| - محمد دهشة -تراجع رئيس بلدية عبرا وليد مشنتف عن التعميم الذي اصدره قبل نحو اسبوعين بضرورة مراعاة حرمة شهر رمضان الفضيل بالطلب من جميع المقيمين ضمن نطاقها البلدي وبخاصة المقاهي والمطاعم عدم المجاهرة بالافطار، وذلك تحت ضغط الضجة السياسية التي اثيرت حول خلفية التعميم الذي كان ليمر مرور الكرام لولا الاقتباس فيه والمكان، مؤكدا انه بات غير ساري المفعول.الغاء التعميم الذي اوقف الضجة السياسية والجدل الاعلامي بعدما ادلى كل طرف سياسي بدلوه حوله منتقدا حينا ومنوها حينا آخر، فيما كان "الصامت الاكبر" دار الافتاء الاسلامية في صيدا، لكنه طرح تساؤلات كثيرة حوله فهل ما اقدم عليه مشنتف يعتبر سابقة خطيرة تشجع بلديات اخرى على الحذو حذوه، وقد فعلت طرابلس ذلك، فيما بلدية صيدا اكدت لـ ـ"صدى البلد"، ان الموضوع غير وارد، الا اذا طلب مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان ذلك.ضريبة السياسةفي الشكل، فان التعميم لم يكن الزاميا وهو يدخل من باب "المجاملة" وكرسالة حرص على العيش المشترك، وفي المضمون، فان البعض يعتبر التعميم الزاميا، ولكن القانون اللبناني لا يفرض ضمن مواده اي مسألة لها علاقة بعدم المجاهرة بالطعام أو الشراب، يؤكد المحامي ايمن حسن البابا، مشيراً الى انّه اطلع على البيان، و"مضمونه يعبّر عن لياقة واحترام لمشاعر المسلمين الصائمين، ولا يوجد فيه أي توجّه بالغصب أو بالكراهة لأحد بعدم المجاهرة بالطعام"، معتبراً أن البيان أتى "كرسالة إنسانية من معتقد إيماني وتقبّل الآخر، وبالتالي لا مشكلة قانونية فيه".وفي السياسة، سؤال يُطرح، فهل دفع مشنتف ضريبة الخلافات الصيداوية، اذ بدا تعميمه وكأنه جاء استجابة لطلب من مفتي صيدا واقضيتها الشيخ احمد نصار (المعين من قبل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني)، وفُسر بأنه انحياز لطرف دون آخر.ضحية المكانفي أوساط الصيداويين يُحكى انّ رئيس البلدية وقع ايضا ضحية المكان اي عبرا التي كانت موئلا لظاهرة الشيخ الفار من وجه العدالة احمد الاسير. وبين ضريبة السياسة وضحية المكان، يرى البعض الآخر بأن الخطأ الوحيد والذي تحول الى "خطيئة"، يكمن في التعميم نفسه اذ جاء مقتبسا من رسالة بعثها المفتي نصار الى عدد من رؤساء البلديات والهيئات الاجتماعية والتجارية من اجل الايعاز لوضع زينة شهر رمضان وكذلك الطلب من اصحاب المطاعم والمقاهي عدم الاجهار بالافطار.خطأ وتوضيحفي المحصلة، بلدية عبرا تفاجأت بالضجة وابلغت "البلد" انها لم تتعرض لاي ضغوط لاصدار التعميم، والدليل ان رسالة المفتي نصار اليها تضمنت خطأ اسم رئيس البلدية فجاءت موجهة الى الرئيس الاسبق فوزي مشنتف وليس الى الرئيس الحالي وليد مشنتف، وان الاقتباس واستخدام ذات العبارات جاءا لاعتماد الصيغة الدينية المناسبة وليس استجابة كما روج البعض.واوضح مشنتف أن التعميم الصادر عن البلدية "لم يكن هدفه فرض اي امر بقدر ما هو تمن بمحبة انطلاقا من احترام معتقدات الغير، سيما وأن المقيمين ضمن نطاق عبرا معظمهم من الأخوة المسلمين، فضلا عن كونه تأكيدا على العيش المشترك"، مستغربا الصيد في المياه العكرة، وتحويل الموضوع إلى سياسي وطائفي، فيما اكد المفتي نصار، انه ارسل الرسائل الى عدد من بلديات شرق صيدا وعدد من الجمعيات، معتبرا هذا العمل اجراء عاديا وطبيعيا، متهماً من يتحدث بالموضوع على انه يثير النعرات الطائفية.وتلقفت القوى السياسية الصيداوية الضجة، فتيار "المستقبل" التزم الصمت المطبق ولم يعلق، كما فعلت دار الافتاء الاسلامية في صيدا والمفتي سوسان، بينما القوى السياسية الاخرى علقت بين التأييد والاعتراض والاستغراب، واعتبر الامين العام لـ "التنظيم الشعبي الناصري" الدكتور اسامة سعد انه يتعارض مع الحريات الشخصية، كما يتعارض مع القوانين اللبنانية ومع شرعة حقوق الإنسان ومن غير الجائز لأي كان أن يسعى لفرض آرائه ومعتقداته على الآخرين بأي وسيلة من الوسائل.بينما استغرب المسؤول السياسي لـ "الجماعة الاسلامية" في الجنوب الدكتور بسام حمود الضجة الكبرى التي أثيرت حوله، قائلاً "لقد قامت الدنيا ولم تقعد لبيان يغلب عليه طابع المجاملة الطيبة، والكل يدرك أنه لا يحمل صفة الإلزام". ويتابع "إذا قام رئيس بلدية عبرا باصدار تعميم لمراعاة حرمة الشهر الفضيل وعدم المجاهرة بالافطار ونحن نعلم أن معظم قاطني عبرا من أهل صيدا وإن كانت البلدية برئاسة اخواننا المسيحيين، وهو يوجه كلامه إلى المسلمين قبل المسيحيين، يشهر في وجهه سيف التشهير والاتهام، أليس هذا ارهابا فكريا؟".واكد تيار "الفجر" برئاسة الحاج عبدالله الترياقي ان التعميم ارخى بظلاله الايجابية على أهالي منطقة صيدا وعمّم مشاعر التضامن بين السكان على اختلاف انتماءاتهم الطائفية والمناطقية، إلا أن بعض أرباب الفتنة وبعض أصحاب الغرض السياسي عملوا على تعكير هذه الاجواء الايجابية. |
لماذا تراجعت بلدية عبرا عن قرارها؟
Share
Tweet
Send