«بروفا» القوة الأمنية تنتشر في عين الحلوة

09:212014/07/09
A
|
A
|







آمال خليل -بعد تأجيل متكرر، انتشرت القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة في عين الحلوة بعد ظهر أمس، تنفيذاً لاتفاق فلسطيني ـــ لبناني في إطار المبادرة الفلسطينية لحماية المخيمات. العدّاد جُهّز فلسطينياً ولبنانياً لتسجيل الإنجازات التي ينتظر من القوة تقديمها بعد الحملة الترويجية التي حظيت بها طوال الأشهر الماضية.في وقت سابق، لوّحت الأجهزة الأمنية اللبنانية بخطر الجماعات المتطرفة المستفيدة من الأزمة السورية، واضعة القوى الفلسطينية أمام خطر «تكرار مشهد مخيم نهر البارد في عين الحلوة إذا لم تسارع إلى منع الاشتباكات والاغتيالات وتمدد نشاط العناصر المتطرفين إلى الداخل اللبناني». التحذيرات اللبنانية استدعتها «قلة جدية لمسناها من بعض القوى التي تقاذفت مسؤولية الأمن فيما بينها» بحسب مرجع أمني واكب إنشاء القوة. وبدا لافتاً أن أكثر المتحمسين للقوة هم قادة «عصبة الأنصار الإسلامية» و«الحركة الإسلامية المجاهدة»، اللتين جهدتا لإنشائها من جهة، ولإبرام هدنة مع الشباب المسلم (بقايا جند الشام وفتح الإسلام) من جهة أخرى، بعد بروز خلافات فيما بينهم، وصلت إلى حد نشر دعوات تكفيرية ضد الشيخين (قائد «الحركة المجاهدة») جمال خطاب و(القيادي في «العصبة») أبو طارق السعدي.150 عسكرياً احتاجت الفصائل أشهراً إلى فرزهم وتجهيزهم إلى أن «قدّمت» حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية 75 عنصرا،ً وقوى التحالف 40 عنصراً، والقوى الإسلامية 20 عنصراً، وحركة أنصار الله 15 عنصراً. أما النفقات، فقد تكفلت «فتح» بتوفير 70 في المئة منها، فيما تكفلت حماس بـ20 في المئة، والجهاد الإسلامي بـ 10 في المئة.هذه القوة لن تلاحقها السلطات اللبنانية بجرم تأليف عصابة مسلحة. فهي ستكون أشبه بالشرطة التي تنسق مع الاجهزة الامنية اللبنانية. كما أن اسماء المشاركين فيها ستكون مسبقاً في عهدة الجيش والأجهزة الأمنية اللبنانية المختلفة، لتفادي ملاحقة هؤلاء بجرم «قيامهم بمهمات حفظ أمن المخيم». وأكّد مرجع أمني لبناني لـ«الأخبار» أن هذه القوة هي «نواة لا أكثر. فنحن نأمل أن يكون عديدها أضعاف ما هو عليه اليوم». ويأمل المرجع ان تنجح التجربة الاولى، «ولو في زاروب في المخيم، لان نجاح التجربة سيشجّع على تعميمها في عين الحلوة، ثم الانتقال إلى مخيمات أخرى».أمس في قاعة الشهيد زياد الأطرش، وعلى بعد أمتار من بستان القدس (اليهودي)، الذي يرد ذكره في تقارير المخبرين كمكان لتدريب العناصر المتطرفين، تلاقى المخيم على اختلاف وجهاته، باستثناء الشباب المسلم. هؤلاء كانوا قد استبقوا توحد القوى ضدهم بتعهد قدموه إلى اللجان الأهلية في المخيم، بعدم التورط في اشتباكات واغتيالات لا مع فتح أو غيرها، لكن الهدنة التي استبقت حلول شهر رمضان أيضاً، لم تبعث على الاطمئنان، في وقت كانت فيه رايات داعش ترتفع في الأحياء التي يتمركزون فيها. في مشهد غاب منذ قيام فتح بحل الكفاح المسلح قبل أربع سنوات، اصطف 150 عسكرياً بزيهم وعتادهم يستمعون إلى خطابات قادة الفصائل المشاركة في القوة، وقائد قوات الأمن الوطني صبحي أبو عرب، خلال احتفال إطلاقها. أمين سر حركة فتح في لبنان فتحي أبو العردات رأى «أننا اليوم نقدّم مثالاً يحتذى في حفظ الأمن والاستقرار حتى العودة الى فلسطين والمخيمات لن تكون رسائل وصناديق لهذا الطرح أو ذاك»، مؤكداً أن البندقية الفلسطينية «عنوانها فلسطين وحفظ الأمن داخل المخيمات». ممثل حماس واللجنة الأمنية العليا أحمد عبد الهادي أكد «أننا لا نريد أن نستخدم في معارك لسنا فيها، ولا أن نتوجه الى زواريب أو نكون عامل إخلال بالأمن اللبناني، بل سنكون عامل استقرار ومساعدة». أما داخل المخيمات، «فلن تكون القوة الأمنية أداة قمع لأحد، بل ستكون حازمة، لمن يريد أن يعيش بأمن واستقرار بغطاء سياسي وأمني من القيادة السياسية الفلسطينية»، قال عبد الهادي. نجم الاحتفال كان الشيخ خطّاب، ليس فقط بسبب خطابه الهادئ والجامع الذي ألقاه تحت صورتي الرئيسين ياسر عرفات ومحمود عباس، ولا بسبب شكره «السلطات اللبنانية التي شجعت المبادرة من حرصها على أمننا»، بل أيضاً بسبب دعوة أبو العردات الإعلاميين إلى التقاط الصور بكثافة لهما معاً، إلى جانب القائد السابق للكفاح المسلح اللواء منير المقدح.في زمن داعش، تضع الفصائل أمام 150 عنصراً وقائدهم اللواء الفتحاوي خالد الشايب مهمة مكافحة الإرهاب والإخلال بالأمن إلى تنظيم السير ومكافحة المخدرات. للغاية، قسمت القوة إلى ما يشبه تجربة الكفاح المسلح المنحل: قوة تنفيذية تتحرك لدى وقوع حدث أمني وقوة الحراسات والدوريات في الشوارع الرئيسية ومداخل الأحياء المتفرعة منها ووحدات السير والأمن الاجتماعي والسجن والتحقيق، لكن الوحدة الأبرز هي نقطة الحاجز في التعمير التحتاني عند مدخل حي الطوارئ التي عهدت لعصبة الأنصار في تكرار لتجربة عام 2008 عندما أنشأت العصبة قوة فصل إثر دخول الجيش إلى التعمير.


على مدار الساعة
على مدار الساعة
اشترك بالنشرة الاخبارية للموقع عبر البريد الالكتروني