محمد فروانة - اعتبر سياسون ومختصون فلسطينيون أنّ إغلاق "إسرائيل" للمعابر في قطاع غزة، سيؤدي إلى تفاقم معاناة سكان القطاع المحاصر منذ ثماني سنوات، ويأتي في سياق تشديد الحصار أكثر، في وقت رأت فيه حركة "حماس" أن عودة الاحتلال لهذه السياسة قد تدفعها لإعادة النظر في اتفاق وقف إطلاق النار الأخير.
وفيما أكد قيادي فتحاوي لـ"النشرة"، أن هنالك اتصالات مع مصر لإعادة فتح المعابر، حذر آخرون من انفجار الأوضاع في قطاع غزة خصوصاً في ظل الأزمات المتعددة التي يعاني منها السكان، وتفاقم معاناة الأشخاص المدمرة منازلهم بفعل العدوان الأخير ولا زالوا يعيشون بلا مأوى.
وأغلقت إسرائيل المعبرين الوحيدين في قطاع غزة، وهما معبر "كرم أبو سالم" المخصص لإدخال البضائع والمستلزمات الأساسية، ومعبر بيت حانون-إيرز، المخصص لحركة الأفراد من وإلى الضفة الغربية المحتلة، لدواعٍ أمنية حسب زعمها، في وقت لا تزال تغلق فيه مصر معبر رفح الذي يعد المنفذ الوحيد لأهالي القطاع على العالم.
إعادة النظر
واعتبر الناطق باسم حركة "حماس" في قطاع غزة سامي أبو زهري، أن قيام الاحتلال الاسرائيلي بإغلاق معابر قطاع غزة، تطور خطير يدفع إلى تردي الأوضاع في القطاع، مشيراً إلى أن الحركة تحذر إسرائيل من اللجوء والاستمرار في هذه السياسة.
وفي حديث مع "النشرة"، شدّد أبو زهري على أن هذه الاجراءات قد تدفع حركة حماس لإعادة النظر في اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي بوساطة مصرية.
وأوضح أبو زهري أن الحركة وضعت مصر في مجمل التجاوزات الإسرائيلية بعد إعلان وقف إطلاق النار الأخير، والتي طالبت إسرائيل من جهتها بالالتزام بما تم التوقيع عليه.
إمعان في سياسة الحصار
"إغلاق المعابر جزء من سياسة الحصار" هذا ما يؤكد عليه القيادي في حركة فتح في غزة فايز أبو عيطة، والذي طالب اسرائيل بفتح كل المعابر التي أغلقتها، "لأنها المتنفس الوحيد للشباب الفلسطيني للتواصل مع العالم وبين الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة ومدينة القدس".
وفي حديثه مع "النشرة"، اعتبر أبو عيطة أن ما تفعله اسرائيل انما هو إمعان في سياسة تشديد الحصار أكثر على القطاع، وهو الذي مارسته منذ ثماني سنوات. ولفت إلى أن الحركة ستواصل جهودها بكل الطرق الممكنة، مع مصر راعية اتفاق وقف إطلاق النار الأخير، ومن خلال هيئة الشؤون المدنية التابعة للسلطة الفلسطينية التي تُعنى بالتنسيق مع الجانب الإسرائيلي في هذا الشأن.
وطالب القيادي "الفتحاوي" بتسهيل حركة دخول وخروج الأفراد والبضائع والاحتياجات اللازمة لسكان قطاع غزة، وإلا ستتفاقم الأوضاع وستصبح أكثر سوءًا.
عودة الانفجار!
في المقابل، قال رئيس جمعية رجال الأعمال الفلسطينيين علي الحايك، إن إغلاق المعابر هو جريمة عقاب جماعي لسكان غزة، تتمثل بالحصار المفروض على القطاع، وتتسبب في مضاعفة معاناة السكان الإنسانية في ظل استمرار مشكلة انقطاع التيار الكهربائي، وتسهم في مزيد من تدهور الأوضاع، وتؤثر بشكل كبير على خدمات الرعاية الصحية وخدمات المياه والصرف الصحي.
وفي حديثه مع "النشرة" اعتبر الحايك أن استمرار التدهور، وتفاقم معاناة المهجرين قسرياً ممّن دمّرت قوات الاحتلال منازلهم خلال عدوانها الأخير، ولاسيما في ظل انخفاض درجات الحرارة وهطول الأمطار، فإن الأوضاع التي تزداد سوءاً ستؤدي الى الانفجار.
وطالب الحايك المجتمع الدولي والسلطة الفلسطينية باتخاذ خطوات ملموسة على الارض من اجل فك الحصار الإسرائيلي المفروض لتمكين اهالي غزة من العيش الكريم والعودة الى حياتهم الطبيعية.
المصدر: النشرة "خاص"

