| غسان ريفي -لا يجد أبناء طرابلس أية مبررات لعودة الفوضى الأمنية إلى مدينتهم، سواء عبر القنابل اليدوية التي تزداد وتتسع رقعتها في كل ليلة، أو عبر الإشكالات المتكررة وما يتخللها من إطلاق نار، أو عبر التحريض المتنامي على المؤسسة العسكرية وصولا إلى استهدافها بالعبوات الناسفة.وكثّف الجيش اللبناني دورياته الراجلة والمؤللة في أرجاء طرابلس، بينما اكدت مصادر عسكرية لـ«السفير» أن الجيش مستمر في اداء دوره في حفاظه على الأمن، وأنه لن يتهاون مع العابثين وسيلاحق كل المتورطين.واللافت للانتباه أنه في عز جولات العنف على مدى السنوات الثلاث الماضية، كانت طرابلس تستفيد من «استراحة المحاربين» خلال شهر رمضان، ما يسمح لتجارها وأبنائها بالتقاط أنفاسهم، وذلك على عكس ما تشهده المدينة منذ بداية رمضان الحالي وفي كنف الخطة الأمنية من توترات ليلية تفرضها الخروقات والاشكالات التي بدأت تنعكس سلبا على سمعتها وعلى نشاطها الاقتصادي.هذا الواقع رفع من منسوب الخوف لدى الطرابلسيين من إمكان زج مدينتهم في مشروع أمني جديد يجري التحضير له على وقع الأحداث الجارية في المنطقة ولا سيما في العراق، وذلك بعد أن أعطت زخما كبيرا لبعض التيارات الاسلامية التي استعادت بعض مشاهد ما قبل الخطة الأمنية من استخدام الشارع في تحركات احتجاجية على ما تسميه التوقيفات العشوائية وعدم إطلاق الموقوفين الاسلاميين، ومن شعارات مناهضة للجيش اللبناني، ومن رفع لأعلام «داعش» التي عادت للظهور بعدما اختفت مع الخطة الأمنية.وما يضاعف من هذه المخاوف أيضا هو ما تردد من معلومات عن أن بعض القنابل التي رميت يوم أمس الأول استهدفت محلات ومقاهي تستقبل مفطرين في شهر رمضان وأن إنذارات كانت وجهت الى أصحابها بضرورة التوقف عن ذلك مراعاة لمشاعر الصائمين، فضلا عن قيام شبان باجبار المحلات في بعض المناطق على الاقفال وقت صلاة الجمعة وتهديد ملاّكها في حال عدم التزامهم، ما يشير الى أن بعض الجهات بدأت بفرض قوانينها على كل المطاعم والمقاهي والمحلات التجارية بعدما كانت في السابق تكتفي بفرض الخوات عليها.وإذا كان أمر القنابل ليس كذلك، وهي فقط للعبث الأمني أو لتسخين أرضية المدينة، فمن المعروف في السنوات الثلاث الماضية أن عملية التسخين هذه كانت تؤشر الى انطلاق جولات العنف بين التبانة وجبل محسن، وبما أن هاتين المنطقتين معطلتان أمنيا الى أجل غير مسمى، بسبب هروب رفعت عيد وقيادات حزبه الى سوريا، ووجود قادة المحاور إما في السجن أو في أماكن مجهولة، فان ما يجري يطرح عدة تساؤلات:ما هو الهدف من رمي هذه القنابل، ولماذا تزامنت مع تحركات الاسلاميين؟ما هو الهدف من التحريض على الجيش اللبناني؟ وهل من مخطط يرمي الى ضرب الجيش بأبناء طرابلس؟ما هو مصير الخطة الأمنية وغطائها السياسي؟ وأين قيادات المدينة مما يجري؟ ولماذا لم تتخذ حتى الآن أي تدابير استباقية لمواجهة ما قد يحصل في المستقبل القريب إذا استمرت سخونة الشارع على ما هي عليه؟يذكر أن الإسلاميين عاودوا تحركاتهم الاحتجاجية على عدم إطلاق الموقوفين، فنفذوا اعتصاما، أمس، في «مسجد طينال» بمشاركة عدد من المشــايخ والمصلين ممن خرجوا في مسيرة جابت شوارع طرابلس وطالبوا خلالها الدولة «برفع الظلم عن أهل السنة».وكانت طرابلس شهدت قبل يومين إقدام مجهول يستقل دراجة نارية على رمي قنبلة هجومية على مقهى في سوق الخضار أسفرت عن جرح أربعة أشخاص. وأعقب ذلك قيام مجهول برمي قنبلة مماثلة أمام أحد المقاهي في شارع عز الدين المتفرع من ساحة التل، ومن ثم سجل رمي قنبلة ثالثة أمام مقهى في شارع ابن سينا في القبة. وعند الثانية من فجر أمس الأول وفي ذروة تجمع المواطنين في محلة الحدادين حيث المقاهي التراثية لشراء الكعك للسحور، قام مجهول برمي قنبلة في مدافن باب الرمل ما أثار الذعر في صفوف الأهالي، كما رمى مجهول قنبلة يدوية عند طلعة الرفاعية المؤدية الى أبي سمرا، وأخرى في محلة البحصة عند مشروع نهر أبو علي.وعثر على قنبلة موصولة بسلك تحت جسر الطائف المؤدي الى أبي سمراء، وعمل خبير عسكري على تفكيكها.وليلاً، وقع اشكال امني بين عائلتي العمر وعيسى في التبانة تطور الى تبادل لاطلاق النار ما ادى الى اصابة شخص برصاصة في بطنه نقل على اثرها الى المستشفى. وتدخل الجيش وعمل على ملاحقة المسلحين.www.assafir.com |
