البابا فرنسيس غادر الاردن متوجها الى بيت لحم: أجدد ندائي المفعم بمشاعر القلق من أجل السلام في سوريا والحل بالحوار والاعتدال

09:322014/05/25
A
|
A
|







وطنية - الاردن - غادر قداسة البابا فرنسيس الأردن عند الثامنة من صباح اليوم، متوجها الى بيت لحم على متن مروحية عسكرية اردنية، ورافقه على ارض المطار الملك عبدالله الثاني.وتشكل هذه المحطة الثانية من رحلة البابا الأولى الى منطقة الشرق الأوسط زيارة "حج وصلاة" كما وصفها قداسته، مشددا على "طابعها الديني البحت المتمثل باحياء الذكرى الخمسين للقاء التاريخي بين البابا بولس السادس رأس الكنيسة الكاثوليكية والبطريرك اثيناغوراس رأس الكنيسة الأرثوذكسية".وسيشكل اللقاء الذي سيتم مساء اليوم في القدس بين قداسة البابا فرنسيس وبطريرك المسكوني للقسطنطنية برتلماوس، في حضور ممثلين عن 13 كنيسة في القدس، النقطة الأهم في هذه الزيارة التي اختار قداسته ان يكون شعارها "ليكونوا واحدا"، وتجسدت بصورة القديسين بطرس واندراوس على متن قارب واحد كرمز على ضرورة وحدة الكنائس.وكان البابا اختتم زيارته الى الأردن بلقائه اللاجئين من العراق وسوريا والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة في كنيسة المعمودية للاتين التي وضع حجر اساسها البابا بنديكتوس منذ خمس سنوات، في موقع معمودية السيد المسيح في بيتاني، حيث توجه اليهم بكلمة قال فيها: "لقد أردت وبقوة أن ألتقيكم خلال حجي أنتم الذين، وبسبب النزاعات الدامية، وجب عليكم ترك منازلكم ووطنكم لتجدوا ملجأ في أرض الأردن المضيافة؛ وفي الوقت عينه أردت أن ألتقيكم أنتم أيها الشباب الأعزاء الذين تختبرون ثقل محدودية الجسد. إن المكان الذي نتواجد فيه يذكرنا بمعمودية يسوع. بمجيئه إلى الأردن واعتماده على يد يوحنا، أظهر يسوع تواضعه ومشاركته للحالة البشرية: فقد انحنى علينا وبحبه يعيد إلينا الكرامة ويعطينا الخلاص. يدهشنا دائما تواضع يسوع، وانحناءه على الجراح البشرية ليشفيها. وبدورنا تلمسنا في العمق مآسي وجراح زمننا، لاسيما تلك التي تسببها النزاعات التي ما تزال مستمرة في الشرق الأوسط. أفكر أولا بسوريا الممزقة بصراع أخوي يدوم منذ ثلاث سنوات وقد حصد العديد من الضحايا مجبرا ملايين الأشخاص على اللجوء والنزوح الى بلدان أخرى".وتابع: "أشكر السلطات والشعب الأردني على الاستقبال السخي للأعداد الكبيرة جدا من اللاجئين القادمين من سوريا والعراق، كما يمتد شكري إلى جميع الذين يقدمون المساعدة والتضامن للاجئين. أفكر أيضا بعمل المحبة الذي تقوم به مؤسسات الكنيسة ك "كاريتاس" الأردن وغيرها، والتي من خلال مساعدة المحتاجين، وبدون تمييز على أساس المعتقد الديني والانتماء العرقي أو الإيديولوجي، تظهر بهاء الوجه المحب ليسوع الرحيم. ليبارككم جميعا الله القدير والرؤوف وليبارك كل جهد تقومون به لتخفيف الآلام التي تخلفها الحرب! أتوجه للمجتمع الدولي كي لا يترك الأردن وحده في مواجهة الأزمة الإنسانية الطارئة والناتجة عن وصول عدد مرتفع من اللاجئين إلى أرضه، وإنما ليواصل ويضاعف عمله في الدعم والمساعدة. كما وأجدد ندائي المفعم بمشاعر القلق من أجل السلام في سوريا. ليتوقف العنف وليحترم القانون الإنساني من خلال تأمين العناية الضرورية للشعوب المتألمة! ليتخل الجميع عن اللجوء إلى السلاح لحل المشاكل وليعودوا إلى درب التفاوض. في الواقع، إن الحل، في الواقع، يمكن أن يأتي فقط من خلال الحوار والاعتدال والرأفة حيال المتألمين، ومن البحث عن حل سياسي، ومن الشعور بالمسؤولية تجاه الإخوة".وختم البابا: "اسألكم أيها الشباب أن تتحدوا معي بالصلاة من أجل السلام. يمكنكم أن تفعلوا ذلك أيضا من خلال تقديم أتعابكم اليومية لله فتصبح هكذا صلاتكم ثمينة وفاعلة بخاصة. وأشجعكم كذلك على التعاون، من خلال التزامكم وحس المسؤولية في بناء مجتمع يحترم الأكثر ضعفا، والمرضى والأطفال والمسنين. كونوا علامة رجاء! أنتم في قلب الله وفي صلواتي، وأشكركم على حضوركم الكثيف والحار! في ختام هذا اللقاء، أجدد الأمنية بأن يتغلب المنطق والاعتدال، وأن تجد سوريا مجددا طريق السلام بمساعدة المجتمع الدولي. ليهدي الله من يمارسون العنف ومن لديهم مشاريع حرب، وليقوي قلوب صانعي السلام وعقولهم وليكافئهم بكل بركة".


على مدار الساعة
على مدار الساعة
اشترك بالنشرة الاخبارية للموقع عبر البريد الالكتروني