ضاهر يعيش ازمة حقيقية … كل الابواب موصدة في وجهه

02:432017/10/17
A
|
A
|

 

جهاد نافع – الديار

لم تمر زيارة وزير الصناعة حسين الحاج حسن الى طرابلس راعيا لمؤتمر تطوير الصناعات الخشبية على خير..
بل سجلت الزيارة تداعيات ابرزها السجال الذي اندلع بين حليفي الامس الوزير محمد كبارة والنائب خالد ضاهر عضوا ما سمي خلال الاحداث العبثية باللقاء الاسلامي الذي حمل لواء الدفاع عن «اهل السنة والجماعة» وشنا سوية (كبارة وضاهر) بـ «التكافل والتضامن» اعنف حملة مذهبية عرفتها طرابلس ضد حزب الله وايران..
يقول مرجع طرابلسي انه لم يفاجأ بالحملة التي شنها النائب خالد ضاهر على الوزير كبارة، بل بات الوسط السياسي يتوقع ان تكون لضاهر مواقف اكثر تشددا واكثر استفزازا لتيار المستقبل ونوابه وكلما اقترب موعد الاستحقاق الانتخابي، لان الاعتقاد السائد ان التصويب على التيار الازرق الناسج تفاهما مع العهد من جهة وربط نزاع مع حزب الله من شأنه ان يحقق له مكاسب شعبية حسب اعتقاده.
فبرأي المرجع الطرابلسي ان ضاهر يعيش ازمة حقيقية بدأ يتلمسها منذ الآن حيث ابواب (بيت الوسط) موصدة في وجهه، وباب اللواء ريفي لا يزال مغلقا امامه بعد مسارعته لانتخاب الرئيس العماد عون على أمل أن يحظى بمقعد وزاري..
حسب المرجع الطرابلسي ان ضاهر لم يعد يملك الكثير من الاسلحة سوى مخاطبة الغريزة الشعبية والعزف على الوتر المذهبي وجاءت زيارة وزير الصناعة حسين الحاج حسن فرصة سانحة لاستغلالها في اثارة القواعد الشعبية وبنفس اللغة الشعبية التي سبق للوزير كبارة أن استعملها قبل خمس سنوات والى ما قبل سنة غير ان كبارة بات اكثر نضجا سياسيا منذ توليه الوزارة ولمس اهمية التعاون مع الشركاء في الوطن، والاهم من ذلك ان هاجس المصلحة الطرابلسية تغلب عليه طالما ان الزيارة هي لوزير معني بأهم مرفق حيوي من مرافق الاقتصاد في طرابلس الشهيرة بالصناعات الخشبية.
بستغرب المرجع ما سماه التصريح غير الموفق لضاهر متسائلا ما دخل «النظامين السوري والايراني و«حزب الله» بتخريج متدربين على الصناعات الخشبية؟واين هي التنازلات في زيارة يقوم بها وزير صناعة معني بالصناعة التي تعتبر مرفقا طرابلسيا عاما؟
وهل كان المطلوب منع الوزير الحاج حسن دخول طرابلس؟ او لعل ضاهر لا يزال يعيش حلم «الامارة الداعشية»؟
يقول المصدر لنكن واقعيين فهذه هي الضاحية وهذا هو الجنوب… هل منع حزب الله دخول الآخرين من اخصام سياسيين وغيرهم ممن يخالفونهم الرأي مناطق تواجدهم الفاعل؟
واين مست كرامة طرابلس بزيارة وزير صناعة لمجرد انتمائه الى حزب الله؟
يجيب المصدر ان وجود وزير حزب الله في مدينة طرابلس – بالرغم من زيارته كوزير للصناعة لها اكثر من دلالة في السياسة:
اولا – ان وزراء حزب الله معنيون بكل لبنان من اقصى الجنوب الى اقصى الشمال وانهم يمارسون دورهم بمسؤولية عالية، وقد سبقه وزير الشباب محمد فنيش في الزيارة الى القموعة في عكار التي استقبل فيها بالترحاب ايضا .
ثانيا – ان وجود وزير من حزب الله في طرابلس التي كانت تشتعل حملات مذهبية وشتائم تطال حزب الله والمقاومة وكان وزير العمل محمد كبارة احد رموز الحملات «الشعبوية»دلالة على حجم المتغيرات في المدينة وفي المنطقة وعودتها الى مسارها الوطني والقومي الذي تعرف به.
ثالثا – ان طرابلس لم تعد مدينة مغلقة بل منفتحة وتفتح ابوابها لابناء الوطن من كل المشارب.
رابعا – ان حفاوة الاستقبال الذي لقيه الوزير الحاج حسن دلالة على الحس الوطني المقاوم لدى شريحة كبيرة من الطرابلسيين.
خامسا – ولعله الاهم ان المستقبل هو الوزير كبارة الذي لطالما كان يصدح بالحملات التي تطال حزب الله وقاد تلك الحملات بلغة شعبوية ولعله اليوم لمس حجم ما ارتكبه من اخطاء بحق طرابلس واهلها يوم كان مشاركا في لعبة التحريض فاذا به اليوم يواجه ضاهر برد كأنه يرد به على ماضيه وعلى ضاهر بحد سواء حين يقول لضاهر: ان قصر النظر الشعبوي وصل بالنائب خالد ضاهر الى حدود التضحية بمصلحة شريحة كبيرة من الطرابلسيين العاملين في صناعة المفروشات الخشبية تحت عنوان رفض استقبال زميله النائب وزير الصناعة كونه ينتمي سياسيا الى حزب الله».
وسأل كبارة: هل كان المفروض رفض التقدمة من السفارة اليابانية التي نسقت وفق الاصول مع وزير الصناعة لمجرد وجوده في طرابلس وهو – اي ضاهر- يلتقيه وغيره في المجلس النيابي».
ويصف كباره ضاهر وغيره بتجار الكلام الشعبوي مستحدثين ومتجذرين داعيا للترفع عن السجالات التي لا تطعم جائعا ولا تسد رمق محتاج بل تزرع خناجر الفرقة في جسد الطائفة السنية وتشرذم البلد».
برأي المرجع ان الخطاب الشعبوي المذهبي التحريضي لم يعد مفيدا في هذه المرحلة غير ان الخطاب يوحي بحجم الانقسامات السياسية في البلاد وان محاولات ايقاظ فتنة تجري وفق اجندات خارجية ترسم مخططات جديدة للبلاد..


على مدار الساعة
على مدار الساعة
اشترك بالنشرة الاخبارية للموقع عبر البريد الالكتروني