فيصل كرامي في ذكرى اغتيال عمه: طرح جعجع رئيسا للبلاد هو نسف لمواثيق العيش المشترك

20:332014/06/01







جدد الوزير فيصل كرامي موقفه من ترشح سمير جعجع لرئاسة الجمهورية، معتبرا ترشحه "عار على الديمقراطية، وعلى العدالة في لبنان، ونسف لمواثيق العيش المشترك"، لافتا أعلى المرجعيات المارونية الى أن "الطائفة المارونية الكريمة فيها الكثير من الشخصيات المؤهلة لهذا المنصب، ولم يكن ضروريا ترشيح مجرم قتل أحد أبرز وأهم زعماء الطائفة السنية في الجمهورية اللبنانية".وإذ أكد "فشل التوافق القائم على معادلات التحاصص المذهبي"، اعتبر انه "لا يوجد بلد في العالم يمكن اختصاره بعدد من أمراء الطوائف"، لافتا الى "أن كل ما صدر عن طاولات الحوار غير دستوري، ولا قيمة له إلا في حال تصديقه من المؤسسات الدستورية".وقال: " لن نقبل بعد اليوم بتطبيق مشوه للدستور، ولن نقبل بقانون انتخابات مخالف للدستور يلغي القوى الحية في المجتمع ويحول هذه الانتخابات الى تعيينات"، معلنا "مباركته الخطة الأمنية الأخيرة في طرابلس، رغم كل الشوائب"، مشيرا إلى أنها "أنهت جولات القتال العبثي، وأوقفت الفجور السياسي الذي استعمل دم الناس وأرزاقهم في لعبة دموية مزدوجة"، مؤكدا "أن اكتمال هذه الخطة لا يكون إلا عبر متابعة قضائية جدية لملف جريمتي التفجير في مسجدي السلام والتقوى، وأن طرابلس لن ترضى بأقل من العدالة تجاه دم أهلنا الذين استشهدوا في بيتين من بيوت الله في وضح النهار".كلام كرامي جاء خلال مهرجان شعبي حاشد في مناسبة الذكرى 27 لاغتيال الرئيس الشهيد رشيد كرامي، في باحة قصر عبد الحميد كرامي في كرم القلة، تخلله إطلاق مفرقعات نارية، وأهازيج شعبية، ومشاركة حشود قدرت بعشرات الألوف، في حضور ممثلين عن: الرئيسين اميل لحود ونجيب ميقاتي، رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" العماد ميشال عون وعن وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني، وعن النواب محمد الصفدي، طلال ارسلان، سليمان فرنجية وأحمد كرامي، الوزير السابق عبد الرحيم مراد وعدد من النواب السابقين، إضافة إلى حضور رؤساء بلديات ومخاتير، ورجال دين مسلمين ومسيحيين، وفاعليات وحشود من أبناء طرابلس والشمال.البداية كانت بتلاوة مباركة من آيات من الذكر الحكيم للشيخ يوسف الديك، ثم النشيد الوطني، فكلمة لعريف الاحتفال المحامي رشيد كركر، قال فيها: "منذ 27 عاما إرتفع الرئيس رشيد كرامي إلى ربه شهيدا، ومشى نعشه محمولا على أكفكم، معطرا بماء وضوئه ودموع محبتكم، مكفنا بثياب العابدين، صائما عن طيبات الدنيا، شاهدا على مكانة الرشيد عند بارئه في قلوبكم، وعلى وضاعة قاتل نفذ جريمته وشرب نخبها خمرا ووحشية. القاتل معروف. القاتل هو مشروع الدويلات والفتن المتنقلة عبر تاريخ هذا البلد المضطرب. والقتيل معروف أيضا، الدولة ورجالها. الوطن ومقوماته. أرادوا اغتيال الدولة لتحل الدويلات أو ليحكم منطق الدويلات بدل الدولة".أضاف "منذ أيام، صمودكم ووفاؤكم أسقط حلمه بالحصول على عفو سياسي والوصول الى قصر بعبدا، فخرج من معركته يحمل لقبا واحدا: "قاتل برتبة مجرم، ولأن السياسة كانت للبيت الكرامي رسالة والتزاما بقضايا أمة ووطن، قيد لهذا البيت الكريم أن تلقى مسؤولية بناء الدولة، دولة الطائف الذي كتب أفكار الرشيد ونهجه الإصلاحي، على عاتق دولة الزعيم عمر كرامي، فحمل المسؤولية بحزم وعزم وعنفوان سيدون في صفحات التاريخ الذهبية. حل الميلشيات ووحد المؤسسات وحضن كل أبناء الوطن كرجل دولة بإمتياز، وحقق حلم أبيه المؤسس وشقيقه باني المؤسسات بأن أصبح لبنان عربي الهوى والهوية، لا ذا وجه عربي".وتابع "وعلى سنة كل من تصدر هذا البيت بقيت طرابلس قلبه وقالبه، لا بل كان حب طرابلس تهمته الوحيدة والمحببة. من مقاعد النواب ومنابر المجلس النيابي هو المعارض الذي ينتظر قوله الخصم والحليف. نعم بهكذا رجال تكون الدولة، وبهذا الأداء تبنى. وحتى حين انكشفت خيوط دلت على قاتل الرشيد، لم يطلب انتقاما ولا ثأرا، ولم يأت تصرفا واحدا يهدد الأمن والسلم الأهلي وهو القادر، بل طلب العدالة ووقف أمام محاكم دولته وقضائها كأي مواطن يرتجي حقه. وحين أرسلت الفتنة المذهبية نذرها المستطير، قبض على عروبته كالقابض على الجمر، ووقف بوجهها وتصدى لها بحكمة وعقل غير آبه بالثمن الذي سيدفع".وأردف "من هذا النسل وهذا الأصل خرج فيصل كرامي حائزا حنكة الرشيد وعنفوان عمر في السلطة إنجازاته شواهد، من الميناء في طرابلس إلى أقاصي بعلبك مرورا بجبيل وجونية وصولا الى بنت جبيل والجنوب المقاوم، بحيث باتت وزارة الشباب والرياضة وزارة لكل شباب لبنان على اختلاف إنتماءاتهم ولكل الرياضة، في السياسة آمن بسياسة اليد الممدودة بكرامة. في المواقف، لا إفراط ولا تفريط في الثوابت، عزز ثقة الحليف وحاز إعجاب المشككين. لم يكترث لكل الحسابات حين عصف الخطب مدينته، اعتبرها حربا عبثية، ووقف محملا من يجب أن يتحمل المسؤولية. لم ينصر طرفا على طرف وانتصر لمدينته. وفي النهاية انتصر موقفه ومنطقه. تؤلمه جراحات العروبة النازفة وكيد من تربص بآمال أمته بالتغيير، فحولها إلى سيل دم شوه التاريخ وعبث بالحاضر وهدد المستقبل. إسرائيل هي عدو أمته، ومقاومة غطرستها عنوان عزة وشموخ".ختم: "مدينتك في هذا اليوم من كل عام ترتدي حزنها، كفنت شهيدها بثوب الوفاء وأقسمت أن تبقى نابضة حبا وكرامة وهي ترفعه للسماء. ولا زالت تلك اللحظات التي ارتفع الشهيد فيها إلى مثواه الرفيع ماض فينا حتى الشمس، في كل عام وفي هذه اللحظات، تلملم بعضا من وهجها حزنا والبحر يكون أكثر سكونا وينثر دموعه زبدا وحبا. ونحن كما كل عام مثل هذه الشمس وهذا البحر، نحتاج كلماتك تمسح بعضا من حزننا، تكتب بعضا من آمالنا، ترسم لنا أفقا لا يشبه ماض قريب يعيش في الحاضر آخر لحظاته، بل مستقبلا مشرقا واعدا يقول إننا عروبيون وطنيون طرابلسيون إلى قلب المعادلة الوطنية".كراميث ...

على مدار الساعة
على مدار الساعة
اشترك بالنشرة الاخبارية للموقع عبر البريد الالكتروني