الراعي بعد دعوة داعش للحوار: "يؤسفنا أن بعض الدول تعمل على تغذية الحركات والمنظمات الأصولية"

14:392014/07/27
A
|
A
|







ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في كنيسة الصرح البطريركي في الديمان قداس الأحد، عاونه فيه مطران كندا للموارنة بول مروان تابت، المطران حنا علوان، المونسينيور جوزف البواري والخوري سام وهبة، في حضور المطرانين رولان ابو جودة وجورج بو جودة وأمين سر البطريرك المونسينيور نبيه الترس.وحضر القداس وزير العمل والشؤون الدينية الكندية جيسن كيني، سفيرة كندا هيليري سيلدز أدمز، ممثل المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى في كندا السيد نبيل عباس، رئيس غرفة التجارة في مونتريال جون خوري، رئيس غرفة التجارة في اوتاوا مارون عنيد، مرافقون من وجهاء الجالية في كندا ومسؤولون من السفارة الكندية.العظةبعد الانجيل المقدس، ألقى عظة بعنوان: "أجعل روحي عليه ليبشر الامم بالحق" (متى12: 18). ومما جاء فيها: "نبوءة أشعيا هذه التي قيلت في القرن السابع أي ستماية سنة ونيف قبل المسيح، تنطبق على يسوع التاريخي، وعلى يسوع الإيمان، المعروف بالمسيح السري أو الكنيسة بكل أبنائها وبناتها ومؤسساتها. إليهم أفرادا وجماعات يوجه الله هذا الاختيار والرسالة: "هوذا خادمي الذي اخترته: سأجعل روحي عليه، ليبشر الأمم بالحق" (متى 12: 18). هذه هي هويتنا المسيحية: قبول مسحة الروح القدس بالمعمودية والميرون، وهذه رسالتنا: أن نبشر الأمم بالحق. نصلي اليوم لكي يحافظ المسيحيون على هويتهم، ويقوموا بواجب رسالتهم في لبنان وبلدان الشرق الأوسط، كما وفي بلدان الانتشار، حتى "نصل بالحقِ إلى النصر"(متى 12: 21).وتابع: "خدمة الحقيقة واجبة على كل مسيحي ومسيحية. فالمسيح - النور "ينير كل إنسانٍ آتٍ إلى العالم" (يو1: 9)، ليصيره "نورا في الرب وابنا للنور"(افسس5: 8)، ويدعوه إلى القداسة بالطاعة للحق (1بط1: 22).هذه هي أهمية الوجود المسيحي في أي مكان، ولا سيما في لبنان وبلدان الشرق الأوسط، حيث تتسع ظلمة المادية والأنانية والاستهلاكية، وظلمة البغض والحرب والعنف والإرهاب. فيأتي ملحا الحضور المسيحي، لكي يتحرر من هذه الظلمة بنور الإنجيل، "إلى أن يصل بالحق إلى النصر، ويزرع الرجاء في القلوب"(راجع متى 12: 18).أضاف: "كم نحن بحاجة إلى هذا الوعي، وإلى إدراك معنى وجودنا كمسيحيين في هذه البقعة من العالم. فمنذ ألفي سنة والمسيحية تطبع ثقافات هذا المشرق بثقافة الإنجيل، ومنذ ألف وأربعماية سنة تطبع الثقافة الإسلامية، وتتفاعل معها بحركية متبادلة ولدت فلسفة العيش معا، وأعطت وجه لبنان الرسالة بخلق تاريخ من الاعتدال بعيدا عن التشدد وتيار الأصوليات.ولكن يؤسفنا أن بعض الدول تعمل على تغذية الحركات والمنظمات الأصولية، لأهدافٍ إرهابية وسياسية واقتصادية. وهذه تشوه الدين نفسه، وتفرغه من قيمه الروحية والأخلاقية والإنسانية، وتعتدي على المسيحيين كما فعلت وتفعل منظمة "داعش"، الدولة الإسلامية في العراق والشام، مع مسيحيي الموصل، وكما تفعل مثيلاتها في أماكن أخرى. غير أننا نعلن تضامننا مع إخواننا المسيحيين وندعوهم للثبات في أرضهم، والمحافظة على إيمانهم. إن وجودهم في هذا الشرق العربي حاجة ماسة، لأنهم ينعشون مجتمعاته ودوله بالقيم الإنسانية والثقافية، وينشرون ثقافة المحبة والأخوة والتعددية، ويعززون الحرية وحقوق الإنسان، وينشئون المؤسسات التربوية والاجتماعية والاستشفائية، ويربون الأجيال على الانفتاح واحترام الآخر المختلف، ويشهدون لمحبة الله، ويكلمون الشعوب لغة الحقيقة والمحبة والحوار، لا لغة السيف والحديد والنار. وجود المسيحيين في هذا الشرق دعوة من الله لكي يعلنوا له نور الحقيقة التي تحرر".وتابع: "يعلم قداسة البابا فرنسيس في إرشاده الرسولي "فرح الإنجيل" أن المسيحيين هم "شعب سائر نحو الله مبشر بالإنجيل"(فقرة 111)، "شعب للجميع" منفتح على كل الشعوب والثقافات، يدخل معهم بحوار الحقيقة والمحبة، من أجل الخلاص بالمسيح، وهو قمة الحقيقة، وخلاصه موجه إلى الجميع. لم يطلب المسيح من رسله التوجه إلى نخبة من الناس، بل قال: "إذهبوا وتلمذوا جميع الأمم"(متى 28: 19).في ضوء نبوءة أشعيا، يختار الله من يريد، لكي يجعل روحه عليه ليبشر بالحق ويقوده حتى النصر. إننا نفتقد إلى مثل هؤلاء الذين يختارهم الله لهذه الغاية. يريد الله ان يختار الجميع لإعلان الحق، لكن قليلون هم الذين يقبلون هذا الاختيار الإلهي، ويلتزمون إعلان الحقيقة والعمل بموجبها. ولذلك ينتشر الفساد والشر والبغض والكذب بشكل واسع، من أجل مكاسب رخيصة، على حساب الخير العام".وقال: "هذا هو مصدر مشاكلنا في لبنان. الدستور، والميثاق الوطني، والصيغة الميثاقية، حقيقة أساسية واحدة تقوم عليها الدولة اللبنانية ورسالة لبنان ودوره التاريخي في بيئته المشرقية. لكنها تنتهك بشكل سافر، ولا من حياء ولا وخز ضمير".وتابع: "الدستور في مادته 73 يوجب على المجلس النيابي انتخاب رئيس للجمهورية قبل نهاية عهده بشهرين. وفي المادة 74، عندما تخلو سدة الرئاسة، يوجب عليه أن ينتخبه فورا. أما نواب الأمة المؤتمنون على الدستور فيخالفونه ولا ينتخبون رئيسا للبلاد بعد مضي أربعة أشهر. وبدلا من أن يلتئم المجلس يوميا لانتخاب الرئيس، فرئيسه لا يدعو إلى انعقاده، وعن غير وجه حق، إلا في كل أسبوع أو اثنين أو شهر! بماذا ينعت كل هذا التصرف وماذا يعني؟ وما هي أهدافه؟ (راجع المادتين 73 و74).وفي المادة 75 يعتبر الدستور المجلس النيابي الملتئم لانتخاب رئيس للجمهورية - وهو كذلك منذ أول جلسة عقدها وحتى انتخاب الرئيس - هيئة إنتخابية لا هيئة إشتراعية، وبالتالي عليه الشروع حالا في انتخاب رئيس الدولة "من دون مناقشة أو أي عمل آخر"، كما تنص هذه المادة. أما مجلس النواب فيخالف هذه المادة ويعقد، مداورة، جلسات انتخابية من دون نصاب، وجلسات اشتراعية من دون حضور. وهذه بدعة دستورية تتواصل، ولا من مبادرة واحدة إيجابية و ...


على مدار الساعة

الأبرز هذا الأسبوع

على مدار الساعة

الأبرز هذا الأسبوع

اشترك بالنشرة الاخبارية للموقع عبر البريد الالكتروني