بين البرازيل والمانيا : حرب " إلكترونية" والخوف من الأعظم !

14:182014/07/08







ليلي جرجس -يتحضر لبنان لإنفجار بركان كروي اليوم لا مثيل له، حتى ان ملعب "استاديو مينيرو" في بيلو هوريزونتي لن يشهد انعكاسات مباراة البرازيل والمانيا كما سيشهدها لبنان. معركة "كسر العظم" جعلت من مشجعي الفريقين يتبادلون التهديدات والتحديات من كل " العيارات" والمستويات. حالة الاستنفار هذه قابلها تحذير جديّ من قوى الامن يمنع اطلاق الرصاص والمفرقعات النارية او الجلوس على نوافذ السيارات والخروج من فتحات السقف إبتهاجا من قبل المشجعين بالمنتخبات المشاركة، وستتم معاقبة المخالفين. فلطالما كان اللبناني مشجعاً اكثر من الدول المشاركة، فهل كان سيخوض المعارك والحروب الالكترونية لو كان لبنان مشاركاً في مباراة كأس العالم في كرة القدم ؟يطغى حديث المونديال ولا سيما المباراة التي ستجمع البرازيل مع المانيا على كل الاحاديث، لم يعد احد يستذكر ملف سلسلة الرتب والرواتب او مصير الانتخابات الرئاسية او حتى النيابية. كلها ملفات مؤجلة في الوقت الحاضر، عذراً المسؤولون كما المواطنون منشغلون في حرب " كروية" داخلية ابطالها مشجعون برازيليون والمان ينتظرون من يربح كأس العالم.الكأس لألمانياتعيش المناطق حالة خوف ورعب لا تختلف كثيرا عن ايام الحرب او الاشكالات السياسية، أصوات المفرقعات والطلقات النارية تهزّ الاحياءً ليلاً . ينخرط البعض في لعبة المناكفات لدرجة الجنون حيث ينسى الذوق والاخلاق وينغمس في "التزريك" . يوم ربحت ألمانيا على فرنسا والبرازيل على كوستاريكا بدأت المراهنات والتحديات حتى وصلت الامور الى التهديد " بكسر العظام"، و"خوض القتال" والآتي كما يقول المشجعون " تحضروا ليوم المعركة... رح نفرجيكن". لكن الاهم والابرز كان في تحويل بعض المناطق الى خنادق احتفالية دفعت بالناس الى الخروج الى شرفاتهم في منتصف الليل لمعرفة ما يجري. إذ هزت المباني بالمفرقعات لدرجة ان البعض اعتقد ان هناك انفجارا حصل. نعم لقد كان وقع المفرقعات والرصاص اقوى من المنطق .من يراقب احاديث وتحاليل اللبنانيين على مواقع التواصل الاجتماعي وفي المقاهي والمطاعم يتخيل مشهدا واحدا ان مباراة اليوم " سيصل الدم فيها الى الركب، والله يستر من يلي رح يصير بعد المباراة".برأي روجيه " سوف نضرب البرازيل وما بعد البرازيل، المانيا فوق الجميع"، اما احمد فيرى ان " دفن البرازيليين سيكون اليوم، فمن اراد القيام بواجب العزاء يعرف العنوان". جويل لديها الكثير لتقوله، عند كل مباراة لألمانيا تصرّ على فوز منتخبها وتفوقه وآخر ما كتبته " النصر لنا ونقطة ع السطر". في حين يعلّق طارق ساخراً " نصيحة تنسحبوا حرام نمسح فيكن الارض... مش قارينكن يا برازيلييّ ." بالنسبة الى ريتا ان " المانيا هي التي ستفوز في كأس العالم ولا مجال للمقارنة في اللعب لكن كنا نتمنى ان يلعب نيمار حتى نشعر بلذة الوزك الحقيقي".السامبا ستفوزيحظى منتخب البرازيل بدعم "غير عادي" في لبنان حيث الأجواء الرياضية المميزة التي من الاستحالة رؤيتها في أي عاصمة أخرى، تتنافس الاعلام كتنافس صور السياسيين في الشوارع، الكل يعتزم اظهار تعاطفه وتشجيعه لفريقه وتعليق علم برازيل او المانيا على طول البناية. يصرّ المشجعون البرازيليون على انهم سيفوزون رغم كل الاصابات. إذ تؤكد لمى ان " رغم اصابة نيمار سنفوز وسنكتسح الساحة لأن اللعبة خلقت للبرازيل ، هي وحدها من ستفوز باكأس".كلام تثني عليه دانا قائلة " لن نتأثر وسنفوز مهما حصل، لأن البرازيل تحترف اللعبة الى حدّ الكمال، سنهزم المانيا بلا نيمار فكيف لو كان حاضرا ؟" في حين يرى روي ان " البرازيل تملك خطة هجومية اخرى وهي لا تعتمد على لاعب فقط واليوم سيشهد الالمان خسارة مدوية على يد لاعبي السامبا".اما جورج فعلّق ساخرا " اهربوا يا المان البرازيل قادمة" .ضحايا المونديالوصل التشنج والتنافس الى حدّ القطيعة، لم يعد لبنان مقسوما بين 8 و14 آذار بقدر ما اصبح مقسوما بين البرازيل والمانيا. إستنفرت المقاهي والمطاعم بدورها وقامت بكل التجهيزات والاستعدادات تحضيراً لمباراة اليوم. لم يعد هناك مكان في المقاهي في بيروت وضواحيها، كلها اقفلت بعدما بلغت الحجوزات اوجها. لكن الخوف عند بعض اللبنانيين جعلهم يفضلون حضور المباراة في منازلهم خوفاً من اي اشكالات لا يعرف احد عقباها. لا تخفي ريمي قلقها مما قد تؤول اليه الامور اليوم ، تقول " صحيح انو منشجع ومنفرح بس بالنهاية هيدي لعبة بس في عندك ناس ما متعودي تفكر، الله ينجينا ويمضي الليلة ع خير. انا رح احضر المباراة بالبيت تحسباً لأي خبرية".من جهتها أصدرت قوى الامن بيانا منعت فيه اطلاق الرصاص والمفرقعات النارية او الجلوس على نوافذ السيارات والخروج من فتحات السقف إبتهاجا من قبل المشجعين بالمنتخبات المشاركة، مما يؤدي أحيانا، إلى سقوط قتلى أو جرحى وتعريض السلامة العامة للخطر، أو يسبب إزعاجا للمواطنين ويثير الهلع والذعر في نفوسهم، أو إلى حصول إشكالات بين أبناء الحي الواحد، كما حصل مساء أمس الاول في محلة حي السلم، حيث أصيب هـ. ع. عمره 17 سنة بطلقين ناريين في قدمه على اثر شجار بسبب إقلاق راحة خلال تشجيع إحدى مباريات كأس العالم أمس.ليست المرة الاولى التي يشهد لبنان حوادث مؤسفة كتلك التي حصلت مؤخرا، فهل ستنجح القوى الامنية في ضبط نفوس المشجعين ام ان حربا كروية لبنانية قادمة لا محالة ؟!

على مدار الساعة
على مدار الساعة
اشترك بالنشرة الاخبارية للموقع عبر البريد الالكتروني