الحرب الباردة بين تيار المستقبل وميقاتي في طرابلس

11:022014/07/19
A
|
A
|







ادمون ساسين -لا ينسى الرئيس نجيب ميقاتي على ما يبدو يوم الغضب الشهير الذي أشعله تيار المستقبل في وجهه يوم كلف رئيسا للحكومة التي خلفت حكومة الرئيس سعد الدين الحريري والتي اعتبرت مستقيلة بحكم استقالة وزراء تكتل التعيير والاصلاح وحزب الله وحركة أمل والوزير عدنان السيد حسين. كاد يوم الغضب يشعل طرابلس وكل لبنان وسمع الرئيس ميقاتي يومها عبارات الغدر السياسي والسير مع حزب الله في حكومة عكس خيار مدينته وطائفته، وبالتأكيد عكس أكثرية التمثيل الطائفي لتيار المستقبل وأحقيته برئاسة الحكومة. كان ميقاتي باختصار لدى تيار المستقبل منقلبا لصالح حزب الله وسائرا معه ضدهم. وعلى الرغم من أن الرجل التزم سياسة اتجاه هواجس تيار المستقبل جعلته يفعل ما كان سعد الحريري عاجزا عن فعله لو كان رئيسا للحكومة من حماية موظفي الفئة الأولى المحسوبين على تيار المستقبل وتمويل المحكمة الدولية ، بقي الرجل في عين المستقبل رجل حزب الله الذي يجب خلعه من السرايا على شكل تلك المحاولة التي حصلت مثلا بعد تشييع اللواء الحسن.جولات الاشتباكات بدورها بين باب التبانة وجبل محسن لطالما اندلعت في اطار تصفية الحسابات السياسية في المدينة.دارت الأيام لدرجة أن ليس بالامكان اقناع قياديي تيار المستقبل بأن الرئيس ميقاتي لا يقف وراء التحركات والاحتجاجات القائمة في طرابلس للمطالبة بالافراج عن الموقوفين من قادة المحاور وذلك لاحراج تيار المستقبل. فالمواقف المعلنة من قبل بعض المشايخ وبعض منطمي الاحتجاجات تدل الى ذلك بوضوح. فهؤلاء ينتقدون تيار المستقبل ووزراءه علنا لدرجة تحميله وحزب الله مسؤولية الدماء التي سقطت في طرابلس وتحميل وزير الداخلية مسؤولية اعتقال قادة المحاور معتبرين أن بذلك تنفيذا لسياسة حزب الله الرامية برأيهم الى التخلص من أي جهة معارضة له وأن بعض تيار المستقبل ينفذ هذه السياسة التي ترجمت برأيهم في لقاء صفا المشنوق وحضور الأول اجتماعا أمنيا. ومن بين الانتقادات الموجهة الى تيار المستقبل أن حزب الله أعطاهم الداخلية والعدل مقابل التخلص من قادة المحاور وبعض المجموعات في طرابلس. حتى وزير العدل اللواء أشرف ريفي لم توفره الانتقادات العلنية مذكرين اياه بأنه كان وصف قادة المحاور بالشرفاء الذين يدافعون عن شرف مدينتهم وهم اليوم مسجونون في عهد توليه وزارة العدل. في خلاصة الانتقادات يمكن للمتابع أن يجد عبارات سياسية شبيهة بالاتهامات التي وجهت لميقاتي يوم تولى رئاسة الحكومة. فتيار المستقبل بنظر المعتصمين متواطىء مع حزب الله وينفذ سياسته في طرابلس. هكذا يرد ميقاتي لتيار المستقبل ما فعلوه به يوم شارك حزب الله الحكومة وهي ليست المرة الأولى براي بعض تيار المستقبل. فطرابلس اشتعلت أيضا ضد تيار المستقبل عندما قبل دخول الحكومة الى جانب حزب الله المشارك في الحرب السورية علما أن تيار المستقبل كان يضع شرط الانسحاب للمشاركة في الحكومة. هكذا شهدت وتشهد طرابلس فصول الحرب الباردة بين تيار المستقبل وميقاتي في طرابلس التي قد تشهد أعنف معاركها السياسية الانتخابية في حال حصلت الانتخابات في موعدها.


على مدار الساعة
على مدار الساعة
اشترك بالنشرة الاخبارية للموقع عبر البريد الالكتروني