SAT, 15-3-2025

حادثة سعدنايل تعرّي نواب زحلة تجاه جماهيرهم

14:572014/09/11
A
|
A
|

 مارون ناصيف - ما إن خطف إبن بلدة سعدنايل أيمن صوان في بعلبك، حتى نزل أهالي البلدة الى الشارع الإثنين الفائت، وقطعوا الطريق لساعات مطالبين بإطلاق سراحه. كان ذلك بمثابة الخطوة الإعتراضية الأولى من قبلهم، من دون أن يقف الى جانبهم ولو نائب واحد من ممثلي دائرة البقاع الأوسط السبعة. وبما أن غضبهم كان في ذروته، تعرّض البعض منهم لفانات الركاب الآتية من بعلبك في إتجاه شتورا، وفي الخطوة الإعتراضية الثانية، إحتجز على الطريق المقطوع، سبعة من شيعة بعلبك الهرمل ونقلوا الى جهة مجهولة في سعدنايل، من دون أن يرى الأهالي الغاضبون نائباً يشدّ على أيادي المعتصمين.

بعدها كان على الأهالي أن يواجهوا وبمفردهم أيضاً تداعيات الخطوة الإعتراضية الثانية. انهالت عليهم الإتصالات الأمنية، منها بهدف التهدئة لفتح الطريق وإطلاق المحتجزين إفساحاً في المجال أمام الدولة كي تعمل على تحرير صوان من خاطفيه، ومنها لتهديد الأهالي بأن الجيش سيداهم منازل سعدنايل بحثاً عن المحتجزين إسوة بما يحصل في بريتال حيث تلاحق مجموعاته العسكرية خاطفي صوان وهم من آل طليس. وبمفردهم أيضاً إتخذوا قرار فتح الطريق مساء الإثنين وأطلقوا سراح المحتجزين السبعة لديهم عند منتصف الليل، متوعدين بالعودة الى الشارع عند الثانية عشرة من ظهر الثلثاء إذا لم يطلق سراح  إبنهم. نامت سعدنايل الغاضبة من دون نوابها، وقامت من دونهم أيضاً. وما إن جاء موعد انتهاء المهلة المعطاة عقد مؤتمراً صحافياً في منزل المخطوف، من دون نوابها أيضاً. إنتهى المؤتمر بقرار قطع الطريق من جديد، وشارك في إتخاذ قرار الخطوة الإعتراضية الثالثة، عائلات صوان وشحيمي وشباصي وغيرها، إضافة الى رئيس البلدية وإمام مسجد البلدة فمخاتيرها، من دون أن يشارك في صنعه ولو نائب واحد. نصبت الخيم في الطريق المقطوع وأحضرت الكراسي والأراكيل وصناديق المياه لمواجهة حرارة الشمس المرتفعة، ليكتشف المعتصمون أن نوابهم فضلوا القاعة المبردة حيث يعقد رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان مؤتمراً صحافياً، على خيمة الإعتصام في سعدنايل.
من الساعة الثانية عشرة ظهراً وحتى التاسعة والنصف مساء، أي حتى تلقّي المعتصمون خبر إطلاق سراح أيمن صوان في بريتال، بقي الأهالي في الطريق، ونواب المنطقة في مكاتبهم وسياراتهم ومناسباتهم. غياب لم يمر مرور الكرام بين المعتصمين.
منهم من رأى أن شتيمتهم تروي غليله، ومنهم من سأل بصوتٍ عالٍ قاصداً إيصال رسالة مباشرة الى النواب عبر مقربين منهم شاركوا في الإعتصام، "هل نسي ممثلو البقاع الأوسط أن سعدنايل بأصواتها التي تصب كتلة واحدة موحدة مع لائحة تيار المستقبل، هي التي تجعل منهم نواباً؟ وهل يعتقدون أن من دوننا يمكنهم الدخول الى ساحة النجمة والحصول على لوحات سياراتهم الزرقاء؟ وإذا كانت ذاكرتهم ضعيفة فهل يجب أن نذكرهم بأن حبس الأنفاس يبقى سيد الموقف داخل مكاتب ماكينتهم الإنتخابية الى حين وصول صناديق سعدنايل؟"
نعم وصل العتب على النواب في ساحة الإعتصام الى حدود النقمة. نقمة أوصلها الأهالي عبر أحد المعتصمين الى حيث يجب أن تصل، وكيف لا، عندما يكون هذا المعتصم أحد المقربين جداً من رئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري.

المصدر: النشرة "خاص"


5amsat
على مدار الساعة
على مدار الساعة
mostaqel
mostaqel
mostaqel
5amsat
اشترك بالنشرة الاخبارية للموقع عبر البريد الالكتروني