*حاوره مندوب الخبر برس ستيفن نزار صهيوني
مفاوضات تجري في فيينا بين إيران والدول الكبرى من أجل التوصل الى إتفاق حول البرنامج النووي الإيراني ومن بين التصريحات المثيرة للجدل التي خرجت من موسكو خلال زيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم التي تحدثت عن مبادرة روسية لإعادة أحياء العلاقات السورية – السعودية وبين تنظيم داعش الإرهابي الذي بدأ ينتشر كالسرطان في كل أنحاء العالم من الكويت الى تونس وفرنسا والعراق وسورية وغيرها.
ماذا سيحصل في المنطقة؟ وهل نحن على ابواب حرب إقليمية أم أن المنطقة تتهيأ لمبادرة سلام تنقذ العالم؟ كل هذه الأسئلة وغيرها يجيب عنها عميد الخارجية في الحزب السوري القومي الإجتماعي حسان صقر في حوار خاص مع صحيفة “الخبر برس” اللبنانية.
1 – زيارة الوزير الخارجية السورية وليد المعلم الى روسيا والتصريحات التي خرجت عن اتصال سعودي سوري قريب على ماذا يدل؟
– هذا يدل أولاً ان السياسة الروسية الخارجية ما زالت مستمرة بدعمها للدولة السورية وانها ما زالت تقوم بالمبادرات التي من شأنها إيجاد المخارج السياسية للازمة، اما فيما يتعلق بالتقارب السعودي الروسي، فهو ما يزال ضمن اطار الأفكار التي تراها روسيا ضرورية لضرب الارهاب الذي يشكل خطراً على السعودية أيضاً.
2- تركيا تلوح بتدخل عسكري في الشمال السوري ما مدى قدرة تركيا على شن هكذا عدوان و ما تداعياته؟
– هناك صراع داخلي في تركيا حول فكرة التدخل في سورية، والجيش التركي يعارض هذا الموضوع كما انه يؤخر تشكيل الحكومة التي تراجع فيها حزب العدالة والتنمية تراجعاً كبيراً يمنعه من الاستئثار بتشكيل الحكومة..التلويح بالعدوان هو ورقة يريد اردوغان صرفها داخلياً بمكاسب حكومية ليس إلا وخصوصاً ان تركيا لا تريد ضرب علاقتها بايران وروسيا.
3-هل المفاوضات الإيرانية الأمريكية ستنجح وما هو تحليلك عن تأثر المنطقة ان نجحت هذه المحادثات؟
– لم يستثمر الطرفان الإيراني والأميركي كل هذا الوقت لكي يتم التراجع عن الاتفاق في اللحظات الاخيرة. كما ان الوقت المتبقي للإدارة الأميركية قبل عطلة الكونغرس ليس بطويل لذلك لا بد من التوقيع بالايام القليلة المقبلة وعندها يحق للرئيس الأميركي بنقض تصويت الكونغرس الذي بعدها مضطر الى اكثرية الثلثين في الكونغرس و هو غير متوفر للجمهوريين ليسقطوا الاتفاق فيصبح نافذاً و ربما مع تعديلات طفيفة. اما بالنسبة للنتائج على المنطقة، فلا شك انها سوف تقدم فرص حقيقية للاستقرار على المدى المتوسط وربما بعض الفوضى من المتضررين ولكن هذا لفترة محدودة بعد التوقيع و ذلك لكي يتم مراعاة بعض مصالحهم.
4 – وسائل اعلام العدو تتحدث عن عدوان قريب سيشن على لبنان هل هذه مجرد فقاعة اعلامية وهل لدى العدو الإسرائيلي القدرة على شن هكذا حرب؟
– لا شك ان اسرائيل هي من اكبر المتضررين من توقيع الاتفاق، ولذلك اسرائيل قد تقوم بأعمال عدوانية كمحاولة للتخريب على الاتفاق وربما تحصيل بعض المكاسب من خلال التفاوض على الحرب قبل او بعد وقوعها.
5- منذ اسبوع تقريبا حصل تفجير ارهابي بمسجد في الكويت هل يمكننا ان نقول ان نار الارهاب انتقلت الى الخليج وبرأيك هل ستتوقف عن دعم المجموعات المتطرفة؟
– لم تنتقل هذه النار بشكل جدي بعد، لان المخاوف جدية والاحتمالات مقلقة لذلك دول الخليج مدعوة لتغيير سياساتها بشكل جدي والا فنار الارهاب ستلتهم الأنظمة الخليجية التي لا قدرة جدية لها على الصمود في وجه الارهاب اذا قرر جدياً الحرب على الجزيرة.
6- سمعنا مؤخرا وبشكل كبير عن نسور الزوبعة في عدد من الجبهات ان كان داخل سورية او العراق ولبنان طبعا هل يمكنك ان تشرح لنا عن الدور الذي يلعبه الحزب في مكافحته الارهاب في المنطقة؟
– الحزب وكما في كل مرحلة مصيرية تمر على بلادنا، فهو ينكب لمهمة مقاومة الاعتداء اسرائيليا كان او ارهابيا، فالحزب اتخذ قرارا مركزيا بمقاومة الارهاب والحفاظ على وحدة الدولة والمجتمع في الشام ومهما غلت التضحيات. فالدور الذي يلعبه القوميين في حُمُّص واللاذقية وإدلب ودمشق والسويداء والارياف التابعة لهذه المحافظات إنما هو دور يهدف الى بقاء الأهالي في بيوتهم والاشتراك معهم في الدفاع عن أرزاقهم بأسلوب يحول كل مواطن الى خفير وخصوصا ان لحزبنا خصوصية انه يشبه التنوع في المجتمع في الشام كلها ويعبر عن هذا النسيج في تكوينه مما يعطيه مصداقية إضافية.
7- استاذ حسان انت دائما تلتقي بوفود اجنبية ومسؤولين ودائما في بلدان اوروبية وعالمية وتلتقي مسؤولين هناك هل يمكنك ان تقول لنا ما هو رأيهم كيف يمكننا ان نتخلص من تنظيم داعش بنظرهم؟
– ليس للغرب حتى الان سياسة واضحة بموضوع محاربة والواضح حتى الان انه ما زال في مرحلة الاستفادة منه وخوفنا انه قد يحاول الاستفادة منه لتقسيم المنطقة بما يتناسب مع مصلحة اسرائيل وهذا لان لإسرائيل قدرتها على التأثير في العقل الغربي اما نحن فنتأثر و لا نؤثر. لا اعتقد ان الغرب وصل الى مرحلة قرر فيها التخلص من داعش وخصوصاً ان داعش زاد نفوذها بعد بدء حرب التحالف عليها.
الغرب ما يزال يتعاطى تكتيكياً مع داعش فيستفيد منها حينا و يضربها حينها اخر (مثلما ضربها عند اقترابها من عين العرب). لذلك فالحرب مع داعش قد تستمر لبعض الوقت وذلك لحين وصول الغرب والخليج الى قناعة ان ضررها اكبر بكثير من قدرتهم على استثمارها.
اخيراً، و في ذكرى استشهاد انطون سعادة، ندعوا أبناء شعبنا للتعرف على فكره لكي لا يكون ظلم بإعدامه و ظلم أيضاً بعدم تعرف الشعب على من أعطى حياته لنهضة وارتقاء بلاده.. التزام فكر انطون سعادة هو الرد الطبيعي لشعبنا على محاولات رده لمجاهل التاريخ. و طبعاً شكر خاص لـ “الخبر برس” ونتمنى لها المزيد من التقدم.
