من ناصر الى نصر الله

14:322015/03/30
A
|
A
|
ناصر ونصر الله

كان السيد حسن نصر الله في عمر السنتين، عندما خرج عبد الناصر على الشعب العربي يروي حكاية آل سعود مع القوى المستقلة ومع الثورات الحقيقية. ومنذ خطب ناصر الشهيرة في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، لم يخرج على الناس قائد يسمي الأشياء بأسمائها، ويكسر عقدة الصمت التي اشتراها آل سعود بمئات المليارات من الدولارات من كل غالبية العرب والمسلمين، حكومات وجهات وقادة ووسائل إعلام.

عندما أطل السيد حسن قبل يومين متحدثاً في ملف اليمن، لم يكن انفعاله ناجماً عن إرباك، بل كانت نبرة صوته تتناسب وحجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، طوعاً أو غصباً في مواجهة آلة الشر. وهو الذي يعرف أن مكانته عند أهل اليمن لا تقل قوة عن مكانته عند أهله. وهو الذي يعرف أيضاً، أن له مكانة خاصة عند الحوثيين وأنصارهم، وبعضهم يقول عنه إنه «إمام واجب الطاعة»، وصوره لا تزال ترفع في أحياء وشوارع ومؤسسات ومنازل الملايين من أبناء اليمن. وهو يعرف أيضاً وأيضاً أن الناس هناك يتسمرون أمام الشاشات عندما يكون لديه خطاب او موقف. وهو الذي يعرف فوق كل ذلك خطورة ما يريده الغزاة من اليمن.

ما فعله السيد حسن عندما قرّع بآل سعود، انما هو الحد الأدنى الواجب قوله في مواجهة من هم الوجه الآخر لعملة الجهل والعنصرية والصهيونية في منطقتنا، والذي صار خطرهم على مستقبلنا بمستوى خطر اسرائيل. وما قاله السيد ليس جديداً يجهله ابناء الأمة، وسبق لهم ان سمعوا ما هو اقسى من ناصر العرب.

قبل اكثر من خمسين سنة، استمع العرب الى عبد الناصر في خطب متفرقة يحكي عن جنون آل سعود وجرائمهم. وبعض ما قاله ورد خلال شرحه للمواجهات التي قامت في ذلك الحين مع القوات المصرية التي قصدت اليمن لمناصرة الثورة ضد الحكم الذي دعمه آل سعود.

ومما قاله الراحل الكبير في حينه:

«في اليمن سقط لنا 136 ضابطاً وعسكرياً: كل واحد من هؤلاء جزمتو (حذاؤه) أشرف من تاج الملك سعود وتاج الملك حسين».

«معركة اليمن معركتنا، وثورة اليمن ثورتنا، بعد يوم على اندلاع الثورة أصابت الملك سعود حالة هستيريا، وصار يبعث السلاح الى نجران وجيزان، والشعب العربي في الجزيرة عليه مسؤوليات. هم اطلقوا اسم المملكة السعودية، لكن هذا الشعب اسمه الشعب العربي، فهل يقبل برفع السلاح ضد الثورة؟ المرتزقة يرفعون السلاح وأصحاب المصالح، ولكن الأحرار لا».

«هل الاسلام يقول بأن عائلة تسود والشعب كله عبيد، وأن عائلة تحكم حكم إقطاعي وتأخذ كل الفلوس والباقي قاعدين بلا أكل. هل الإسلام يقول بأن ننهب أموال المسلمين. من يريد تطبيق الإسلام ليوزع أموال المسلمين عليهم؟ ما تقومون به كفر».

«أنا لا أتصور أنه بأي حال من الأحوال تقدر السعودية على المحاربة في فلسطين، لتتحرر أولاً من قواعد هؤلاء ثم تتجه الى تحرير فلسطين».

اليوم، بعد كل ما مر من وقت على كلام ناصر، وبعد ساعات على خطاب السيد حسن، يقدم لنا ملك آل سعود ومساعدوه المثال على حقيقتهم.

كان يكفي، سماع سالب الحرمين الشريفين سلمان بن عبد العزيز في الجلسة الافتتاحية لقمة شرم الشيخ لنعرف أي صنف من البشر يتولى اليوم قتل أهل اليمن. وكان يكفي في الجلسة الختامية أمس، التركيز لفهم هذيان الوزير السكير سعود الفيصل لنعرف عن أي صنف من البشر يتولى قتل الناس في سوريا والعراق.

انها سلالة القهر والعار. انها السلالة التي لا فائدة من مداراتها بشيء بعد اليوم. انها مصدر التخلف لكل الأمة العربية والإسلامية. والتخلص من حكمها لهو في المقام نفسه، لمعركة ازالة اسرائيل من الوجود. اما التخاذل الذي يصيب حكاماً وحكومات وقوى وجهات وجماعات، وينتهي بها الأمر على شكل عبيد عند حاكم جائر، فهو سمة عملاء القهر منذ القدم.

آه، آه ما أجمل اللغة الخشبية الجميلة في هذه الأيام!

(الأخبار)


على مدار الساعة

الأبرز هذا الأسبوع

على مدار الساعة

الأبرز هذا الأسبوع

اشترك بالنشرة الاخبارية للموقع عبر البريد الالكتروني