عرسال مخطوفة بسورييها ولبنانييها

14:202014/07/11
A
|
A
|


عبد الرحيم شلحة

تعيش بلدة عرسال أجواء قلق، جراء تدهور الأوضاع الأمنية فيها. فتحوّل المشهد الأمني، الذي دمغت فيه البلدة خلال الأعوام الماضية، من معبر للسيارات المفخخة وقاعدة لإطلاق الصواريخ على القرى المحيطة، إلى عمليات قتل وخطف لأبنائها وللضيوف النازحين فيها من قبل عصابات مسلحة وإرهابيين متنوعي الانتماءات والأهداف.


وقد شهدت البلدة خلال الأيام العشرة الماضية أكثر من عملية تصفية وإعدام، تمت بموجب أحكام وفتاوى، صدرت من أمراء لـ«داعش» و«النصرة»، ومسلحين يعيثون في التلال فساداً، آخر عنقود التصفيات التي هزت البلدة ووضعتها أمام استحقاقات، حيث لم يكن يعلم أهلها أن السياسات السابقة لأركان البلدة، ستكون مقدمات إلى ما وصلت إليه الأمور اليوم.

أبو علي مصطفى نجيب عز الدين، صائم شهر رمضان، بعدما أفطر داخل منزله، وهمّ لصلاة المغرب، استعدادا لصلاة التراويح التي اعتاد أن يؤديها، دخل مسلحان إلى منزله وأمام أفراد عائلته وعلى وقع صيحات التكبير من قبل المسلحين المطوقين للمنزل، أطلقوا عليه زخة من الرصاص، وهو يؤدي الصلاة، فقُتل على الفور. الواقعة حصلت مساء أمس الأول. وأبو علي عز الدين، كان قد فقد ابنه الشاب أول أيام رمضان الجاري، على أيدي أفراد الجماعات المسلحة نفسها، حيت تمت تصفيته في الجرود بعدما تم استدراجه إليها. إثر عملية الاغتيال، حصلت ردات فعل، حيث رُمي عدد من القنابل على بعض مخيمات النازحين، فأوقعت عدداً من الجرحى، ما ترك حالا من الخوف لدى النازحين من تعرضهم لهجمات ثأرية، إثر أي إشكال مع تنظيمات التلال.

وجهت أصابع الاتهام في العملية الإرهابية الأخيرة إلى تنظيم «داعش»، الذي يتجول عناصره في الجرود المحيطة بعرسال بقيادة أبو حسن الفلسطيني، الذي تقطن عائلته في البلدة. وحسب المعلومات، أبو حسن انشق عن «الجبهة الشعبية القيادة العامة»، وهو من مخيم اليرموك. وتتألف عصابته من نحو مئة عنصر، بينهم عرب وأجانب.

وكان سبق أن قاد أبو حسن الفلسطيني أكثر من عملية خطف مقابل فدية، آخرها خطف ابن بلدة راس بعلبك مخول مراد، حيث فاوضه رئيس بلدية عرسال علي الحجيري. وتم دفع فدية له بقيمة 30 الف دولار. بالإضافة إلى محاولة خطف فاشلة لجوزف مشعلاني، في محلة شبيب في جرود عرسال، أثناء محاولته التفاوض لشراء أحجار صخرية.

أهالي عرسال يسألون عن دور القوى الأمنية، وما هي قدرتها في التصدي للإرهابيين الذين يتجاوزون الحواجز المحيطة بالبلدة من كل الاتجاهات، يصولون ويجولون في عرسال بسياراتهم وأسلحتهم، إما لتصفية أو لاعتقال أو لتأمين حاجات المقاتلين المنتشرين في الجبال. وقد انكفأ أبناء البلدة عن المجابهة، ومنهم من فضل الابتعاد إلى خارج البلدة، والبقية تعيش همّ إصدار فتوى هدر دم من يواجه الجماعات الإرهابية.

الأوضاع التي تعيشها عرسال اليوم، تستدعي إعلان حال طوارئ أمنية اجتماعية لمواجهة الآتي على عرسال ونازحيها، حيث تحولت البلدة رهينة للمسلحين المنتشرين على طول الحدود، قد تستخدم في أي لحظة لتنفيذ أجندات داخلية وخارجية، ليس أقلها اللعب على الورقة المذهبية بين عرسال وجيرانها، علماً أن التقارير الأمنية كانت قد أشارت إلى محاولة تنفيذ أعمال إرهابية في قرى البقاع الشمالي ضد بعض القرى والمؤسسات على خلفية مذهبية.


- موقع لبنان الآن الإخباري

على مدار الساعة
على مدار الساعة
اشترك بالنشرة الاخبارية للموقع عبر البريد الالكتروني