آمال خليل-ناشط في «الجماعة الإسلامية» و«لحديّ» سابق أقدما فجر أمس على إطلاق ثلاثة صواريخ من الجنوب نحو شمالي فلسطين المحتلة. لم تكُن الحادثة مفاجئة، ولا سيما أنها تزامنت مع العدوان الذي يشنّه جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزّةآمال خليللم يكن مفاجئاً إطلاق الصواريخ الصباحية من الجنوب نحو شمالي فلسطين المحتلة. حتى المكان، أي خراج بلدة الماري في حاصبيا، كان متوقعاً أيضاً من أكثر من جهة أمنية. ففضلاً عن كون المنطقة شهدت سابقاً إطلاق صواريخ نحو الأراضي المحتلة، تزامنت «صلية» أمس مع العدوان الذي يشنّه جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزّة.أهل الماري استفاقوا عند الواحدة وعشر دقائق من فجر أمس على صوت إطلاق صاروخ. وبعد وقت قصير، مرّت سيارتا «رابيد» حمراء اللون وسيارة «جيب شيروكي» مسرعتين في البلدة، على ما يقول بعض أهاليها. بعد ساعات قليلة، أوقفت قوة من فرع المعلومات المدعو سْمَيْر حسين أبو قيس في منزله في الهبارية، بعد ورود معلومات عن مشاركته في إطلاق الصواريخ. مصدر أمني أوضح لـ«الأخبار» أن سيارة الـ«رابيد» التي يملكها أبو قيس تحركت من محيط مكان إطلاق الصواريخ باتجاه وسط البلدة. وتبيّن للعناصر الأمنية التي كشفت على السيارة أن بقعاً من الدماء تنتشر على المقعد الأمامي. وعلى خط مواز، دهمت قوة من استقصاء الجنوب مستشفى الأطباء في بلدة المنارة (البقاع الغربي) بعد الكشف عن وجود حسين عزت عطوي (46 عاماً، من الهبارية) داخلها، الذي أدخل صباحاً للمعالجة جراء كسور في حنكه ورجله اليمنى وحروق بالغة في أنحاء مختلفة من جسده.وعلى ما يؤكده مصدر أمني، فإن عطوي اعترف بإطلاقه الصواريخ بالتعاون مع فلسطينيين، من دون أن تعرف هويتهما حتى اللحظة. وكشف أنه أصيب لدى انطلاق أحد الصواريخ، ما دفع به وبزملائه إلى ترك المكان، مخلّفين أوراقاً وخرائط إحداثيات وأغراضاً عسكرية، فيما انطلق صاروخان آخران عند السادسة صباحاً. وترجّح المصادر أن يكون عطوي قد أصيب لدى انطلاق الصاروخ الأول عن طريق الخطأ، فيما انطلق الصاروخان الآخران لاحقاً بواسطة مؤقّت. وظهر أمس، نقل أبو قيس إلى بيروت لاستكمال التحقيق معه، فيما أبقي على عطوي في المستشفى لاستكمال علاجه تحت الحراسة الأمنية.وفي المعلومات التي توافرت عن أبو قيس، فإن الأخير أمضى عدة سنوات في ميليشيا العميل أنطوان لحد، وخدم في عدة مواقع منها «سجد» و«علي الطاهر» وثكنة مرجعيون. وفي آذار الفائت، أوقفت المديرية العامة لأمن الدولة أبو قيس، للاشتباه في اشتراكه في تهريب الأسلحة إلى المجموعات المسلحة في سوريا، قبل أن يطلق سراحه بعد وقت قصير. أما حسين عطوي، فهو مقرّب من الجماعة الإسلامية وعضو في هيئة علماء المسلمين. كذلك فهو شقيق إمام بلدة الهبارية الشيخ عبد الحكيم عطوي مسؤول الجماعة الإسلامية في البلدة. وفي الوقت الذي يؤكّد فيه مختار الهبارية خالد نور الدين أن «عطوي كان معتدلاً»، تؤكّد مصادر في البلدة أن الأخير كان يطلق خطباً نارية تحريضية على حزب الله خلال خطب الجمعة التي كان يلقيها أحياناً في مسجد البلدة. كذلك فهو على تواصل دائم مع الجماعات المسلحة في سوريا، وسبق له أن ساهم في احتضان عددٍ من مسلحي بلدة بيت جن، الفارين عبر جبل الشيخ إلى العرقوب. وبحسب أحد أفراد عائلته، فإنه كان «ينسّق مع حزب الله خلال حرب تموز 2006، وهو بعيد عن الجماعات التكفيرية وتلك القريبة من «القاعدة»»، مؤكداً أن عطوي ينتمي إلى الجماعة الإسلامية. يضيف: «بوصلته كانت دوماً فلسطين. والدته استشهدت في قصف إسرائيلي عام 1978».وحتى ليل أمس، لم تكن «الجماعة» قد علّقت على الحادثة. لكنّ المسؤول السياسي في الجماعة ومسؤول صيدا بسام حمود كتب على صفحته على موقع فايسبوك: «الشيخ حسين أخ من إخواننا وبطل من أبطالنا، نفخر به». ومساءً، ارتفعت بعد انتهاء صلاة التراويح في مسجد الهبارية «دعوات للتجمع في الباحة والانطلاق نحو المستشفى للاعتصام عند مدخله حتى فكّ أسر عطوي».تمنّى كثيرون «التهليل» لعملية إطلاق الصواريخ على العدو. وبلدة الهبارية قدمت طوال سنوات عشرات الشهداء في صفوف المقاومة بمختلف قواها. لكن هذه المرة، أثار الأمر الكثير من الريبة، وخاصة أن أحد الموقوفين المشاركين في العملية كان عميلاً في صفوف ميليشيا لحد.ورأى النائب قاسم هاشم أن «ما حصل ليس عملاً مقاوماً، لأن المقاومة تعرف الوقت والمكان المناسبين لضرب العدو. وفي الوقت الذي عبّر فيه رئيس بلدية الماري قاسم فياض عن رفضه استخدام أراضي البلدة لعمليات مماثلة، «تستهدف السلم الأهلي، ولا تصبّ إلّا في مصلحة العدو الإسرائيلي»، قالت مصادر في قوى 8 آذار إن «هذا العمل لا يخدم الصراع مع العدو الإسرائيلي. وبانتظار أن تتبيّن الجهة التي تقف خلف العملية، يمكن القول إن من هرّب السلاح إلى الجماعات المرتبطة بإسرائيل في القنيطرة لا يمكن أن يكون إلّا مشبوهاً».وبحسب بيان لقيادة الجيش، فإن «جهة مجهولة أقدمت بين الساعة الواحدة والسادسة من فجر الجمعة على إطلاق ثلاثة صواريخ من عيار 107 ملم. وبعد تفتيش المكان، تم العثور على منصّتي إطلاق صواريخ مع صاروخين مجهّزين للإطلاق، عمل الخبير العسكري على تعطيلهما». وأطلق العدو 25 قذيفة مدفعية سقطت في خراج بلدات حاصبيا وكفرشوبا وكفرحمام. وقالت متحدثة باسم جيش العدو إن «صاروخاً سقط في حقل من دون التسبب بضحايا أو أضرار».وكان قائد قوات اليونيفيل باولو سييرا، الموجود في مجلس الأمن في نيويورك، قد اعتبر ما جرى «حادثة خطيرة وخرقاً لقرار مجلس الأمن الدولي 1701، وهي تهدف بوضوح إلى تقويض الاستقرار في المنطقة».وفي سياق متصل، رصد الجيش اللبناني شابين على دراجة نارية سلكا طريقاً عسكرية قديمة بين بلدتي الضهيرة وعلما الشعب الحدوديتين (قضاء صور)، في مقابل مستعمرة حانوت الإس ... |