكن أن تستسلم، لأنه هيهات منا الذلة». وجدد العهد والوعد والبيعة بانه لن نخلي الساحات.
ورأى ان «الاوضاع في سوريا والعراق في نهاياتها، كما ان داعش محاصرة في جزء من محافظة دير الزور، ومن الطبيعي انه سيحاول الانتحاريون في داعش القـيام بعمليات انتحارية لتأخير حسم المعركة في سوريا، لكن الامر لن يفيدهم، لأن القرار مأخوذ بإنهائهم، وداعش في مراحلها العسكرية الاخيرة»، لافتا إلى أن «اسوأ ما في داعش انها فعلت كل ما فعلته كان بإسم الاسلام».
وحذر من «الخروقات الإسرائيلية على صعيد زرع الكاميرات المفخخة أو أجهزة التنصت في الأراضي اللبنانية، يعني أنهم يزرعون عبوات ناسفة قاتلة»، مؤكدا أنه «لا يجوز التساهل بهذا الأمر، ولا يجوز السكوت عنه»، معلنا أنه «في حال لم يتم معالجة الأمر بالطرق السياسية، فإننا سنبحث عن طرق لمعالجته، ولن نسكت عن هذا الأمر، فهذا الأمر خطير، ولن نسكت عنه وعن هذه الإستباحة»، سائلا: «أليس هذا خرقا للقرار 1701».
وشكر سماحته، الحضور الكبير والواسع في الليلة الأخيرة، ومن واجبي أن أشكر المحبين في كلّ المناطق والمدن والبلدات الذين على طيلة الأيام الماضية أقاموا المجالس الحسينية، وعبّروا عن حزنهم وألمهم لهذا المصاب العظيم، وعبّروا عن معرفتهم الواسعة لثورة الحسين ولهذا الشهيد العظيم، مشيراً إلى «أنّني أشكر كلّ من نظّم وحمى المراسم. وعاماً بعد عام، هذا الإحياء يكبر كمّاً ونوعاً على كلّ الأصعدة، ونشكر القوى الأمنية على الجهود الّتي بذلتها وتبذلها إلى حين انتهاء إحياء هذه المناسبة. كما نسأل الله أن يمن علينا بالأمن والهدوء».
وبالشأن اللبناني، دعا نصرالله إلى «الحفاظ على الإستقرار العام الموجود في البلد والحالة القائمة من الهدوء والتواصل والحوار والتلاقي بين مختلف القوى»، مركّزاً على أنّ «إدارة شؤون البلد لا يمكن معالجتها بذهنية التحدّي والمكاسرة بل بالحوار»، منوّهاً إلى أنّ «خلال الأيام الماضية، كنّا أمام أزمة خطيرة بعد قرار المجلس الدستوري، وكان هناك تخوّف من الإطاحة بسلسلة الرتب والرواتب، وكان البلد أمام استحقاق خطير»، مبيّناً أنّ «الإبتعاد عن التحدي والحرص على التوصّل إلى حلول، أمكن اللبنانيين من التوصّل إلى حـلّ»، موضحاً أنّ «البحث الجدي، سمح لأن يتجاوز لبنان المحنة، وهذا ما عبّر عنه مجلس الوزراء».
وشدّد على أنّه «مهما كانت التباينات، يمكن أن نصل إلى حلول كما حصل في قانون الإنتخابات: بدأنا من تباينات حادّة إلى أن وصلنا إلى قانون يحقّق مصلحة وطنيّة للجميع، وهذا التوجّه العام ما أردت ان أبدأ منه»، لافتاً إلى أنّ «بعض المعلومات سمعناها وما يتمّ تداوله في الصالونات، هو أنّ هناك من يحضّر إلى اصطفافات جديدة»، موضحاً أنّه «إذا كانت لها علاقة بالإنتخابات لا مشكلة لدينا، لكن الحديث عن تحريض ما لجرّ لبنان إلى مواجهة داخلية، فهذا أمر يجب أن نحذّر منه في بداية الكلمة».
وركّز السيد نصرالله، على أنّ «مصلحة لبنان الحقيقيّة هي تجنّب الدخول في أي مواجهة داخليّة تحت أي عنوان من العناوين. هناك انهيار محاور في المنطقة، والأميركيين يبدو أنّهم يحضّرون لعداوات جديدة وصارعات جديدة في المنطقة»، متسائلاً «ما هي هصلحة لبنان من ذلك؟ لا شيء»، مشيراً إلى أنّ «أهمية البحث عن حلول ولو بصعوبة وتجنّب الذهاب إلى صدامات، ولا أقول هذا من موقع قلق أو خوف أو ضعف، الكل يعلم أنّ «حزب الله» وحلفاءه ومحوره لسنا في موقع ضعف ولا قلق ولا خوف. وعلى مستوى «حزب الله» الجميع يعرف أنّ الحزب في أقوى وضع منذ تأسيسه على كلّ الأصعدة».
وبيّن أنّ «إسرائيل» تعترف عندما تتحدّث عن «حزب الله»، أنّه الجيش الثاني في المنطقة، ولا أحد يناقش أنّنا خائفون أو ضعاف، إنّما نتكلّم من موقع المسؤوليّة والحرص»، داعياً القوى السياسية الّتي تدفع لهذا الإتجاه، إلى أنّ «تكون على مستوى من الوعي وأن لا يدفعها أحد إلى المغامرة لأنّ النتائج معروفة»، مشدّداً على أنّه «لا يفكّر أحد أن يدفع بلبنان نحو مواجهات داخلية، وعلى رأسها السعودية. نحن نراها مغامرة فاشلة في هذا المشروع».



