عاجل – ليلة سقوط النظام البحريني

01:052015/06/17
A
|
A
|

علي سلمان

جاد نجم الدين – (خــــاص) الخبر برس

لم يكن اعتقال امين عام جميعة الوفاق البحرينية الشيخ علي سلمان منذ الثامن والعشرين من كانون الأول 2014 الا نتيجة الصناديق الفارغة بعد المقاطعة الكبرى التى اجرتها قوى المعارضة البحرينية، ليأتي خيار السلطات البحرينية بقطع الطريق امام الجمعيات السياسية والاقتصاص من امين عام اكبر جمعية معارضة بالبحرين.

ولضرب مطالب هذا الشعب المحقة اراد النظام جر المعارضة السلمية الى العنف لكنها ابت كرموزها وابقت على سلميتها اللا متناهية، تلقى نظام البحرين صفعتين تعد الاقوى بتاريخه جاءت الاولى بصناديق فارغة من مكونات الشعب البحريني بإنتخابات السلطة الصورية، والثانية نتيجة عدم انجرار الشارع للعنف بعد اعتقال الشيخ علي سلمان.

ها هو النظام البحريني اليوم يعيد تلك المراهنات امام المجتمع الدولي الصامت بعد ان حكمت محاكمه على الشيخ علي سلمان بالسجن اربعة سنوات بتهمة التحريض على بغض طائفة من الناس بما من شأنه اضطراب السلم العام، بالإضافة للتحريض علانية على عدم الانقياد للقوانين واهانة وزارة الداخلية بوصف منتسبيها بالمرتزقة وزعم انتماء بعضها الى تنظيمات ارهابية .

لو اردنا ان نستذكر تاريخ الشيخ علي سلمان بالتحريض على طائفة معينة لوجدناها بسهولة ضمن خطاباته عندما كان يطالب بحقوق الناس من نظام لا يميز بجبروته بين كافة الطوائف وحرصه على سلمية الحراك رغم محاولة القمع الذي ينتهجها النظام ضد طائفة محددة بدءً من تدمير المساجد وصولا للإعتقالات والصرف الوظيفي التعسفي، ونحن عبر الخبر برس نتحدى الحكومة البحرينية ان تقدم اي دليل ملموس لتحريض الشيخ علي سلمان ضد اي طائفة كريمة من الشعب البحريني.

أما بالإنتقال الى التهمة الثانية وهي “عدم الانقياد للقوانين ” بحسب الادعاء، اي قوانين يريد النظام البحريني ان ينقاد لها الشعب الاعزل؟ هل المطلوب سياسة الخضوع وعدم المطالبة بحقوقه المغتصبة او المقصود بها المشاركة بإنتخابات يفصلها النظام على مقاساته.

المضحك المبكى هو الاتهام الاخير بوصف عناصر وزارة الداخلية بالمرتزقة، ولو سلمنا جدلا ان الشيخ علي سلمان وصف المنتسبين للأجهزة الامنية بالمرتزقة، فهل اخطأ امام الية التجنيس التى تعمل منذ سنوات لتغير التركيبة الديمغرافية؟ ماذا يريد النظام ان يطلق على العاملين بسجونه وهم كوكتيل من كافة الجنسيات؟ مع الحفاظ على الضحية فقط من البحرين طبعاً.

الشيخ علي سلمان لم يخطئ اذا كان قد وصف انتماء بعض المنتسبين للداخلية البحرينية بالإرهابيين، وهناك اكبر دليل يعرفه القاصى والداني ممثلا بالمدعو “تركي البنعلي – ابو سفيان السلمي” الذي يقاتل الى جانب تنظيم داعش الإرهابي والمصنف من قبل الحكومة البحرينية بالإرهاب، من اين اتى تركي البنعلي؟ الم يكن ضابطا في الإستخبارات البحرينية قبل ان يلتحق بركب داعش؟ ام انه اتى من الشيشان؟

امام هذه الاتهامات يمكن للبعض معرفة ماذا يريد النظام البحريني اليوم من خلال محاكمة الامين العام سماحة الشيخ علي سلمان، لكنهم يراهنون على شعب مثقف وعلى قائد توقع الاسوء عندما قال “اعتقلوني طوال حياتي، اعتقلوا زوجتي، اعتقلوا إخوتي، اعتقلوا ابني مجتبى ذي الـ 18 ربيعاً، واعتقلوا بعده بنتي نبأ ذات الخمسة أعوام، ليس لكم شرعيةٌ شعبية، لو وضعتمونا جميعاً في السجن، لن نعطيكم هذه الشرعية”.

حريّته وحّدت صفوف المعارضين، وأسره وحّد الشعب البحرينيّ بكافة أطيافه؛ الأمس، اليوم، وغداً الكلمة هي لشعب أراد أن يطلق صرخة تعيد الأب والقائد إلى الحريّة؛ بعد أن فقده محراب الصلاة بين جموع المصلّين ومنابر الساحات، واشتاقت رؤوس أيتام الشهداء ليمسح عليها، ويمدّها بحنان الأبوّة من راحة كفّيه.

لم يكن أبو مجتبى شيخاً قياديّاً عادياً وحسب، إنّما كان الأب لشعب رفض العيش تحت رحمة الملوك والسلاطين، ولأنّ موقفه سلاح، ومصافحته اعتراف، تمسّك بموقف الشعب ورفض الاعتراف بحكومة تفتقد للشرعيّة التي تحاول أن تستمدّها بالسيف.

ظنّوا أنّ أغلال الحديد قادرة على تكبيل تلك اليد الممدودة للشعب، لكنّهم خسروا: فها هم أبناء الشعب الأبيّ يردّون السلام على الأمين من سترة إلى المنامة إلى البلاد القديم، فكلّ الساحات هي منابر تطالب بحريّته.

تلك هي أقلّ خسائر حكومة الأزمات لعدم قدرتها على إسكات هذا الشعب الصامد. لن تحجب القنابل المسيّلة للدموع صورته المرفوعة، ولن تطغى أصوات مدرّعات المنتسبين للأجهزة الأمنيّة على أصوات الثائرين.

لن ينجرّ الشارع إلى العنف كما تشتهي وتحيك حكومات الأزمات، فصمّام أمان هذا الشعب سيعود إلى الحريّة، وتبقى هامة الأمين مرفوعة لا تعرف الانحناء.

(المصدر: الخبر برس)


على مدار الساعة
على مدار الساعة
اشترك بالنشرة الاخبارية للموقع عبر البريد الالكتروني