خالد الضاهر في حيرة انتخابية

01:482017/10/10
A
|
A
|

جهاد نافع – الديار

ثمة تساؤلات تطرحها اوساط سياسية في عكار عن موقع النائب خالد الضاهر في المشهد السياسي الانتخابي المقبل بعد خروجه من كتلة المستقبل النيابية بل وخروجه عليها متمردا ومتجاوزا الرئيس سعد الحريري في اكثر من مفصل سياسي محوري على الساحة اللبنانية. سيما وان تيار المستقبل في مرحلة مضت لم يعد يستطيع تحمل مواقف النائب خالد الضاهر ذات السقف العالي لجهة حملته على الجيش اللبناني اولجهة تصاريحه المتشنجة التي طبعت بطابع طائفي ومذهبي.

من يتابع حركة النائب خالد الضاهر حاليا يلاحظ انه في حراك سياسي يغزل فيه غزلا شخصيا ويعتبر نفسه محورا مستقلا عن بقية المحاور السياسية. بالرغم من اعلانه اكثر من مرة انفتاحه على كل الفرقاء السياسيين استهله بالانفتاح على التيار الوطني الحر وانتخابه العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية وقد رد التيار الوطني الحر هذا الانفتاح بزيارة خاصة له ومن ثم تبادل الزيارات والمواقف. لكن هل يعني هذا الانفتاح ان النائب خالد الضاهر سيذهب الى حد التحالف مع التيار الوطني الحر؟

لا يبدوان هذا الاحتمال وارد حتى الان لسبب ان التيار الوطني الحر ملتزم بتحالفات سياسية خاصة في عكار وبالتالي فان مصادر عكارية تعتقد ان قواعد التيار الوطني الحر لا تستطيع هضم التحالف مع النائب الضاهر حيث الذاكرة لا تنسى مواقفه المتشنجة وتأييده ودعمه للتيارات الاصولية. لذلك فان الضاهر من موقعه وهو يدرك حجم الاحراج الذي يعانيه في عكار لعدة اسباب. اولا، ان تيار المستقبل ليس في وارد ضم الضاهر الى لائحته ولا الضاهر يسعى الى ذلك. ثانيا، ان التيارات المسيحية الاساسية ذات الوزن الشعبي في عكار وفي الطليعة التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية لا يتحملان حلفا مع الضاهر. ثالثا، ان الناخب المسيحي العكاري عموما وغير الملتزم باي طرف سياسي لا يزال يتذكر ان خالد الضاهر انحاز دائما الى القوى الاصولية المتطرفة وان تناول سلبا في تصريحات عديدة الجيش اللبناني وعكار بالكاد يخلو بيت فيها من عسكري.

حسب المصادر ان النائب خالد الضاهر يسعى الى تشكيل لائحة يترأسها بنفسه على غرار ما قام به في العام 2000 وفي انتخابات العام 2005. لكن لم يبلور حتى الان صيغة تحالف واحدة لانه يعتقد ان اي تحالف لم يحصل الا قبل شهر من موعد الاستحقاق الانتخابي لذلك من المبكر جدا الاعلان عن اي تحالف له. غير ان الاحتمالات الواردة لديه ضيقة وهي، اما الاتجاه الى تحالف مع حزب الكتائب الذي ينوي خوض الانتخابات في عكار بمرشح ماروني لم يحدده بعد بالرغم من ان الكتلة الناخبة الكتائبية لا توازي بحجم الكتلة العونية او كتلة القوات. ثانيا، سعيه للتنسيق مع اللواء اشرف ريفي الذي اعلن عن نيته تشكيل لائحة في عكار. وتشير مصادر الضاهر الى انه هو وريفي في خط سياسي وخندق واحد ولذلك لا يألوجهدا بانجاز تحالف مع ريفي بالرغم من ان اللواء ريفي كانت له ملاحظات على الضاهر يوم انتخاب الرئيس العماد عون بعد ان كان سبق ذلك اعلان التحالف بينهما. فاعتبر ريفي ان الضاهر قد خرج على منظومة التحالف السياسية. ثم ان الشخصيات التي يتواصل معها ريفي قد لا توافق التحالف مع الضاهر وبذلك فان الاحتمال الوحيد هو ان يفتش الضاهر عن اسماء جديدة قابلة لخوض المعركة الانتخابية الى جانبه. وهذه الاسماء لم تتبلور حتى الان الا اذا اتجه حزب الكتائب الى تفعيل علاقته بالضاهر على الساحة العكارية.


على مدار الساعة
على مدار الساعة
اشترك بالنشرة الاخبارية للموقع عبر البريد الالكتروني