إطلاق النار في الأفراح والأتراح وكل المناسبات... ترويع للناس

11:382014/06/27
A
|
A
|

وسام اسماعيل


كأنه لا يكفي معاناة اهالي منطقة بعلبك - الهرمل من التوتر والقلق جراء الحوادث الامنية التي تمر فيها المنطقة منذ بدء الازمة السورية، حتى تداهمهم ظاهرة اطلاق العيارات النارية في الهواء من مختلف انواع الاسلحة في الافراح والاتراح وغيرها من المناسبات، من دون النظر الى أمن الناس وما ينتج من هذا العمل من قلق وخوف وذعر في نفوس المواطنين، وخصوصاً الاطفال والعجزة والمرضى، وتسببها بعدد ليس بالقليل من الضحايا.




قديماً، كان حمل السلاح امراً هادفاً، كإشارة واضحة للتواصل واعلان نوع الحدث في ظل عدم وجود وسيلة اسرع، حيث كان يعتمد اطلاق النيران للاعلان عن فرح او ترح ضمن وتيرة متعارف عليها لدى الجميع. ولكل مناسبة نمط من العيارات النارية في الهواء، يتمكن الاهالي من خلاله التعرف الى الهدف منه وتمييز نوع المناسبة ومعرفة اسباب اطلاق النيران، وفي اماكن محصورة لهذا العمل وضمن اوقات محدودة.

أما اليوم فاختلفت كل الموازين، اذ الغيت هذه العادات وانحرفت، وبات استعمالها عشوائيا مما يضعنا امام عادة متفشية غير متوارثة، وبات اطلاق العيارات النارية للتباهي وترويع الناس وتحصل في كل الاوقات وفي الطرق وخلال مواكب متنقلة وفي المناسبات حتى الولادات او نتائج الامتحانات، وآخرها في المونديال 2014!.

وتتكرر الظاهرة في شكل مستمر من خلال مواكب سيارة وعلى مرأى من الجميع، اذ يستخدمون نوافذ السيارات ويطلقون النار بـ"رشاش" طوال مرافقتهم لموكب العريس او في حال مرور جنازة ما.




حال يأس



ان تصل الحال بالمواطنين الى مرحلة الياس أمر في غاية الخطورة، وهذه حال اهالي مدينة بعلبك، الذين اعتبروا ان مشهد إطلاق العيارات النارية في الهواء ان كان بمناسبة او لا، بات مشهدا في غاية الخطورة، خصوصاً مرافقته في الكثير من الاحيان القذائف الصاروخية والقنابل اليدوية. والخطورة الأكبر ايضاً إطلاقها داخل الأحياء وبين المنازل، وبالتالي وقوع خسائر مادية وسقوط ضحايا في بعض الأحيان.

الجميع يطالب القوى الأمنية بمنع هذه الظاهرة الخطرة ووضع حد لها من خلال ضبط الامن وملاحقة مطلقي الرصاص وإحالتهم على القضاء المختص، لكي ينالوا العقوبات الرادعة. وهي ليست بالامر المستحيل واقل ما يمكن ان يتم توقيف العريس على سبيل المثال لا الحصر خلال اطلاق النار في حفل زفافه، ما قد يردع هذه الظاهرة ويمنع المشاركين باطلاق الرصاص، وهذه تجربة قد نجحت لسنوات عديدة في احدى البلدات بعدما اتبعها عناصر القوى الامنية. فإطلاق النيران والقذائف امر يدل الى الفوضى وغياب الدولة واجهزتها الامنية وكأنه متعمد.

الزميل بلال الموسوي فوجىء ظهر الجمعة الفائت خلال ركنه سيارته وسط ساحة بلدة النبي شيت بسقوط رصاصة طائشة مجهولة المصدر اخترقت سيارته في الزجاج الخلفي، حيث كاد ان يكون ضحية هذه الآفة. ويقول الموسوي "الطلق الناري اصاب السيارة في وقت تشهد ساحة البلدة حركة مواطنين كثيفة، متسائلا عمّن يتحمل مسؤولية تهديد حياة المواطنين فليس في كل الاحيان تحول العناية الاهية من دون وقوع ضحية".

ويرى الموسوي ان المسؤولية تعود بالدرجة الاولى على القوى الامنية التي لا تحرّك ساكنا امام هذه الظاهرة، وبالتعاون مع فاعليات المنطقة الحزبية والاجتماعية والدينية، ومؤكداً ان للأخيرة الدور المؤثر والفاعل في اعادة بناء ثقافة احترام حياة الآخرين وممتلكاتهم ونشر التوعية بين الناس وهدم هذه العادة القبيحة، كما أن للمثقفين دوراً كبيراً في ذلك.


- موقع لبنان الآن الإخباري

على مدار الساعة
على مدار الساعة
اشترك بالنشرة الاخبارية للموقع عبر البريد الالكتروني