SAT, 15-3-2025

بقرادوني: المنطقة ولبنان متجهان إلى حالة انفراج والعماد عون الأوفر حظاً للرئاسة

11:492014/05/29







بول باسيل -مع تعثّر وتردُّد فريق لبناني أساسي في مجاراة أحداث المنطقة وتحولاتها، وبعد فشل رهاناته السياسية على تغيير المعادلات الداخلية انطلاقاً من الحراك الخارجي، ورغم إبقاء اليد مفتوحة لملاقاته في منتصف الطريق، بات اللبنانيون ملزمين على إعادة تكوين السلطة/ الدستور في وطنهم لتحصين هذا الداخل من الخارج وتحولاته، إذ لا يجوز أن تبقى مكونات الدولة كلها مرتبطة بمزاجية شخص قاصر عن اتخاذ قرار سيادي، فـ"الطائف" الذي فرض على اللبنانيين بالقوة ضمن معادلة سورية للأمن والسعودية للاقتصاد اختلت مداميكه منذ العام 2005.. وفاصلة العماد عون التي طرحها عام 1989 باتت أكثر من ضرورية نتيجة عيوب الطائف في أكثر من استحقاق، فالفواصل وعالنوازل التي تعيق تطبيق سير المؤسسات يجب إزالتها.. و"الطائف" ليس بكتاب مقدس، و"السبت" لخدمة الإنسان لا العكس. عن تحوّلات المنطقة وأجواء التلاقي بين اللبنانيين، التقت جريدة "الثبات" رئيس حزب الكتائب السابق كريم بقرادوني، وإليكم أبرز ما جاء في الحوار:برأي الوزير السابق كريم بقرادوني دخول لبنان حالة الشغور في سدة الرئاسة الأولى لا يعني عدم إمكانية حصول الإنفراج، وسياسة "عض الأصابع" التي تمارسها القوى السياسية لتحصين الشروط هي من لوازم أي مفاوضات سياسية تحصل بالعموم، ويرى أن التوافق بين "تيار المستقبل" و"التيار الوطني الحر" سيكون حجر الزاوية في هذا الانفراج الذي لا بد منه.نسأل بقرادوني عما إذا كان وصول العماد عون إلى سُدة الرئاسة ستكون محصلة طبيعية لهذا التفاهم، أم أن الأمور ما زالت رمادية وخاضعة للمد والجزر؟ يرد المحامي بقرادوني: "وفق ما يبدو لي الجنرال عون هو الأوفر حظاً".لحماية الديمقراطيةوماذا عن تعثُّر اللبنانيين عند كل مفترق دستوري، سواء لجهة الانتخابات النيابية أم استحقاق رئاسي، فهل سنتجه إلى تعديلات جوهرية في اتفاق الطائف مع سقوط أحد عواميده الإقليمية منذ العام 2005؟ يجيبنا المحامي بقرادوني مبدياً ملاحظتين موضوعية وسياسية، "في الأولى، قبل اتفاق الطائف لم يحصل الشغور في سدة الرئاسة إلا مرة واحدة، بدءاً من الرئيس بشارة الخوري وصولاً للرئيس أمين الجميل، سبعة عهود لم يحصل فيها شغور إلا مرة واحدة في العام 1988، ونتيجة وطأة الحرب اللبنانية وتفرعاتها، أما الشغور الرئاسي منذ اتفاق الطائف فقد حصل مرتين في غضون ثلاث رئاسات"، يضيف بقرادوني: "نسبة الشغور ارتفعت بعد الطائف أكثر بكثير مما كانت عليه قبله، ما يعني أنه يوجد خلل فيه لا بد من تصحيحه، وبالتالي أرجّح أن اليوم، ومع معالجة الانتخابات الرئاسية، سيُعتمد، حيث لا يبقى الشغور على الانتخاب، فالطائف بحاجة إلى تعديل وهذا كاستنتاج موضوعي، أما في الاستنتاج السياسي فلعله اليوم هذا المجلس النيابي لا يمكنه أن يفرز رئيساً، ولهذا السبب هناك إمكانية لإجراء انتخابات نيابية جديدة مع اقتراب الاستحقاق النيابي في آب المقبل".ومع ترجيح بقرادوني حصول الانتخابات النيابية، سألناه عن ضرورة تعديل قانون الانتخابات، يقول: "إذا حصلت توافقات كبيرة، بالإمكان تعديله، طبعاً، القانون النسبي يحفظ الأقليات من إجحاف الأكثريات، ويخفف من التشنجات ما بين الطوائف وداخل كل طائفة، وفي حال بقيت سدة الرئاسة الأولى شاغرة فترة طويلة، سيمدَّد للمجلس النيابي الحالي".برأي المحامي بقرادوني الانتخاب يعني تعطيلاً للشغور، وبالتالي لا يجوز تعطيل الانتخابات النيابية مرة أخرى، والأفضل أن نتوجه إلى إقرار قانون نسبي".وماذا عن التحولات الإقليمية وانعكاسها على المشهد اللبناني؟ يقول: "يبدو أن الاستقرار في لبنان حاجة لكل الدول الإقليمية، ولكل الدول الخارجية، ولكني أيضاً أعتقد أنهم لا يهتمون كثيراً في مسألة الديمقراطية في لبنان، جلّ ما يريدونه هو الاستقرار، لهذا السبب نحن علينا كلبنانيين الاهتمام بمسألة الديمقراطية.سقوط الأسد.. سقطأما بخصوص الأزمة السورية، والاتجاه المؤكد لوصول الرئيس بشار الأسد في الانتخابات الرئاسية في سورية، وانعكاس ذلك على لبنان والمنطقة، يعتبر بقرادوني أن إعادة انتخابه يعطي ضمانة لاستمرار الاستقرار في لبنان، لأنه البديل عن بشار الأسد هو إما الفوضى وإما التطرف.. وفي هاتين الحالتين يتضرر لبنان سواء انتصر التطرف الديني في سورية أو دبت الفوضى الممنهجة فيها وفي المنطقة، ولهذا السبب أعتقد أن انتخاب الأسد هو استمرار للاستقرار في وطننا.الإرهاب أولويةوعن التحولات في المنطقة والعالم، يرى كريم بقرادوني أن وطأة الإرهاب على شعوب العالم ودولها بدأ يقلق الحكومات، "ومنطق إسقاط سورية كنظام لم يعد مطروحاً من قبل الدول الكبرى وتجاوزته الأحداث لصالح منطق "محاربة الإرهاب"، وهذا ما يمكن ملامسته من خلال التصاريح السياسية للدول المعنية في المنطقة، واليوم الخوف من تفاقم الإرهاب وانتقاله إلى دول الخليج وروسيا وأوروبا أصبح الهم الدولي الأول، واليوم باتت دمشق الخط الدفاعي الأول في مواجهة الإرهاب الدولي".وماذا عن الربيع العربي؟ نسأله، يجيبنا بقرادوني بأن المفهوم لناحية الإصلاحات السياسية ما زال مطلوباً وضرورة للجميع، أما إذا كان الربيع العربي دفعاً للتطرف الديني، فهو ضرر للجميع، ويقول: "أنا مع الإصلاحات السياسية والاجتماعية التي نادى بها الربيع العربي في بداياته، لكنني ضد الأضرار التي خلقها التطرف الديني الذي ظهر، وبرأيي بدأ يتراجع منسوبه، ولهذا السبب الإصلاح ضروري والتطرف ضرر".النموذج اللبناني يربط بقرادوني المشهد اللبناني بالصورة الإقليمية والدولية، برأيه لا يجوز ترك التطرف أن يتغلب على التعايش، وبات نموذع العيش المشترك اللبناني وصفة للمشاكل في المنطقة والعالم.. وليس نموذجاً يجب إسقاطه في لبنان، وكل المنطقة بحاجة اليوم لعيش مشترك ديني أو إنساني أو الطبقات، وباتت نظرية العي ...

على مدار الساعة
على مدار الساعة
اشترك بالنشرة الاخبارية للموقع عبر البريد الالكتروني