شبعا ليست عرسال...

16:322014/09/03
A
|
A
|
"انتبهوا إلى شبعا".. "شبعا هي المعركة القادمة بعد عرسال".
هكذا هوّل بعض الإعلام المضلّل الباحث عن زرع الخوف في نفوس المواطنين، على منطقة العرقوب وسكّانها. البعض خرج وحذّر من أنّ تحركاتٍ لمسلّحين سوريين تشهدها المناطق الحدودية بين شبعا والداخل السوري، على كتف فلسطين المحتلة حيث يتمركز جيش العدو. البعض الآخر ذهب نحو تحديد مواعيد لإنطلاق المعركة، وحدّدها فعلاً "مع إنتهاء معركة عرسال".

"سلاب نيوز" جالت في كواليس العرقوب وشبعا، وبحثت في واقع الأرض وعادت بإجاباتٍ تفيد الحقيقة ومن يسعى إليها.
حوالي 4000 نازح سوري موجود داخل شبعا اليوم، العدد الذي يوازي عدد سكانها من اللبنانيين معظم أيّام السنة (يصل عدد سكان البلدة إلى الأربعين ألفاً خلال فصل الصيف). في الصورة أعلاه، يظهر الفاصل المثلث بين شبعا اللبنانية والجانب السوري وكذلك فلسطين المحتلة.
يرصد الجيش اللبناني، بشكلٍ كبير الطريق الوعرة التي تصل لبنان بسوريا. الطريق، التي لا يمكن لسيارة المرور عليها، يستعملها النازحون من بلدة بيت جن السورية وبلدات أخرى للدخول نحو شبعا.

وبحسب الأهالي فإنّ هؤلاء يدخلون شبعا منذ عشرات السنين، ومعظمهم معروفٌ من قبل الأهالي لجهة ذويه وعائلته وأقاربه، كحال كلّ البلدات الحدودية اللبنانية، حيث تكون القرى اللبنانية المجاورة أقرب وأحن وأكثر دفئًا على المواطن السوري من مدينة دمشق البعيدة، وكذلك حال العلاقة بين اللبناني والقرى السورية التي تبيعه مازوت التدفئة بأسعار متدنية مقارنةً مع غلاء الأسعار اللبنانية.

في المعلومات أنّ الآتي من بيت جن والقرى السورية عليه المرور بشكلٍ إلزامي على حاجز مخابرات الجيش اللبناني في شبعا، ليسجّل إسمه ويحصل على إذن دخول بصفته نازح.
الطريق الجبلية الوعرة في جبل الشيخ محصورة بمحورين هما الرشاحة ومرتفعات جنعم. هنا لا بد لكلّ نازحٍ أن يمرّ على الدابة أو سيراً على الأقدام ليصل لحاجز مخابرات الجيش، حيث يخضع لتفتيشٍ بشكلٍ دقيق قبل السماح له بالعبور.

داخل البلدة، على النازح إستئجار منزلٍ أو غرفةٍ ليعيش، فالبلدية هناك لم تقع بفخّ إنشاء المخيّمات، وهو ما يسجّل لها لجهة تحصين البلدة من خطر التقوقع داخل الخيم وما قد ينتج عنه. يتساءل البعض من أين للنازح تأمين ثمن أجار الغرفة؟ هنا تجدر الإشارة الى أنّ الأمم المتحدة تؤمن رواتب شهرية للنازحين، لدرجة يكاد النازح المنتظر العودة إلى بلاده يُدخل شهرياً ما يفوق مدخول إبن البلدة الذي يعمل ما يفوق العشر ساعات خلال النهار.
قسمٌ ثانٍ من النازحين يعيش في مبنى تابع للجماعة الإسلامية، حيث يحصل على تموين من غذاء ودواء عبر الأمم المتحدة وبعض التبرعات.

من هوّل على شبعا لم يدرك أنّ في البلدة المدينة قوى سياسية إجتمعت منذ سنتين، وتكرّر إجتماعاتها للتنسيق فيما بينها. في هذه الإجتماعات تقرّر إستقبال النازحين وحسن ضيافتهم بما يتناسب مع عادات أبناء البلدة، ولكن لهذه الإستضافة شرط أساسي لا بد منه، ومن أتى هرباً من الحرب عليه القبول به دون تفكير.

القوى السياسية المجتمعة حذّرت الجماعة الإسلامية (التنظيم الوحيد في شبعا الذي يناصر المعارضة في سوريا) من أنّ أيّ عملٍ سياسي للنازحين أكان معارضاً أم حتى مؤيّداً للنظام سيواجه بطرد فاعله إلى خارج البلدة. هذا القرار الحكيم جنّب شبعا العديد والعديد من الأزمات التي لمسها اللبنانيون في بلداتٍ أخرى، وأبرزها عرسال المحتلة اليوم من المجموعات الإرهابية التي دخلت إليها تحت عنوان النزوح. بين موقع الجيش اللبناني، وموقع قوات السلام في الجولان (ايديويف)، يصعب على من يريد التسلّل بشكلٍ مسلّحٍ نحو شبعا المرور، رغم التسهيل الصهيوني عبر قوة الجيش المتمركزة على رأس جبل الشيخ.

شبعا ليست عرسال، ففي شبعا بيئةٌ ما زالت مقاومة للعدو الصهيوني ومشاريعه ومرسليه، وفي شعبا سلطات محلية تلعب دور الدولة الصحيح على الأرض. شبعا لن تشهد معركة بين الجيش وداعش أو النصرة، فالإجراءات الوقائية حمت البلدة ومعها العرقوب من رجس الإرهاب، الذي كان سيُحسن الصهيوني إستقباله كالـ"شحمة عالفطيرة".

المصدر: سلاب نيوز 

على مدار الساعة

الأبرز هذا الأسبوع

على مدار الساعة

الأبرز هذا الأسبوع

اشترك بالنشرة الاخبارية للموقع عبر البريد الالكتروني