| زينب زعيتر -واليوم الصباغ أصبح في القبضة، دون أن يتوارى سابقاً عن الانظار، وتحت غطاء ديني يتم البحث له عن مخرج لاطلاق سراحه بمجهود "هيئة العلماء المسلمين"، وعلى الارض توتر في الساحة الطرابلسية بعد أن أرخت الانقسامات السياسية بظلالها الثقيلة على التفاهم الامني والسياسي الذي أمن غطاءً مسبقاً للخطة الامنية، وأول تداعيات اعتقال الصباح ومقتل منذر الحسن المطلوب الارهابي تخريب وفوضى وعودة الى النقطة الصفر استطاعت "هيئة العلماء المسلمين" حصرها في اطار محدود مع تكفلها متابعة الملف للعمل على اطلاق سراح الصباغ.هيئة العلماءولغاية الساعة لا تزال ردود الفعل محتوية ومقبولة طالما انّها لم تندرج بعد في اطار المواجهة بين بعض ابناء طرابلس والجيش اثر الغمزات الاخيرة التي تحاول صب مزيد من الزيت على نار معارك مرتقبة مع المؤسسة الامنية بعد اتهام الجيش بـ"تصرفات مشبوهة" تسعى الى توريط طرابلس فكان أن اختير التوقيت لبث الفتنة من جديد على وقع الانقسام السياسي العمودي والخلاف الاخير الذي تُرجم بأكثر من حدث أمني بين تيار "المستقبل" وتيار الرئيس نجيب ميقاتي، حيث استعرت حرب الزعامات مجدداً.ليس الصباغ رقما سهلا في طرابلس، ولكن المعادلة تلتزم تغيير الواقع الامني في طرابلس، تؤكد المصادر الامنية ذلك مع تشددها في الحزم لجهة الحفاظ على الاستقرار وتوقيف كل المخلين به، وعن توقيت التوقيف فلا يتزامن مع اي اهداف او احداث اخرى سوى تنفيذ القرار الامني والسياسي باعادة الهدوء الى طرابلس.اعتصاموبالامس نفذت "هيئة العلماء المسلمين" بالاضافة الى اسلاميين في المنطقة اعتصاماً امام سراي طرابلس طالبوا فيه باطلاق سراح الصباغ مع وعود بمزيد من التحركات الاحتجاجية، حيث شكل توقيف الاخير صدمة لدى الشارع الطرابلسي وتحديداً لدى الاسلاميين، ما يترك علامات استفهام كثيرة حول تداعيات المرحلة التي ستتزامن مع استمرار توقيف الصباغ. وتشير مصادر سياسية طرابلسية الى انّ قرار ايقاف الصباغ أتى مشابهاً بالشكل لخلفية التسويات التي دخل على اثرها قادة المحاور وعناصر المجموعات المسلحة الى سجن "رومية"، ويؤكد المصدر لـ"البلد" العلاقة الوطيدة التي تجمع الصباغ بأبرز الامنيين في المنطقة ومختلف القيادات السياسية سواء في الثامن أم الرابع عشر من آذار، "كل الضباط والسياسيين يتحدثون عن دور ايجابي لعبه الشيخ في مرحلة تنفيذ الخطة الامنية وانجاحها"، ما جعله مكروها من قبل القيادات الاسلامية المتشددة والسلفيين، مؤكدا بان الصباغ لا يشكل حالة تنظيمية كما يُشاع.تسوية سياسيةوحسب المصدر المتابع فان الصباغ قد أخذ الثقة من قبل الاجهزة الامنية المعنية بعدم توقيفه حاليا لحين ايجاد تسوية لملفه، "والدليل على ذلك انه لم يكن يوما متواريا عن الانظار"، وعليه فقد أبدى الصباغ في كثير من الجلسات استعداده لتسليم نفسه بانتظار نضوج التسوية. فهل سيكون مصير الصباغ مشابها لمصير زياد علوكي وسعد المصري وغيرهما من عناصر المجموعات المسلحة، ام ان جهود هيئة العلماء ستؤدي الى نتائج ايجابية من ضمن الصفقات السياسية التي يُبنى عليها أمن الشمال؟. الاوساط الشمالية لا تخفي مخاوفها من ارتدادات سلبية تترتب عما جرى، ولكنها لا تشير الى معارك حامية مرتقبة، بل أكثر من مواجهة محدودة لن تتخطى حدود الغضب وردات الفعل، فأي تداعيات ستشهد طرابلس، واي عنوان ستحمله المرحلة المقبلة؟.بالنسبة الى الشيخ نبيل رحيم عضو "هيئة العلماء المسلمين" فيؤكد في حديث لـ"البلد" استغراب كل الاوساط السياسية لقرار التوقيف الذي أتى مفاجئا، مشيرا الى ان الصباغ كان من أحد ابرز الاشخاص الذين ساهموا بالعمل على تهدئة الشارع وفتح الطرقات أكثر من مرة، "اما كل التقارير التي تتحدث عن انتمائه الى تنظيم القاعدة فتقارير خارجية مشبوهة، والهدف منها جر طرابلس الى مزيد من التوترات... وتعمل القيادات السياسية والامنية من اجل الافراج عنه".غطاء دينيتسعى الهيئة الى الضغط بأسلوب سلمي من اجل اطلاق سراح الصباغ، فلماذا أخذت الهيئة على عاتقها هذا الملف؟، يجيب الشيخ مالك جديدة رئيس الهيئة في حديث لـ"البلد" مشيرا الى انه يتوجب على الجميع المساهمة في تهدئة الامور واستتباب الامن. ويتابع "اليوم طرابلس تدفع ثمن تمرير الرسائل بين الاجهزة الامنية والسياسيين وآخر رسالة كانت توقيف الصباغ، حيث الدولة تغيب في كل المسائل عن طرابلس الا فيما يختص بملف التوقيفات وكل تلك الوعود التي جعلت ابناء طرابلس يشعرون ان هناك طائفة ومنطقة مستهدفتين"، وعن التوقيت الذي أدى الى ايقاف الشيخ الصباغ يعيد جديدة المسألة الى ان "الاجهزة الامنية تتصرف اليوم وكأنها تبعث برسالة الى قيادات طرابلس لتقول لهم انهم لا يستطيعون الاستغناء عنها... الجميع يعلم من المقصود بتلك الاجهزة واي جهات تدعمها لاثبات وجودها فيما طرابلس تدفع الثمن".ويتفق جديدة مع كثيرين بأن التجاوزات الصادرة عن الاجهزة الامنية يجب أن تُحاسب، فيتحول معها السعي الى استتباب الامن والقاء القبض على المتهمين تهمة بحق الاجهزة الامنية، في مقابل استنفار شعبوي قد يُترجم بين اللحظة والاخرى بنزول جديد الى الشارع ونتائج لا تُحمد عقباها.اجندات خارجيةالحديث عن الصباغ لطالما كان مرتبطاً بقربه من الشيخ سالم الرافعي، الاخير لا ينفي ذلك مشيراً الى انّ الهدف مما حصل كان جر شباب طرابلس الى معركة مع الجيش واستفزاز البلاد نحو قرار فتنوي حيث المصلحة من ذلك تعود بالدرجة الاولى على "النظام السوري وحزب الله واتباعه في لبنان"، يشير في حديث لـ"البلد". يتوجه الرافعي بحديثه الى "الدولة التي يجب أن تتمتع بالعقل لمنع مخابرات الجيش من التورط باعمال مشبوهة وبقائها مؤتمرة لاجندات خارجية".ويتابع "هناك من يسعى الى توريط الجيش، وتجب معاقبة الجهة التي حرضت على ذلك من ... |
"هيئة العلماء" تخرج الصباغ بغطاء ديني؟
Share
Tweet
Send