بعد نحو 135 يوماً على المعارك في بلدة المليحة في الغوطة الشرقية، أحكم الجيش السوري سيطرته الكاملة عليها صباح اليوم الخميس مع دخوله إلى الجزء الشمالي، الجزء الوحيد الذي كان متبقياً تحت سيطرة المسلحين. تقدم الجيش نحو الجزء الشمالي وسيطرته عليه حصل بعد ان إستعاد المبادرة عبر القضاء على آخر فلول الهجوم الاخير الذي حصل على الجزء الشمالي الشرقي وكان الهدف منه كسر الحصار عن الشمال عبر جسرين. الهجوم هذا باء بالفشل توازياً مع سقوط سيناريوهات كسر الحصار عن كامل الجبهات الشرقية التي علمت لاشهر على هذا الأمر. السقوط هذا سمح للجيش بإستعادة المبادرة والتقدم نحو الجزء الشمالي عبر عملية عسكرية دقيقة أسفرت عن سيطرته على هذه المنطقة مع إنسحاب المسلحين نحو بلدة “جسرين” المحاذية للجزء الشمالي الشرقي وبالتالي، بات الجيش مسيطراً بالكامل على البلدة. الإنسحاب هذا يمكن وضعه تحت قائمة “الإنسحاب الإجباري” الذي فرض على المسلحين بعد سيطرة الجيش على آخر نقطة إمداد عسكري في شمال البلدة، وبالتالي أحكم الحصار الخانق على المسلحين. ثمة إعتقاد انّ إنسحاب هذا أتى بعد سماح الجيش لهؤلاء بالعبور نحو “جسرين” هرباً من المعارك في نفس السيناريو الذي حصل في مدن القلمون. الهدف من ذلك كان إستعادة السيطرة على البلدة بأقل خسائر وعدم إتجاه الجيش لمعركة قد تكون طويلة الأمد في الجزء الشمالي من البلدة، فإختار أفضل وأقصر طرق النصر العسكري. على وقع هذا الإنسحاب، إشتعلت مواقع التواصل الإجتماعي، خصوصاً “تويتر” الذي يعج بنشاط ضخم للمسلحين. النشطاء إتهموا صراحة “زهران علوش” بعقد صفقة مع الجيش السوري لتأمين الإنسحاب عبر جسرين. ورصدت “الحدث نيوز” ان هؤلاء يستندون على إعلان الجيش انه اطبق الحصار على كافة منافذ البلدة. بعضهم ذهب أبعد من ذلك إلى إتهام “علوش” بأنه “باع المليحة للنظام” على حد تعبيرهم، لكن الواقع الميداني يثبت ان الجيش سيطر عسكرياً دون صفقات على البلدة، لكن ما حصل في الجزء الاخير كان عملاً يدل على بعد إستراتيجي يدرسه الجيش. المعلومات تشير إلى ان العناصر المنسحبة يقدر عددها بنحو 400 موزعة على عناصر من “أجناد الشام”، “جبهة النصرة”، وقلة من “جيش الإسلام”. صدمة سقوط المعارضة في المليحة عُبر عنها في الصفحات المعارضة والتنسيقيات في البلدة، التي بدت مصدومة من شكل ما حصل، حيث قالت صفحة “المجلس البلدي في المليحة”: “بعد 135 من الصمود إنسحب المجاهدون”، وهو إقرار واضح بالهزيمة والإنسحاب من البلدة. بعد المليحة التي تعتبر بوابة الغوطة الشرقية وأحدى أهم البلدات، تتجه الانظار حالياً إلى محيطها الشمالي الممتد من الشمالي الشرقي إلى الجنوب الشرقي المتضمن تكتل قرى تقع تحت سيطرة المعارضة تشكل عاملاً عسكرياً خطراً على آمان المليحة.
المصدر: الحدث نيوز
المصدر: الحدث نيوز