| ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداسا احتفاليا في بازيليك سيدة لبنان - حريصا، لمناسبة اختتام احتفالات الذكرى السنوية الاولى لتكريس لبنان والشرق لقلب مريم الطاهر، بدعوة من مزار سيدة لبنان - حريصا ورابطة الاخويات في لبنان ولجنتي الجماعات المريمية والحركة الكهنوتية المريمية، بمشاركة السفير البابوي المونسينيور غبريال كاتشيا، بطريرك السريان الكاثوليك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، بطريرك الارمن الكاثوليك نرسيس بدروس التاسع عشر، اعضاء مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في لبنان ولفيف من الكهنة، الامين العام لمجلس بطاركة الشرق الكاثوليك الاب خليل علوان، في حضور قائمقام كسروان - الفتوح جوزيف منصور، وفود شعبية من مختلف المناطق ورابطة الاخويات والجماعات المريمية من المؤمنين.العظةثم ألقى الراعي عظة بعنوان: "إذهبوا: تلمذوا كل الأمم وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس" (متى28: 19)، ومما جاء فيها: "يسعدنا أن نلتقي في بازيليك سيدة لبنان - حريصا، بين يدي أمنا مريم العذراء، لأربع غايات: لنحتفل بعيد الثالوث الأقدس، الآب والابن والروح القدس، الإله الواحد في الجوهر، ولنجدد تكريس لبنان وبلدان الشرق الأوسط لقلب مريم الطاهر، من بعد أن احتفلنا بالتكريس الأول في مثل هذا اليوم من السنة الماضية، ولنرفع ذبيحة الشكر لله الذي حمى بنعمة عنايته وطننا من المخاطر الصعبة، بفضل تشفع أمنا مريم وقديسينا المتلألئين في مجد السماء، ولنلتزم بالرسالة التي أوكلها الرب يسوع إلى الكنيسة وإلينا: "إذهبوا وتلمذوا كل الأمم، وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس، وعلموهم كل ما أوصيتكم به. وها أنا معكم طول الأيام إلى نهاية العالم" (متى 28: 19-20). إننا نحتفل بعيد الثالوث الأقدس: "الآب الذي أحبنا وخلقنا، والابن الذي أحبنا وخلصنا، والروح القدس الذي أحبنا وقدسنا. فنسجد ونسبح، ونمجد ونشكر الإله الواحد المثلث الأقانيم، الله المحبة. وندرك في هذا اليوم أننا شعب المحبة، كما يدعونا الرسول يوحنا الحبيب: "الله محبة. من ثبت في المحبة ثبت في الله، وثبت الله فيه" (1يو4: 16).أضاف: "سر الثالوث الأقدس هو سر الشركة والمحبة ومحور الإيمان والحياة المسيحية. والمسيحيون مدعوون للمشاركة في حياة الثالوث السعيدة: فينفتحون على محبة الآب التي تظللهم، وعلى نعمة الابن التي تخلصهم، وعلى عطية الروح القدس الذي يحقق فيهم ثمار الفداء ويقدسهم. هذا ما ينبغي أن نتذكره في كل مرة نرسم إشارة الصليب أكان في بداية أي عمل، أم في نهايته، فيأتي كل شيء تمجيدا لله الواحد والثالوث.ليس الثالوث بعيدا عنا، بل يجعل سكناه في قلب كل مؤمن ومؤمنة يحب المسيح ويحفظ كلامه ووصاياه، كما أوضح الرب في الإنجيل: "من يحبني يحفظ كلمتي، أنا أحبه وأبي يحبه، وإليه نأتي، وعنده نجعل لنا منزلا" (يو14: 23). نكرس اليوم من جديد لقلب مريم الطاهر "وطننا لبنان وبلدان الشرق الأوسط، ملتمسين الخلاص الروحي والزمني لشعوبها، والسلام والاستقرار فيها، ونهاية الحرب والعنف والإرهاب على أرضها. يأتي تجديد التكريس هذا بعد سنة توالى فيها فعل التكريس شهريا على يد جماعات من المؤمنين كانت تلتقي في هذا المعبد المقدس، وبعد تساعية إستعدادية بدأت في الخامس من الجاري وختمت بمسيرة صلاة وتوبة ليلة أمس، من ساحة بكركي إلى هذا المعبد، وتلاها سجود للقربان الأقدس طوال الليل على نية لبنان، وبخاصة من أجل انتخاب رئيس جديد للجمهورية. إن الشعب اللبناني يشكو همه أمام أمنا السماوية، فهو لا يقبل بأي شكل إهمال نواب الأمة واجبهم الأساسي بانتخاب رئيس للبلاد، ولا يرضى بأن ينتهك الدستور والميثاق الوطني من دون أي رادع ضمير، وبأن تنتهك بالتالي كرامة الشعب والوطن. لقد سئمنا كلنا هذه الممارسة السياسية المنافية لكل الأصول الديموقراطية والدستورية والميثاقية. وإننا من جديد ندعو المعنيين إلى مبادرة للحل شجاعة ومتجردة ومسؤولة. إن هذه الصرخة ترفع من المسيحيين والمسلمين الذين يلتقون على محبة مريم وتكريمها".أضاف: "إن تكريس لبنان والمنطقة ، يبدأ أولا بتكريس ذواتنا لله على يد أمنا مريم العذراء، فنلتزم بحياة مسيحية صالحة، بعيدة عن حالة الخطيئة، وغنية بالنعمة الإلهية. نكرس عقولنا للحقيقة وننقيها من كل كذب وضلال واحتيال، ونكرس إرادتنا للخير، وننقيها من كل ميل إلى الشر، ونكرس قلوبنا للمحبة، وننقيها من كل حقد وبغض وعداوة".وتابع: "نكرس عائلاتنا لكي تظل "كنائس بيتية" تعلم الصلاة وتنقل الإيمان من جيل إلى جيل؛ "ومدارس طبيعية" للتربية على القيم الإنسانية والأخلاقية، و"خلايا حية للمجتمع" يولد منها مواطنون مخلصون، منفتحون على روح الأخوة والترابط والتضامن؛ ومشاتل للدعوات المقدسة، للحياة المكرسة والكهنوت.نكرس أبرشياتنا ورعايانا، على يد أساقفتها وكهنتها، لكي تتجلى فيها كنيسة المسيح، كعلامةٍ وأداة لحضور الله الخلاصي في العالم، فيبدد، من خلالها، نور المسيح، ظلمات الخطيئة والشر والفساد".واضاف: "إن فعل التكريس، الذي نحتفل بتجديده اليوم، ينبغي أن نواصله كل يوم، فنتبنى شعار القديس البابا يوحنا بولس الثاني في تكريس ذاته للعذراء، الذي استمد منه كل القوة والنور حتى آخر نسمة من حياته: "كلي لك".وقال: "لقد وضعت الحركة الكهنوتية المريمية، لهذه السنة، مشكورة، كتيبا بعنوان "لبنان أكثر من وطن، إنه رسالة"، لإحياء الذكرى السنوية الأولى لتكريس لبنان والشرق لقلب مريم الطاهر. وفيه نماذج عن أفعال التكريس التي دعونا إليها".وتابع: "يذكرنا هذا الكتيب بأن التكريس لقلب مريم الطاهر مطلب من سيدتنا مريم العذراء نفسها في ظهوراتها في بلدة فاطيما بالبرتغال لثلاثة رعيان صغار. وقد ظهرت شهريا ست مرات من 13 أيار إلى 13 تشرين الأول 1917. فبعد أن حذرت من خطرين كبيرين: هلاك ... |
الراعي دعا المعنيين الى مبادرة شجاعة ومتجردة لانتخاب رئيس
Share
Tweet
Send