كم هي قاسية رحلتك الأخيرة (بقلم النائب إميل رحمة)

14:482014/06/29







هادراً كشلال جزين، عذباً كمياهه، رحباً كالجنوب الذي أحب بتبغه، وزيتونه، وكل نبتة من نباتاته، عاصياً ككسروان الذي احتضنه مذ أبصرت عيناه نور الحياة، ماضياً كسيف العدالة، فيصلاً يجيد التمييز بين الحق والباطل، ابن لبنان البار المؤتمن على رسالته الإنسانية ودوره الحضاري، والناسج خيوط التواصل والحوار مع الآخر المختلف. فهو مسيحي ـ مسلم في آن، وطني الانتماء، لا يترك للحقد أن يأخذه إلى المطارح التي يأبى التحصن فيها، بل يروّضه بعمق المحبة، التي شكّلت أحد مكونات شخصيته.انه ميشال الحلو، الإنسان، المحامي، الأديب والشاعر، فالنائب الذي عرفته منذ زمن طويل، وخبرت معدنه، ووقفت على مكنونات صدره، واكتشفت انه مجموعة رجال في رجل واحد، تجمعت في شخصه منظومة متكاملة من مواهب وقدرات يندر العثور عليها.لم يبق لي سوى الصلاة أتلوها، وأنا منخطف إلى الذكريات، وإلى تلك الأيام التي واجهناها بثبات وإرادة صلبة رغم قساوتها... ولا أكتمك سراً إن قلت اني منجذب إليها ولا أرغب في مغادرتها، فهي ما تبقى لنا في هذه الأيام العجاف التي تشدّ الخناق على عنق الوطن الذي أحببناه والتزمنا خدمته معاً حتى الرمق الأخير.كم هي قاسية الرحلة الأخيرة من غزير إلى جزين.. وكم أنا حزين.. حزين.. فإلى الملتقى يا حبيب الروح...www.assafir.com

على مدار الساعة
على مدار الساعة
اشترك بالنشرة الاخبارية للموقع عبر البريد الالكتروني