SUN, 16-3-2025

البطريرك الراعي على خطى المسيح.. متجاوزاً المشوشين..

18:452014/05/24







المحامي جوزيف أبو شرف -حاملا ايمانه وصليبه، يتوجه بطريرك انطاكية وسائر المشرق الكادرينال ماربشارة بطرس الراعي الى الاراضي المقدسة، مطمئنا الخائفين، محاوراالمتسائلين ومتجاوزا المشوشين، في زيارة رعوية مقدسة، للصلاة لا للسياسة يتفقد رعيته ورعاياه الموارنة المشرقيين المقدسيين وهو بطريركهم وللموارنة هناك مطرانية ومطران.فبعد ان جال في كل لبنان من شماله الى جنوبه، وعبر القارات من مشارق الدنيا الى مغاربها سعيا وراء كل مسيحي وماروني، حاملا معه رسالة الشراكة والمحبة لم ترهبه مخاطر او تؤخره مسافة او يعيقه انتقاد فكان في العراق ومصر وسوريا وغيرها، ها هو ذاهب غدا في رحلة حج الى فلسطين تقوده الى زهرة المدائن، الى القدس، ليقول لاهلها ان القدس باقية لابنائها عربية اصيلة والمسيحيون جزء اساسي من مكوناتها ولو انخفض عددهم دون الخط الاحمر.يوم ذهب البطريرك الى سوريا قامت قيامة بعض الغيارى وغيرهم على انه ذاهب الى النظام السوري، فرماه بالسهام من كانوا من اشد مناصري النظام يوم كان البطريرك الراعي الى جانب البطريرك صفير من عتاة مقاوميه الى بعض القيادات المسيحية المهجرة والمسجونة حتى بدت بكركي ومطرانية بلاد جبيل اخر مساحة للحرية في لبنان. فماذا كانت النتيجة غير تثبيت المسيحيين في ايمانهم وترسيخهم في ارضهم بعد موجة الهجرة المسيحية من فلسطين والعراق وسوريا الى بقاع الارض. ان هذه الزيارة الى الاراضي المقدسة ليست للتفاوض مع الاسرائيليين او لتأكيد احتلالهم وانما لشد ازر من بقي هناك من فلسطينيين عرب، مسيحيين ومسلمين، وليقول لهم: هذه ارض المسيح ارضنا ولن نتركها او نتخلى عنها، فهنا نشأ وعاش السيد المسيح، وهنا آياته وقبره، هنا بيت لحم وكفرناحوم، هنا كنيسة القيامة والقبر المقدس وليقول لهم ايضا: انا آت اليكم، اصمدوا هنا رغم الاضطهاد والمضايقات لا تيأسوا ولا تهاجروا، فقيامتكم آتية وستدحرجون الحجر وتظهرون الحق والحقيقة وانكم انتم كما انا رسل المسيح، نحن الشراكة والمحبة، نحن الايمان والوطنية، فحذار الخوف والاستسلام للباطل والاحتلال الذي هو الى زوال مهما طال الزمن. فهل المطلوب منه ان يقول لهم تدبروا امركم لا علاقة لنا بهذه الارض وهي ليست لنا ما دام المحتل رابضا عليها يحتلها. انها زيارة كنسية انسانية يساعده في نشر قناعته وجود قداسة البابا فرنسيس وصحبه حاملين رسالة المسيح: اذهبوا الى اقاصي الاراضي وبشروا الناس باسمي.ليس البطريرك الراعي من يفرط بالثوابت الايمانية والوطنية او يساوم على الارض التي رواها دم السيد المسيح مع من صلبه ليظهر لهم مجده بالقيامة.ان رأس الكنيسة المارونية ذاهب الى المسلمين ايضا ليقول لهم نحن شركاء وكما ثرتم على الوثينة، نحن كلنا ثوار على الظلم ومغتصبي الحق.منذ نصف قرن بدأ البطريرك الراعي مسيرته الكنسية راهبا ومطرانا وبطريركا وكاردينالا، فما حاد عن درب المسيح المعلم. بشر بالايمان حيث القلوب بحاجة الى ايمان ونادى بالوطنية والحرية المتلازمتين والايمان.من حملايا الى روما ومن عمشيت حتى بكركي سعى البطريرك وراء هدفين: الله ولبنان. ما فصل الوطنية عن الايمان فجعل المذبح منبرا، منه يحث المسيحيين على التعلق بصليبهم والتشبث بارضهم ويدعوهم الى عدم الاستسلام والارتهان، والى التضحية في سبيل السيادة والحرية والاستقلال، اذ مرت على لبنان مراحل اصعب وادهى، وكانت له في كل مرة قيامة لان صلاة الاباء والقديسين ومقاومة شعبه وعناده كان لها سماعا في السماء.البطريرك الراعي ذاهب الى فلسطين لا الى اسرائيل وهو سيستقبل رأس الكنيسة الكاثوليكية في العالم لا مسؤولي الكيان الصهيوني.اين هي خطيئة البطريرك اذ اتيح له ان يطأ ارضا مقدسة، ويقبل ترابا مقدسا ويصرخ الحق عاليا: هذه ارضنا وهذا حقنا ولن نتخلى عنها مهما غلت التضحيات.وبدل التشجيع والتأييد يرتفع صوت من هنا وآخر من هناك ناصحا او محذرا ولا ندري اذا كان خوفا على البطريرك او من البطريرك.كل مرة يسجل البطريرك موقفا او يخطو خطوة ناجحة، ينبري من يحاول تفشيلها بالتفسير والتأويل وحتى بالتجني احيانا.وفي وقت نرى معظم الانظمة العربية تفتش عن وسيلة للتعامل مع اسرائيل من تحت الطاولة ام من فوقها، نرى البطريرك يؤكد على عناده بالحق علانا وجهارا لا شيء عنده يخفيه او يواربه، بل يقول عاليا: يجب اعادة الحق الى اصحابه لان العدالة هي اساس بنيان المجتمع.نحن اليوم في مرحلة صعبة والمطلوب تصفية النوايا وعدم التشكيك برجالاتناالكبار، ومساعدتهم على حمل الاعباء، لا تحميلهم ما لا يحتمل لينؤوا تحتها،فنقوّل البطريرك ما لم يقل، ونفعّله ما لم يفعل، تحقيقا لغاية غير سليمة.ان من اعطي له مجد لبنان لجدير بما اعطي.وان كان البطريرك الراعي يحمل مجد لبنان فلانه مجد لبنان.

على مدار الساعة
على مدار الساعة
اشترك بالنشرة الاخبارية للموقع عبر البريد الالكتروني