على خطى القصير تسير المعارك في الزبداني، قضم تدريجي للأحياء، وسيطرة يومية على المبان. تحت الأرض، يخوض الجيش السوري بمساندة حزب الله حرب انفاق حفرها المسلحون وراهنوا على المعركة بسببها. أما فوق الأرض، فالإشتباكات مستمرة على مدار الساعة، من مسافات قريبة جداً تدور معارك طاحنة بين القوات الموالية للرئيس الأسد و "الإحتلال الأجنبي" للمدينة. قد يتوقف البعض عند كلمة "الإحتلال الأجنبي"، لكن ما من كلمة اخرى تصف جماعات الإحتلال التي تدفقت من مختلف بلدان العالم بحجة مساندة "الثوار السوريين" واحتلت المدن والقرى السورية وسلبت الإنقلابيين "ثورتهم".
تفيد الأخبار الورادة من مصادرنا في الزبداني بإقتراب ساعة الحسم خاصة بعد انهيار دفاعات المسلحين في الأحياء الغربية وتمكن القوات السورية بالتعاون مع حزب الله بالدخول وسط الأحياء. مباني المسلحين تسقط الواحدة تلو الأخرى بعد انسحاب المسلحين او مقتلهم. جميعنا يدرك ان لحظة تحرير الزبداني ستكون لحظة مفصلية، فهي ستعكس آثارها على معارك الغوطتين الشرقية والغربية كما على العاصمة السورية دمشق. وفي الوقت ذاته، ستؤمن الحدود اللبنانية من الجهة السورية، وستساهم في تسهيل معركة الجرود التي تريث بها حزب الله حالياً لرؤيته ان الأهمية الإستباقية هي تحرير الزبداني.
البعض يفضل البقاء في الجبهة بمواجهة الجيش السوري وحزب الله فيقتل، أما البعض الأخر فيفضل الإستسلام لأنه اعرف العارفين بمصير المدينة ومن يحتلها. انشقاقات وتخبط بالجملة في صفوف المسلحين، وانهيارات بدافعات "الإحتلال". جميع المؤشرات تدل على اقتراب ساعة التحرير، لعل ابرزها الإشتباكات الشبه يومية التي تحصل في صفوف الفصائل المسلحة على خلفية الإنسحاب او البقاء ومواجهة المصير المحتم. تشير مصادر ميدانية إلى أن المسلحين باتوا محاصرين في منطقة مساحتها حوالى 4 كلم مربع في وسط المدينة، حيث يحاولون ليلاً نهاراً التسلل عبر الجهة الشرقية لفك الحصار عنهم، إلا أن جميع المحاولات فاشلة. حالة من التخبط يعيشها المسلحون يومياً مما اربك تفكيرهم العسكري تحت ضغط الضربات التي يتلقونها بالتزامن مع تضييق الحصار عليهم.
يدرك الجيش السوري وحزب الله جيداً ان المعارك شارفت على الإنتهاء، كما يدرك السوريون ان سوريا ستعود للشعب السوري. الإعلام يترقب، الشعوب تترقب، وكذلك تتجه انظار خصوم سوريا والمتآمرين عليها نحو الزبداني، فعلى الرغم من كل الدعم العسكري والإعلامي للمسلحين، ها هم اليوم يسحقون تحت مرمى نيران الجيش والمقاومة، فهل اقتربت ساعة الحسم فعلاً؟
يقول مصدر ميداني لـ "لبنان الآن" ان العمليات العسكرية في الزبداني شارفت على الإنتهاء، كما يثق بأن سوريا بأكملها ستعود الى حضن شعبها الحقيقي، لكن الضربة الاساسية في معركة الزبداني موجهة الى العدو الإسرائيلي الذي يبذل جهوداً هائلة لضمان نصر المسلحين على الحدود اللبنانية - السورية، ومع اقتراب كل نصر للحزب، تدخل اسرائيل جوياً بضربة هنا وأخرى هناك حيث تفشل ادواتها على الأرض.
الحسم بات مسألة وقت، ومن يراهن على فشل الجيش السوري وحزب الله في الزبداني واهم، فبالأمس كانت القصير واليوم الزبداني، تجدر الإشارة الى مقتل المسؤول الميداني في "جبهة النصرة" المدعو عبد الرحيم خريطة في الزبداني اليوم، اثر استهدافه من قبل حزب الله بصاروخ موجه لنقطة تجمع للمسلحين في محور شارع بردى جنوب غرب المدينة، "خريطة" كان يتولى مسؤولية المجموعات المضادة للدروع ويُعد اليد اليمنى لمحمد زيتون مسؤول جبهة النصرة في الزبداني.
عمليات القضم مستمرة وتحرير الزبداني بات مسألة وقت، اليوم في حي "البلد" وغداً في الزبداني بأكملها، فحزب الله لن يخرج معركة كهذه خاسراً وقد اثبتت التجارب ذلك سابقاً، فهو يعطي لكل ميدان تكتياكاته العسكرية الخاصة ووقتها المحدد، أما الحديث عن تأخر الحسم والدخول في معركة استنزاف، فذلك وهم وحرب اعلامية لا اكثر، فقد أكد الأمين العام السيد حسن نصرالله في خطاب سابق ان المعركة مفتوحة والمقاومون غير ملزمون بزمان محدد.
خاص - لبنان الآن