رواد أبو حمرا – (خــــاص) الخبر برس
السويداء.. تكمن قوة داعش وافرعها في عمق عقيدتها المنوية وايمان وحوشها بالصعود الى السماء حيث لا عين رأت ولا نكح عضو ذكر، هذه بالفعل نقطة قوة لا يستهان بها، انت تواجه عدو لا يهاب الموت لان بالنسبة له ما بعد الموت هناك ملذات جنسية ووووو الخ..
ولكن نقطة القوة هذه لم ولن تفلح، بل ستنعدم مقابل مفهوم العدمية الذي يعتمده الدروز، فالدروز لا يؤمنون بالموت في سياقه المعروف على امتداد الوجود البشري، انما الموت بالنسبة لهم هو انتقال من مكان الى آخر (بكل بساطة)
قد يعتقد القارئ ان هذا مجرد وصف او تعبير لا قيمة فعلية له، لا عزيزي، اليوم في قرننا الواحد والعشرين لازال هناك اشخاص يزورون بيوت اهلهم من الجيل الماضي، ويدخلون بيوتهم القديمة التي كانت لهم في جيلهم السابق، بل يملكون تفاصيل ومعلومات عن حياتهم السابقة.
بخلاصة بسيطة: الحياة بالنسبة للدروز هي مراحل، وحزن المقدم على الموت من المحاربين شبيه بحزن المسافر الذي سيودع اقاربه لفترة زمنية معينة، وهو بالطبع حزن عميق، لكن هو ليس بنهاية الدنيا.
في خضم هذا التعقيد العقائدي البعيد عن الشهوات الحيوانية عليك ادراك قوة هذه الفئة والايمان المطلق بثباتها، وعليك الابتعاد عن الخيارات المطروحة من قبل متفزلكي الحرب، حيث وضعوا الدروز امام خيارات الانهزام والانكسار او اللجوء الى حضن العدو الصهيوني.
دأب اهل محافظة السويداء على ترديد عبارة شعبية “حصة الغالي للتالي” مشيرين الى رحى الحرب الدائرة في سوريا، بعد قرابة الخمسة اعوام، ها هي رحى الحرب وصلت الجنوب علّها تُكسر هناك، لان الرحى مصنوعة من حجر لا يمكنه طحن البازلت الاسود المحيط بتلك المحافظة.
ليلة امس وفي لقاء على قناة المنار اكد الرئيس الروحي لطائفة المسلمين الموحدين الدروز الشيخ حكمت الهجري انه يعوّل على شباب تلك المحافظة المرافقين للجيش على الخطوط الامامية، وانه على يقين تام بأن السويداء منيعة ولا يملك الشيخ ادنى شك بصمود المحافظة الى آخر رجل فيها.
لكن عصر السوشيل ميديا هذا يخلط الاوراق ببعضها بسرعة فائقة، ويصنع فكرة عامة من خلال صورة فتوغرافية هنا او هناك.
انتشرت مذ يومين صورة لفتاة تحمل بندقية وترتدي الزي العسكري في محيط قرية الثعلة، وما لبث البعض ان تشبث بتلك الصورة لاعلان نصره والادعاء بأن السويداء بحاجة لمقاتلين حتى صارت تستخدم النساء في الخطوط الامامية، وهنا يجب التوضيح عن حالة الخطوط الامامية التي تتشابك بها ايادي عناصر الجيش الباسل مع ايادي شباب تلك المحافظة.
وبالتحدث الى بعض المقاتلين على الجبهة لن تصدق انك في حرب وتقف على الخط الاول لان شباب تلك المحافظة قد صنعوا جوا من المرح والسعادة وكأنهم في انتظار هذه الحرب منذ سنوات، فهم يمررون النكات تحت النار وعلى وقع اصوات المدفعية وقصف الميج التي اعادت منطقة “اللجاة ” الى حقيقة خلقها، حمم بركانية تذيب كل من يقترب منها، ناهيك عما يحصل في الفرقة 15 حيث يلتحق الشباب فيها بالعشرات ومنهم من تم ارساله الى القلمون او الى مكان آخر في صبيحة هذا اليوم بحسب معلومات “الخبر برس”.
هذه وقائع تكذب كل الادعاءات بان اهل المحافظة انفصلوا عن الجيش العربي السوري، او ان الجيش تخلى عن المنطقة، وهذا حديث تم تداوله منذ الايام الاولى للهجوم على صفحات الفيس بوك، وتم نشر صور لمعدات عسكرية قيل انها تُسحب من المحافظة وان الجيش تخلى عن البلد لكن اليوم لم تُنشر في نفس الصفحات اي صورة للذخائر والاسلحة التي استقدمت للمحافظة والصفحات نفسها تغافلت عن صور الامهات الحرائر اللواتي احضرن وجبات الطعام الى المقاتلين على الجبهة وسبقتهم اصوات دعائهن للمجاهدن وعناصر الجيش.
نعم اليوم يقتصر دور نسوة السويداء على الوقوف خلف الرجال فقط وحين يحتاج الرجال لهن في الخطوط الامامية، لن تتاخر اللبوات في تلبية النداء فتاريخ نسوة تلك المحافظة منحوت بالبازلت وهو عنوان للحرائر اللواتي لم يقفن متفرجات في الحروب بل كن يد بيد مع رجالهن.
المقال الآخر عبر الخبر برس سنخصصه للنكات التي يطلقها الشباب في خطوط الجبهة مقابل ما يقوله عناصر جبهة النصرة لقناة اورينت ” نحن لا نقاتل بشر” وهذه العبارة تذكرنا بما قاله عناصر لواء غولاني اثناء حرب لبنان في تموز عام 2006.
