أثبتت أجهزة التجسّس التي زرعها العدو الإسرائيلي على شبكة الإتصالات السلكية لـ"حزب الله" والتي تم كشفها في منطقة الكف الأحمر في النبي ساري في بلدة عدلون مساء أمس، أن العدو ما يزال يضع لبنان في دائرة إستهدافاته الأمنية، وهو يعمل بكافة الوسائل والسبل لجمع المعلومات عن المقاومة ومراكزها وكوادرها وأسلحتها.
وكشفت مصادر أمنية لـ"لبنان 24" أن إسرائيل طوّرت منظومة التجسّس والتنصّت على الجنوب اللبناني من خلال زرعها أكثر من 120 عامود إرسال على جانب الخط الأزرق، مزوّدة بكاميرات مراقبة وأجهزة تنصّت وتشويش مربوطة ببعضها البعض ومتصلة بغرفة عمليات إسرائيلية مركزية على مقربة من الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة.
مساعي العدو التجسّسية
وقالت المصاد إن أجهزة التجسّس الثلاثة التي زرعتها إسرائيل على شبكة إتصالات "حزب الله" في عدلون، وُضعت في منطقة تقع في عمق الجنوب وبعيدة عن جنوب الليطاني ومنطقة إنتشار "اليونيفل" والتي تخضع لمندرجات القرار الدولي "1701"، وتميّز زرعها في بساتين المنطقة بالدقة والحرفية والإتقان.
وتحدّثت عن الإحتمالين الوحيدين لزرع الجهاز في عداون، وهما عن طريق وجود عملاء قاموا بالمهمّة، أو تولّي قوة "كوماندوس" إسرائيلية خاصة المهمة بعد وصولها الى المنطقة عبر البحر، أو من خلال عملية إنزال جنود في منطقة قريبة من أنصارية حيث نفّذت إسرائيل العام 1997 عملية "كوماندوس" فاشلة خسرت فيها 11 جندياً، فضلاً عن تمكّن المقاومة من أسر أشلاء أحد الجنود.
وأشارت الى أن جهاز عدلون عبارة عن محطة إرسال معلومات عن ذبذبات الشبكة وتحركات المقاومة ورجالها على الطريق التي تربط صيدا بصور، وهو على شكل صخرة مموّهة الى جانبه بطاريات تغذية، وقد تم فصل الأجهزة الثلاثة عن بعضها ووضعت جميعها فوق تلة في عدلون لتبث المعلومات مباشرة الى مكان قريب من موقع العدو الإسرائيلي في تلة اللبونة على الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة، حيث يجري تحليلها من قبل ضباط مختصّين في جيش الاحتلال.
.. وتفوّق العقل الأمني اللبناني
ويأتي اكتشاف أمر جهاز التنصّت الإسرائيلي أمس في سياق "الحرب الإلكترونية" الدائرة بين العدو الإسرائيلي والمقاومة منذ سنوات، تميّزت بتفوّق "العقل الأمني" اللبناني على العقل الإسرائيلي، ما أدّى الى اكتشاف عشرات أجهزة التجسّس الإسرائيلية وشبكاتها، على أيدي أجهزة الأمن اللبنانية المتنوّعة.
ففي شهر أيار من عام 2013 فجّرت إسرائيل جهاز تنصّت في وادي الزرارية كان مزروعاً على شبكة إتصالات "حزب الله"، بعدما تمكّن جهاز أمن المقاومة من اكتشافه. وسبق ذلك مسار طويل من الإنجازات التي حقّقتها استخبارات الجيش اللبناني وجهاز أمن المقاومة في كشف العديد من أجهزة التجسّس الإسرائيلية في مناطق متفرّقة من الجنوب مثلما جرى في الحلوسية ودير قانون النهر وبدياس وفي وادي الغار بين صريفا ودير كيفا وواديي القيسية والعنق، وصولاً الى جبل صنين ـ الباروك.
وفي سياق الحرب الأمنية ـ الإلكترونية المفتوحة في العدو والمقاومة، إستطاع جهاز أمن المقاومة، بالتعاون والتنسيق مع استخبارات الجيش اللبناني وشعبة المعلومات باقي الأجهزة الأمنية اللبنانية، بتفكيك عدد كبير من شبكات العملاء الاسرائيليين وتوقيفهم. وفي هذا الإطار، قالت المصادر الأمنية إن الجهد الكبير الذي يبذله العدو الإسرائيلي لنصب أعمدة إرسال وزرع أجهزة تنصّت داخل الأراضي اللبناني، يأتي للتعويض عن الصفعة الكبيرة التي تلقاها بكشف ذراعه التجسّسية في لبنان المتمثّلة بشبكات العملاء.