عباس الصباغ- يزداد منسوب القلق في لبنان وخصوصاً في مناطق الضاحية الجنوبية والهرمل واطراف العاصمة بيروت بعد عودة التفجيرات الارهابية في العشرين من حزيران الماضي وتنفيذ 3 عمليات انتحارية خلال اقل من اسبوع في ضهر البيدر والطيونة والروشة.ويترافق هذا القلق مع تسريبات عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن وجود سيارات وآليات مفخخة بكميات كبيرة من المتفجرات تحضّرها مجموعات اصولية لاستهداف مناطق لبنانية عدة، الا ان مصادر امنية كشفت لـ"النهار" ان "بعض هذه الوثائق فيه شيء من الدقة ما يفسر الجهوزية العالية للاجهزة الامنية وعملها على مدار الساعات لمراقبة مجموعات كانت خارج الرصد الامني"، وتضيف المصادر نفسها: "اكثر ما يقلق هو وصول عدد غير محدد من الانتحاريين الى لبنان وسعيهم للوصول الى اهدافهم وان كان الارباك ملازماً لتحركاتهم الميدانية حتى خلال تنفيذ هجماتهم الارهابية".قلق واحتياطاتبعد عودة التفجيرات الانتحارية عادت الاجراءات الامنية الى وتيرتها السابقة وبات الدخول الى الضاحية الجنوبية على سبيل المثال يحتاج الى فترات طويلة من الانتظار على الحواجز الامنية. الا ان اللافت ان الاجراءات التي اعتمدتها البلديات ولجان الاحياء قبل اربعة اشهر لم تتم العودة اليها، عدا ان الحواجز الاسمنتية والعوائق الحديد ازيلت قبل اكثر من شهر من معظم المناطق ولم يصر حتى تاريخه الى اعادتها، الا ان ذلك لا يخفي الاجراءات المرئية او غير المرئية التي تقوم بها شرطة البلديات ولجان الاحياء. ولعل الاكثر وضوحاً في ارتفاع مستوى القلق الامني اعلان احزاب وجمعيات عن الغاء افطاراتها الرمضانية بسبب الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد على خلفية تداعيات الاحداث في العراق وسوريا وآخرها اعلان ما يسمى "الخلافة الاسلامية" وعودة بعض السياسيين ورجال الدين خصوصاً في الشمال الى نمط الخطب السابقة وبعضها يحمل على الجيش بسبب التوقيفات التي ينفذها والاجهزة الامنية الاخرى بحق عدد من المطلوبين.اما"حزب الله" فلم يعلن بعد الغاء افطاراته الرمضانية وخصوصاً الافطار المركزي لـ"هيئة دعم المقاومة" الذي عادة ما يتحدث خلاله الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله.لا بيئة حاضنةوعلى رغم بعض المواقف التي عادت لتبرر بطريقة او بأخرى التفجيرات الارهابية، الا ان مصادر امنية تؤكد لـ"النهار" ان لا بيئة حاضنة للارهاب في لبنان بالمعنى الحقيقي للكلمة، وتضرب امثلة منها لو ان هذه البيئة متوافرة لما اضطر الانتحاريان السعوديان الى ان يقيما في فندق في بيروت، ولما كانت ثمة حاجة لاخفاء المتفجرات داخل مغارة في فنيدق العكارية. وتعزو هذه المصادر غياب البيئة الحاضنة لاسباب عدة ابرزها عقائدي والآخر مكاني اذ لم يتأكد الى اليوم ان منطقة لبنانية توفر الدعم اللوجستي للارهابيين، وربما لا يزال هذا الدعم في مناطق خارج الحدود او على الاقل في الجرود على الحدود اللبنانية – السورية. |