نادر حجاز - غريب أمر هذا الاعلام اللبناني، يتهافت خلف الخبر العاجل والبث المباشر، حتى انه لم يتوانَ احياناً عن نقل مؤتمرات صحافية لا طعم ولا لون لها سوى هوى الفتن والتفرقة.
واما خبر قتل جندي لبناني ذبحاً على يد تنظيم داعش، فلم يرتقي على ما يبدو في سلم اولويات المحطات اللبنانية، فعرض المايوهات اهم على احدى الشاشات وكذلك مباراة السباحة على أخرى. واما برنامج علي الديك لا يحتمل التأجيل، مع العلم ان الحلقة المنقولة هي اصلا اعادة. في حين ان احدى المحطات تذكرت هذا المساء "الزجل اللبناني" محاولة حماية الذوق اللبناني من الانقراض. واما المواهب العربية في زمن الوهن العربي احتلت شاشة "سماوية" وقهقهات أحلام في "آراب أيدول". والامر نفسه سرى على كل المحطات في حين ان الغائب الاكبر كان وجه عباس مدلج.
في هذا الوقت كان "دم عباس" لم يبرد بعد، شربته الارض الحبلى بالدموع والاحزان، هناك حيث ماتت انسانية البشر، ذُبح بدم بارد وقبل ان تنطفئ روحه نكرناه.
فلنخجل من عينيه الصغيرتين فوق حد سكين بربرية القرن الواحد والعشرين. ولنخجل من ليالينا التي نمضيها رقصاً ودم ابنائنا تسيل.
يا خجل هذه الليلة من التاريخ، يا لها من ليلة مخزية بحق الاعلام اللبناني والحكومة اللبنانية... فإذا كنت عاجزة عن تحرير ابنائك، على الاقل اعلني الحداد الوطني وامسحي بعض العار عنك.
المصدر: ليبانون فايلز
